وصل الرئيس المصري محمد حسني مبارك والزعيم الليبيي معمر القذافي إلى العاصمة السودانية الخرطوم ، ويبحثا الزعيمان بالاضافة إلى الرئيس السوداني مجمل الاوضاع في السودان قبل اجراء الاستفتاء المصيري والذي من المتوقع ان يؤدي إلى تقسيم السودان .
ويتوقع ان ينضم إلى القمه رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في وقت لاحق .
وحسب وكالة انباء السودان فإن الزعماء الثلاثة سيبحثون مجمل الأوضاع في السودان والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤولين مصريين توقعاتهم بأن ينضم رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى القمة في وقت لاحق.
واوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية إن القمة ستتناول الرؤية المصرية الليبية لمرحلة ما بعد إجراء الاستفتاء وسبل دعم الشريكين في تسوية باقى القضايا بما يؤمن علاقات قوية بينهما أياً كانت نتائج الاستفتاء.
وأعرب ابو الغيط عن أمله في أن يجرى الاستفتاء في مناخ من الحرية والشفافية والمصداقية وبما يعكس إرادة أبناء الجنوب، ويمكّن الطرفين السودانيين من التوصل إلى تفاهمات لتنفيذ نتائجه.
واشار البيان إلى أن الرئيس المصري سوف يبحث مع شريكى السلام سبل إقامة علاقات قوية بين شمال السودان وجنوبه تستند إلى اعتبارات المصلحة المشتركة في الحفاظ على السلام والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية.
رسائل أميركية
وقبيل انعقاد القمة بعث أوباما برسائل إلى زعماء كل من مصر وليبيا وتشاد وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا ورواندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي، أكد فيها التزام الولايات المتحدة "بإجراء الاستفتاء المقرر بجنوب السودان في موعده (في التاسع من الشهر القادم) بشكل سلمي، وبأن النتائج ستحترم".
ووفقا للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض مايك هامر فإن "أوباما أعلن بوضوح أن السودان يمثل أحد أهم أولويات إدارته"، مشيرا إلى أن الرسائل تضمنت كذلك "الوضع في دارفور".
فيما عبر المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور عن قناعة الإدارة الأميركية بأن إجراء الاستفتاء في موعده هو "أفضل وسيلة للحيلولة دون استئناف حرب كاملة النطاق بين شمال السودان وجنوبه".
مراقبون أوروبيون
وفي تطور ذي صلة أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان أنها ستنشر أكثر من 110 مراقبين من 27 جنسية بجانب كندا والنرويج وسويسرا لمراقبة الاستفتاء في عشر ولايات جنوبية وولايات الشمال التي تجرى فيها عملية الاستفتاء.
وحسب رئيسة البعثة البلجيكية فيرونيك دي كيسر فإنه سيتم نشر عشرة خبراء أساسيين ونحو 32 مراقبا دائما وأكثر من ستين مراقب لفترات أقصر، سيصلون السودان قريبا لمراقبة عمليات التصويت والفرز. مشيرة إلى أن الوفد القادم سيضم في عضويته سبعة من أعضاء البرلمان الأوروبي.
مسلمو الجنوب
وفي جنوب السودان من المقرر أن يجتمع مسلمو الجنوب غدا بدعوة من رئيس الحكومة سلفاكير ميارديت لمناقشة آليات مشاركتهم في السلطة عقب الاستفتاء.
وحسب مسؤول العلاقات الخارجية للمجلس الإسلامي لجنوب السودان موسي المك كور فإن حكومة الجنوب قدمت الدعوة لكافة مسلمي الجنوب للحوار بشأن آليات مشاركتهم بالسلطة، وأوضاع المسلمين عقب الاستفتاء المقرر في التاسع من الشهر المقبل.
وأشار كور في تصريحات صحفية إلى أن الملتقى سيبحث قضايا الأحوال الشخصية والميراث والزواج والحج والعمرة والأوقاف والمعاهد الدينية وقضايا التمييز الإيجابي، مشيرا إلى سعي الملتقى لخلق مناخ تفاؤلي بين المسلمين وحكومة الجنوب لجهة تعزيز التعايش السلمي الذي يخلق الشعور بالمساواة بين كافة المكونات.
تعديل الدستور
وكان الرئيس السوداني قد أعلن الأحد أنه سيتم تعديل الدستور وستكون الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، في حال انفصال الجنوب في الاستفتاء المقرر الشهر القادم.
يشار إلى أنه بعد توقيع اتفاق السلام الشامل -الذي وضع حدا للحرب الأهلية في البلاد عام 2005- أصدر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان دستورا مؤقتا ينتهي العمل به في يوليو/تموز 2011.
ويعترف هذا الدستور المؤقت -المستند إلى الشريعة الإسلامية والتوافق الشعبي- بالتنوع العرقي والثقافي والديني في السودان، كما جعل الإنجليزية لغة رسمية إلى جانب العربية.
كما قلل الرئيس السوداني من أهمية فقد الشمال للنفط في حال الانفصال، وأضاف أن بترول الشمال سيكون أكثر من بترول الجنوب وأطول عمرا.