arpo37

الامم المتحدة تحذر من صراع بالسودان

حذرت الأمم المتحدة من أن 2.8 مليون شخص قد يتعرضون للنزوح بالسودان، في حال اندلاع مواجهات عسكرية عقب استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر إجراؤه بداية الشهر المقبل.

وقال تقرير داخلي للأمم المتحدة -حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس- إن التوتر يتزايد مع اقتراب الاستفتاء، مؤكدا أنه إذا لم يقبل الشمال أو الجنوب نتيجة الاستفتاء فإن ذلك قد يؤدي إلى وضع ما يشبه الحرب.

وكشف التقرير عن قيام كل من الجيش السوداني والقوات التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان بتعزيز مواقعهما على الحدود بين الشمال والجنوب خلال الأشهر الأخيرة، مضيفا أن أعدادا كبيرة من أهالي الجنوب يمتلكون بنادق وأسلحة خفيفة.

وأضاف التقرير أن تدهور العلاقة بين الشمال والجنوب -فضلا عن التوترات داخل شمال السودان وجنوبه- قد تؤدي إلى تدفق واسع النطاق للسكان نحو البلدان المجاورة.

واعتبر التقرير أن الأكثر تضررا في تلك الحالة هم سكان المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب، إضافة إلى نحو 800 ألف جنوبي يعيشون في الشمال داخل العاصمة الخرطوم وحولها.

جدير بالذكر أن الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير/كانون ثاني المقبل سيعطي جنوب السودان الاختيار ما بين الاستمرار في الوحدة أو الانفصال، علما بأن الخيار الأخير هو المرجح وفقا لترجيحات كثير من المراقبين.

قمة إقليمية
وفي مؤشر على حالة القلق إزاء تداعيات الاستفتاء، دعت قمة رباعية إقليمية عقدت أمس في الخرطوم إلى "استفتاء سلمي يجنب السودان مزيدا من الصراعات والحروب"، مؤكدة ضرورة إجراء الاستفتاء في بيئة تتسم بالمصداقية والشفافية مع احترامه أيا كانت نتيجته.

وشارك في القمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس المصري محمد حسني مبارك، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إضافة إلى نائب رئيس السودان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن مداولات قادة مصر وليبيا وموريتانيا والسودان في الخرطوم أكدت أولوية الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان، مؤكدا أن شريكيْ السلام في السودان أكدا التزامهما بتنفيذ باقي استحقاقات اتفاق السلام الشامل، وإقامة علاقات تعاون في كافة المجالات تتأسس على هذه الاعتبارات أيا كانت نتائج الاستفتاء.

وأوضح أبو الغيط أن قادة الدول الأربع المشاركة في القمة تعهدوا بالعمل على تنمية ودعم التعاون بين الشريكين، وبالمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية وإعادة البناء في جنوب السودان وشماله، علاوة على تعزيز وتنمية الروابط الاقتصادية والتنموية بين السودان وأشقائه في المنطقة، بحكم اعتبارات الجوار والتاريخ المشترك والمستقبل الواحد.

رسائل أميركية
ومن جانبها قالت وكالة رويترز إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسائل إلى القذافي ومبارك وزعماء آخرين في المنطقة، تشدد على رغبة واشنطن في أن تجرى عملية التصويت بشكل ناجح وسلمي.

وأجرى زعماء حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان محادثات على مدى شهور، بشأن ترسيم الحدود المشتركة وتوزيع دخل النفط وقضايا أخرى، لكن لم تظهر أي دلائل علنية على حدوث تقدم، وتبادل الجانبان الاتهام بحشد قوات عسكرية.

وتنقل وكالة رويترز عن محللين أن الخلافات التي شهدها التحضير للاستفتاء قد تؤدي إلى تجدد الصراع، مما يهدد استقرار المنطقة ككل.

وكانت مصر اقترحت إنشاء اتحاد كونفدرالي بين الشمال والجنوب كبديل عن الانفصال، وقال وزير خارجيتها في نوفمبر/تشرين الثاني إنها لا تمانع في تأجيل الاستفتاء عدة أشهر، في حين حذر القذافي قبل ذلك بشهر من أن انفصال الجنوب قد يعطي دفعة لحركات انفصالية في أرجاء أفريقيا ويثير مخاوف المستثمرين.

زر الذهاب إلى الأعلى