[esi views ttl="1"]
arpo77

الأدوار السياسية للشيخ عبدالله الأحمر في كتاب

ثمة شخصيات عظيمة في حياة الشعوب لا يمكن نسيانها مهما توالت السنوات وتعاقبت المراحل الزمنية، لأنها استطاعت أن تخلد ذكراها في ذاكرة وقلوب الملايين من البشر، وهي بذلك تترك فراغاً واسعاً برحيلها يصعب ملؤه أو مداراته..

وتزامناً مع الذكرى الثالثة لرحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، التي تصادف الأربعاء القادم 29 ديسمبر.. والذي كان من أهم الشخصيات النضالية في تاريخ اليمن الحديث.. صدر حديثاً كتاب بعنوان "الأدوار السياسية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر" من (1948-2007) للباحث عمر أحمد قائد.

تضمن الكتاب دراسة وتحليل الأدوار السياسية للشيخ عبدالله، باعتباره شخصية وطنية فذة له ثقله في النضال الوطني، وله دوره في إرساء النظام الجمهوري، وجمعه بين المواقع الاعتبارية الرسمية والشعبية، وحكمته وتوازنه في التعامل مع الأحداث والقضايا الوطنية بشكل عام، حيث استهدفت الدراسة جوانب عديدة، منها التعريف بشخصية الشيخ عبدالله، والتي جمعت بين الحياة القبلية والمدنية، والسلطة والمعارضة بكفاءة نادرة، وذلك من خلال عرض وتحليل المواقف والأدوار السياسية التي شارك فيها منذ عهد الملكية، ودوره في إرساء النظام الجمهوري، وصولاً إلى الوحدة المباركة.

وتعد الدراسة محاولة لإبراز بعض من تاريخ اليمن المعاصر، لكي تستفيد منه الأجيال القادمة، كونها تمثل إثراء للمكتبة الوطنية برسالة علمية تاريخية تعبر عن دور شخصية وطنية بارزة في تاريخ اليمن الحديث.

وقد احتوى الكتاب على أربعة فصول تضم مباحث متعددة، حيث جاء الفصل الأول بعنوان (الانحدار القبلي للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ومسيرته وملامح شخصيته وأدواره النضالية من عام 1948-1962)، متضمناً أربعة مباحث، تطرق المبحث الأول إلى الانحدار القبلي للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وسلسلة نسبه، مع الوقوف حول الشخصيات البارزة فيها، ابتداء من الشيخ علي بن قاسم الأحمر، الذي يعتبر الجد المؤسس، وصولاً إلى الشيخ حسين بن ناصر الأحمر.. وحاول الكاتب بإيجاز أن يعرف القراء بهذه الشخصيات في مراحلها التاريخية المختلفة.

المبحث الثاني جاء بعنوان (الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، سيرته، وأعماله).. تناول فيه الكاتب مسيرة الشيخ عبدالله منذ مولده في حصن حبور في منطقة ظليمة عام 1351ه الموافق الأول من يناير 1933م، متطرقاً إلى نشأته وتعليمه والشخصيات التي تأثر بها في صغره، وتقلده للمسؤولية في صغره، وأخذه رهينة لدى الإمام أحمد.. تلى ذلك محنة الشيخ عبدالله في مقتل أبيه وأخيه، واعتقاله وإرساله إلى سجن المحابشة، والذي مكث فيه ثلاث سنوات حتى قيام الثورة.

وأشار الكاتب إلى علاقة الشيخ عبدالله بالقاضي محمد محمود الزبيري، والذي كان يعتبره رمزاً للثورة اليمنية ضد الاستبداد والطغيان والتخلف، وسرد بعد ذلك الأعمال والمهام التي قام بها الشيخ بعد قيام الثورة، والمؤسسات والجمعيات التي ترأسها، إضافة إلى أشد الظروف والمواقف والقضايا التي ألمت به إلى حين مرضه ووفاته رحمه الله.

المبحث الثالث تناول فيه الكاتب أهم السمات التي اتصفت بها شخصية الشيخ عبدالله في مسالك النضال المختلفة.. أهمها التدين الفطري والذكاء المتميز، والضمير الحي والحكمة في التعامل والتوازن في المواقف، والهمة العالية، والشجاعة النادرة، والنضال المستمر، والوعي بالنظم والقوانين، وفهم الواقع، وإدراك المخاطر، باعتباره صمام أمان وقطب توازن ومدرسة التكامل ورائد الإصلاح، ووريث الأحرار، ورجل الجمهورية والمبادئ والإجماع، وغيرها من الصفات.

وتناول المبحث الرابع الأدوار النضالية للشيخ في ظل المملكة المتوكلية من عام (1948-1962) حيث قسم الكاتب تلك الفترة إلى مراحل زمنية، بدءاً بالمرحلة الأولى (1948-1955) والتي ظل هذه الفترة في متابعة مستمرة عند الإمام يتلمس منه الإفراج عن والده الذي أودعه الإمام في الإقامة الجبرية لديه في تعز، وتكللت جهوده بالنجاح بعد سنة كاملة من المراجعة بالحصول على رخصة لوالده، شريطة بقاء الشيخ عبدالله في المقام بدلاً عنه، وبعد تلك الفترة عاد الشيخ عبدالله إلى حاشد وظل يقوم بمهام الأسرة والقبائل، ويتواصل مع المشائخ ووالده.

المرحلة الثانية كانت من عام (1955-1959) شهدت هذه الفترة تطوراً لمساحة الخلاف بين الإمام وآل الأحمر "من ساحة الزعامة القبلية إلى ساحة التغيير" كما يقول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.

أما المرحلة الثالثة فكانت من عام (1959-1962)، حيث أورد الباحث أن الشيخ عبدالله في هذه الفترة وبرغم سجنه، إلا أنه استطاع أن يحقق كثيراً من المنجزات على المستوى الشخصي والأسري والقبلي وعلى المستوى العام.

وجاء الفصل الثاني بعنوان (دور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في النضال ضد الإمامة وتثبيت النظام الجمهوري وعلاقته بالرؤساء المتعاقبين 1962-1978).. واشتمل على ستة مباحث، الأول: موقف الشيخ عبدالله من ثورة 26 سبتمبر.. والثاني: دور الشيخ عبدالله في تثبيت النظام الجمهوري (1962-1970).. والثالث: سمات عهد الرئيس عبدالله السلال وعلاقة الشيخ عبدالله به (26/9/1962-5/11/1967).. والرابع: سمات عهد الرئيس عبد الرحمن الإرياني وعلاقة الشيخ عبدالله به (5/11/1967- 13/6/1974).. والخامس: سمات عهد الرئيس إبراهيم الحمدي وعلاقة الشيخ عبدالله به (13/6/1974- 11/10/1977).. والسادس: سمات عهد الرئيس أحمد الغشمي وعلاقة الشيخ عبدالله به (11/10/1977- 24/6/1978).

وتناول الفصل الثالث (الأدوار السياسية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الجمهورية العربية اليمنية وعلاقته بالرئيس علي عبدالله صالح 1978- 1990).. واشتمل على أربعة مباحث.. المبحث الأول: دور الأحمر في الحياة التشريعية والقانونية.. والثاني: سمات عهد الرئيس علي عبدالله صالح وعلاقة الشيخ عبدالله به من (1978-1990).. المبحث الثالث: موقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من نشاط القوى اليسارية (1967-1982).. والرابع: الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومواقفه من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.

الفصل الرابع جاء بعنوان (الأدوار السياسية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الجمهورية اليمنية وعلاقته بالرئيس علي عبدالله صالح، ومواقفه من القضايا العربية والإسلامية من عام 1990-2007)، حيث اشتمل على ثلاثة مباحث.. تناول المبحث الأول: سمات نظام الحكم في الجمهورية اليمنية، وعلاقة الشيخ عبدالله به من عام (1990-2007).. وتناول المبحث الثاني: الشيخ عبدالله وقيادته للتجمع اليمني للإصلاح.. فيما تناول المبحث الثالث: موقف الشيخ عبدالله من القضايا العربية والإسلامية،، وأورد الباحث نموذجين: القضية الفلسطينية، والعلاقات اليمنية السعودية.

واختتم الباحث الدراسة التاريخية بخلاصة ما توصلت إليه الدراسة، شملت ست صفحات، بالإضافة إلى ملحق الوثائق والذي ضم 15 وثيقة، تلى ذلك قائمة المصادر والمراجع التي استند عليها الباحث في دراسته.

صدر الكتاب -الذي يشمل 408 صفحات في طبعته الأولى 2010- عن أوان للخدمات الإعلانية.

زر الذهاب إلى الأعلى