وصل الرئيس الروسي ديمتري مدفديف بعد ظهر الثلاثاء إلى مدينة أريحا الفلسطينية في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس دولة عظمى إلى فلسطين دون زيارة إسرائيل.وكان في استقبال مدفيديف الرئيس الفلسطينى محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية.
وعقد الرئيسان اجتماعا موسعا حضره مسئولون من الجانبين الفلسطيني والروسي.وكان الرئيس عباس قد وصف زيارة مدفيديف إلى فلسطين بأنها "تاريخية" حيث قال في تصريح صحفى قبيل وصول مدفيديف إلى أريحا إن الزيارة تأكيد على اعتراف روسيا بحقوق الشعب الفلسطيني والخاصة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مما يعد موقف تاريخي للقيادة الروسية.
وعلى هامش زيارة مدفيديف وقعت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ووكالة أنباء "ريا نوفوستي" الحكومية الروسية الثلاثاء اتفاقية تعاون بين الوكالتين.وتم توقيع الاتفاقية في مدينة أريحا بحضور الرئيسين الفلسطينى محمود عباس والروسي ديمتري مدفيديف حيث وقع الاتفاقية رياض الحسن رئيس مجلس إدارة وكالة "وفا" ونيقولاي ديمترفيتش بيريوكوف المدير العام لوكالة "ريا نوفوستي".
من جانبها رحبت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) بزيارة الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف التاريخية للأراضى الفلسطينية واعتبرتها نجاحا متميزا لسياسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس .
وأكد المتحدث باسم الحركة أحمد عساف - في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة الثلاثاء - على الأهمية الخاصة التى توليها الحركة لزيارة الرئيس ميدفيديف لأنها تأتى في نفس الوقت الذى قررت فيه القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار لتجريم ووقف الاستيطان في الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى مقدمتها القدس.
وعبر عساف عن تقدير حركة فتح للمواقف الروسية المؤيدة للشعب الفلسطينى وحقه في إنشاء دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح أن الموقف الروسى كان واضحا في بيان اللجنة الرباعية الدولية الذى صدر من موسكو مشيدا بالدور المهم الذى تقوم به روسيا لتحقيق الاستقرار في العالم.
مخاوف إسرائيلية من اعتراف روسيا بدولة فلسطينية في حدود 1967
فى ضوء ذلك تنامت المخاوف لدى المسئولين الاسرائيليين من أن يعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الذي يزور الاراضي الفلسطينية الثلاثاء من اعتراف بلاده بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود عام 1967.
ونقلت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية علي موقعها علي شبكة الانترنت عن أحد المسئولين قوله إن اعتراف روسيا بإقامة دولة فلسطينية قد يكون ضربة قوية لاسرائيل يمكن أن تتسبب في التأثير على دول أخرى منها الصين للاعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار الخطوة الروسية المحتملة مشيرا إلى اعتراف عدد من دول أمريكا الجنوبية مؤخرا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاجراء ينطوى على أهمية كبيرة للاسرائيليين, خاصة وأن روسيا عضو في اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط مشيرة إلى أن قلق الحكومة الاسرائيلية قد زاد عقب تصريحات أدلى بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الخارجية بها نبيل شعث في وقت سابق الثلاثاء والتى جاء فيها أن مدفيديف قد يؤكد اعتراف الاتحاد السوفييتي السابق عام 1988 بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إستنادا إلى استقلال دولة فلسطين الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في هذا العام أيضا.
يذكر أنه كان من المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة إلى إسرائيل أثناء زيارته للاراضي الفلسطينية الا أنه قد تم إلغاء الزيارة بسبب إضراب العاملين بوزارة الخارجية الاسرائيلية.