فى الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، وجود تغيير في سياسة الرياض حيال لبنان، وخاصة دعمها لقوى الأغلبية البرلمانية التي يقودها تيار المستقبل، معرباً عن "أسفه لمحاولات إخراج تصريحاه عن سياقه الصحيح وتقديم تفسيرات مغلوطة بأن هنالك تغيير في سياسة المملكة تجاه لبنان."
ونقلت وكالة الأنباء السعودية توضيحات رسمية للفيصل الجمعة جاء فيها إن الحديث عن تبدل سياسي في مواقف المملكة: "عار عن الصحة وأن الذي تغير هو وقف الوساطة بين سوريا ولبنان، وأن موقف المملكة سيظل مؤيدا للشرعية اللبنانية باعتباره الأساس لاستقرار لبنان وحفظ أمنه وسلامته ، مؤكدا على استمرار سياستها بتأييد الأغلبية."
وكان الفيصل قد تحدث للقناة السعودية الأولى قبل يومين، فأشار إلى أن السعودية رفعت اليد عن الوساطة المتعلقة بلبنان، والتي كانت تنفذها وفق ما يعرف ب"المبادرة السورية السعودية."
وتسببت التصريحات بحالة من القلق في أجواء بعض القوى اللبنانية، خاصة تلك التي تربطها علاقات قوية وقديمة مع الرياض.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري، قد أعلن الخميس، التزامه بالترشح لرئاسة الحكومة الجديدة رغم الضغوط التي يتعرض لها من قوى المعارضة لتنحيته.
وقال الحريري في خطاب بث عبر التلفزيون "نحن سنذهب إلى الاستشارات النيابية التي سيجريها فخامة رئيس الجمهورية يوم الاثنين المُقبل بإذن الله وسندلي برأينا وفقا للأصول مُلتزما بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاء."
وأضاف وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية "لن نذهب إلى الشارع لأننا اخترنا المؤسسات.. نحن أمام منعطف مصيري جديد في تاريخ لبنان، وسبق أن أعلنت أن كرامة أهلي ووطني أهم من أي سلطة."
ومضى الحريري يقول "عندما نقول أن لبنان يقف عند منعطف مصيري علينا تحديد الاختيار، نحن قيادات لبنان الروحية والسياسية نملك المصير الذي سيذهب إليه لبنان. وليس صحيحا أن الخارج يرسم لنا خارطة الطريق نحو الهاوية. والقيادات يمكنها أن تنأى بلبنان عن الهاوية."
وأردف قائلا "وجدت في المساعي السورية والسعودية سبيلا لخروج من النفق، وإنما للأسف الشديد توقف العبور على هذا الجسر وانتقلنا إلى مراحل أخوية جديدة، ارتكزت على جهود لساركوزي، وتحرك قطر وتركيا بمباركة السعودية."
يذكر أن المعارضة اللبنانية كانت أعلنت الأسبوع الماضي "وفاة" المبادرة السورية - السعودية، لتسوية الخلافات بين فريق الأغلبية المعروف ب"قوى 14 آذار"، وفريق "8 آذار" المعارض، حول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
وبعد قليل من هذا الإعلان، أسقطت المعارضة اللبنانية حكومة رئيس الوزراء، سعد الحريري، عندما تقدم وزراؤها العشرة باستقالة جماعية الأربعاء، انضم إليهم وزير الدولة، عدنان السيد حسين، مما يعيد الدولة العربية إلى أجواء الأزمة السياسية التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية.