اختتمت الخميس بصنعاء فعاليات البرنامج التدريبي في البناء الديمقراطي الذي نفذه المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع الصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية في اليمن خلال الفترة من 24 يناير وحتى 10 فبراير 2011 بمشاركة أكثر من 30 متدرباً ومتدربة يمثلون كافة ألوان الطيف السياسي.
رافق ذلك ورشة عمل حول "دور النساء في المشاركة المجتمعية" للمدربة نجلاء العمري والتي ركزت من خلالها على أهم المشاكل والعوائق التي تحول دون تمكين المرأة اليمنية من ممارسة حقها القانوني في العمل السياسي والمجتمعي.
وأكدت على أنه بالرغم من وجود المرأة اليمنية في كثير من أماكن العمل الحكومية والخاصة ووصولها إلى مواقع قيادية داخل بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، إلا أن مشاركتها السياسية والمجتمعية لا تزال ضعيفة للغاية، مرجعة سبب ذلك إلى وجود معوقات اجتماعية تتعلق بنظرة المجتمع القاصرة لعمل المرأة ومشاركتها التي قد تؤهلها لتولي مناصب قيادية.
واشارت إلى أن هناك مشاكل أخرى تتعلق بالتنشئة الاجتماعية بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء والتي ساهمت بشكل أو بآخر في التضييق على المرأة وحصرها في دور تقليدي لا يتعدى نطاق بيتها وأسرتها.
كما تطرقت إلى الضغوط الاجتماعية والاسرية التي تمارس بشكل شبه يومي ضد النساء في اليمن لغرض منعهن من الخروج للعمل والمشاركة التنموية ، وما يقابل ذلك من إحجام كثير من الرجال عن مساعدة زوجاتهم أو أي امرأة أخرى ترغب في المشاركة السياسية والمجتمعية، داعية في الوقت ذاته الحكومة والأحزاب والمجتمع اليمني إلى مؤازرة النساء وتقديم آليات عملية تمكنهن من العمل والإسهام بفاعلية في خدمة مجتمعهن ووطنهن.
وكان الدكتور نشوان السميري، المدرب والخبير الإعلامي المعروف قدم أمس الاربعاء ورشة عمل بعنوان " الأحزاب اليمنية والاتصال السياسي" أكد فيها على أهمية دور الاتصال في إدارة دفة العجلة السياسية ، وإحداث تغييرات جذرية داخل أي نظام حكم ديمقراطية كان أو ديكتاتوري ، مستنداً إلى ثورتي تونس ومصر اللتان انطلقتا من موقع التواصل الاجتماعي الشهير "الفيس بوك".
وتحدث السميري عن وجود علاقة تلازميه بين الاتصال السياسي في اليمن والعملية الديمقراطية التي قال بأنها تمثل نقطة التقاء لكل من السياسة والاتصال، مشيراً إلى أن ظهور هذا النوع من الاتصال ارتبط بأول انتخابات برلمانية شهدتها اليمن خلال العام 93م.
وقال: "إن الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن (حاكمة ومعارضة) أثبتت خلال 20 عاماً مضت من عمر التعددية أنها لا زالت تفتقر إلى استراتيجية اتصال تستطيع من خلالها ليس كسب أنصار ومتعاطفين جدد وإنما الحفاظ على مناضليها ونسبة المقاعد التي حصدتها في آخر انتخابات خاضتها كأقل تقدير.
ونبه السميري إلى كثير من الأخطاء التي تقع فيها معظم الأحزاب اليمنية أثناء التعامل مع أدوات ووسائل الاتصال السياسي وبالذات أيام الانتخابات ذكر منها ما يتعلق بإسناد الأمر إلى غير أهله وعدم مراعاة معايير الكفاءة والخبرة والتخصص لدى القائمين على تنفيذ الخطط الاتصالية للأحزاب ومدى قدرتهم على تحقيق الأهداف المرجوة منها.
ذاهباً إلى القول بأن الصورة المرسومة لدى الناخب اليمني عن هذا الحزب أو ذاك هي من تتحكم في تحديد خياراته وليس البرامج الانتخابية، وهو ما يجعل الامر متروكاً –حسب قوله- لقنوات الاتصال السياسي داخل الأحزاب اليمنية لتثبت كلاً منها مدى قدرتها على تقديم الصورة الجميلة عن الحزب الذي تناضل في إطاره وإقناع الناخبين بالتصويت له.
واستعرض السميري مراحل نشأة وتطور الاتصال السياسي على الصعيدين المحلي والخارجي وكذا العلاقة بين المؤسستين السياسية والإعلامية التي قال أنها تتميز بالتعاون والصراع معاً.
وقد تخلل الورشتين جانب تطبيق تم خلالها تقسيم المشاركين إلى مجموعات، وتكليف كل مجموعة بتمرين عملي يقاس من خلاله مدى فهم وإدراك واستيعاب أعضاء هذه المجموعة أو تلك لما تم طرحه كجانب النظري. كما قام الأستاذ/طه الزبيري، المدير التنفيذي للمركز اليمني للدراسات الاستراتيجية، بتوزيع شهادات المشاركة للمدربين والمدربات، معبراً عن شكره الجزيل لجميع المشاركين على الانضباط والمثابرة وكل من ساهم في أنجاح هذا البرنامج.