دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة اليمنية إلى الكف عن جميع الهجمات بحق المتظاهرين، وأن تحقق مع المسؤولين عنها وتقاضيهم.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "دون استفزاز، لجأت القوات الأمنية الحكومية إلى الضرب والصعق بالكهرباء بكل قسوة، بحق المتظاهرين السلميين في شوارع صنعاء. على الحكومة أن تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات".
قال متظاهرون ل هيومن رايتس ووتش إن التظاهرة المناهضة للحكومة التي نظمها نشطاء يمنيون مستقلون بدأت في العاشرة صباح 13 فبراير/شباط، من جامعة صنعاء الجديدة. وسرعان ما راح أكثر من ألف متظاهر يهتفون بتنحي الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح.
وصل العشرات من البلطجية إلى المكان وهاجموا المتظاهرين. ولتفادي الصدام مع البلطجية، بدأ المتظاهرون المعارضون للحكومة يتحركون في مسيرة.
عندما بلغ المتظاهرون تقاطع الرويشان في صنعاء، حوالي الواحدة ظهراً، قالوا إنهم وجدوا أمامهم مئات من القوات شبه العسكرية في زيها الرسمي التابعة للحكومة، من إدارة الأمن المركزي بوزارة الداخلية، وكانوا يحملون الهراوات وبنادق عسكرية وبنادق غازات مسيلة للدموع. ودون تحذير مسبق، هاجمت قوات الأمن المتظاهرين، وراحوا ينزلون عليهم بالهراوات، فقام المتظاهرون بالفرار من أمامهم.
استخدم عناصر الأمن الهراوات لضرب 20 متظاهراً على الأقل على رؤوسهم وظهورهم، وضربوا وركلوا الآخرين. هاجموا المتظاهرين بصواعق الكهرباء، على حد قول شهود عيان ل هيومن رايتس ووتش.
ميزار بجاش غانم، القيادي الطلابي بجامعة صنعاء، قال ل هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن استخدمت صاعق الكهرباء في صعقه من ظهره. وكان على ظهره عدة كدمات حمراء يبدو أنه أصيب بها حديثاً. هاجمت قوات الأمن وألقت على الأرض سامية الأغبري، الناشطة والصحفية، التي انهارت فاقدة الوعي بعد أن صدم رأسها الرصيف. تم نقلها إلى مستشفى. وهاجمت قوات الأمن أيضاً الناشط المعروف خالد الأنيسي، بصاعق كهرباء، ثم تم القبض عليه وبعد ذلك أفرجوا عنه. فايز نعمان، الناشط الشاب، زعم أن قوات الأمن ضربته بالهراوات على ظهره ومعصمه، وظهر على المنطقتين كدمات حديثة.
وقال الشهود أيضاً ل هيومن رايتس ووتش إنهم شادهوا قوات الأمن تضرب شاباً على رأسه، فنزف، ثم ألقوا القبض عليه. وقبضت قوات الأمن على عدة شبان من المتظاهرين، بينهم اثنان يبدو أنهما تعرضا لضرب شديد.
دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة الأساسية لاستخدام قوات إنفاذ القانون للقوة والأسلحة النارية، التي تنص على أنه يتعين على جميع قوات الأمن، بقدر الإمكان، الاستعانة بأساليب غير عنيفة قبل اللجوء لاستخدام القوة. وفي حالة كون استخدام القوة لا مفر منه، فعلى السلطات أن تراعي الانضباط وأن تتصرف بما يتناسب مع جدّية الموقف لا أكثر. ويجب على السلطات أن تحقق مع وتعاقب قوات الأمن التي تلجأ للاستخدام التعسفي والمفرط للقوة. فضلاً عن ذلك، فعلى الحكومة اليمنية التزام بالاعتراف بالحق في التجمع السلمي وحرية التعبير وأن تحمي هذه الحقوق.