حملت عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المسؤولية المباشرة عن أي تلاعب بورقة الانقسامات الاجتماعية والمناطقية في اليمن لمواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكمه.
وأكَّدت المنظمات في بيان لها حصل (نشوان نيوز على نسخة منه) على أن آثار هذا السلوك الرسمي ستنعكس بشكل طويل الأمد على الاستقرار الاجتماعي الوطني، وأنَّ المسؤولية الجنائية والقانونية الكاملة ستقع على القائمين بكافة أشكال التحريض، وعلى كونها وقائع جرمية خطيرة يطالها الدستور والقوانين الوطنية والقوانين الدولية.
جاء ذلك عقب ما أسمته تلك المنظمات ب"تداعيات السلوك والخطاب الرسمي الذي لجأ إليه النظام في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والمتمثل في إثارة الانقسامات والنزاعات بين المكونات المجتمعية اليمنية، و تشجيع مجموعات أمنية بزي مدني على ترديد شعارات مناطقية وجهوية كما حدث يوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير 2011 في جامعة صنعاء من قبل عدد المتظاهرين المنتمين للحزب الحاكم والذين قاموا بترديد شعار "ارحلوا يا براغله" في مواجهة المحتجين من الطلاب في إشارة لانتماء جزء كبير من مكونات الاحتجاج للمناطق الوسطى في اليمن.
وذكر كل من المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية، المرصد اليمني لحقوق الإنسان، الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، مؤسسة حوار للتنمية الديمقراطية، منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات، منظمة صحفيات بلا قيود أن هذه الورقة المناطقية الخطيرة التي يلجأ لها النظام تهدد بشكل خطير ما تبقى من السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية ويأتي توظيفها في الشارع اليوم امتداداً لتحركات رئيس الجمهورية وكذا بعض قيادات الحكومة بين مناطق القبائل خلال الأيام الماضية وذلك لتحريضها في مواجهة المحتجيين مما يعيد إلى الذاكرة إباحة صنعاء عام 1948 أمام القبائل.
ودعت المنظمات القبائل اليمنية إلى عدم الإنجرار إلى فخ التحريض الرسمي في مواجهة المحتجبين، وإلى إدراك المخاطر الشديدة التي سيؤدي إليها هذا الأمر، والوعي بكونها مكون أصيل للمجتمع اليمني يشاركه المعاناة والمظالم وعليها مسؤولية حماية الناس لا التورط في مواجهتهم، وأن مطالب التغيير تستهدف في الأخير جميع مكونات المجتمع وخلق حالة استقرار وطمأنينة وتنمية وتوزيع عادل للثروة بديلا للاقتتال والحروب والفساد التي اكتوى بها المجتمع اليمني بأكمله.
وكان "نشوان نيوز" قد رصد بعض تلك الاعتداءات والهتافات المناطقية التي لجأ إليها النظام لتحريض القبائل المجاورة للعاصمة لحمايته.. لكنه لم يلمح لتلك المواقف بطريقة مباشرة وذلك لخطورة هذه الورقة الذي يريد النظام اثارتها لحماية نفسه.