أعلن «المجلس الوطني للإعلام» و «هيئة تنظيم الاتصالات» في الإمارات عن بدء المرحلة الأولى من مشروع قياس نسبة مشاهدي القنوات الفضائية في الإمارات من ضمن 50 قناة تلفزيونية هي الأكثر مشاهدة على صعيد المنطقة والعالم.
وأكد رئيس المجلس الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان إن «المشروع يعبّر عن الحاجة الماسة للتوجه نحو طرق أكثر تطوراً لقياس نسبة المشاهدين، سعياً نحو تنمية عملية مشتركة في صناعة الإعلام داخل الإمارات».
وقال: «يشكل المشروع أداة جديدة لقياس نسبة مشاهدي القنوات الفضائية في الإمارات. وهو يعتبر أول نظام إلكتروني لإحصاء المشاهدين في الخليج».
وأوضح أن المشروع «يقدم معلومات دقيقة وسريعة ترصد ما تم مشاهدته في اليوم السابق، إذ تبين المعلومات نسبة المشاهدين بحسب العمر والجنس والجنسية وعدد من الخصائص الأخرى».
وأكد رئيس هيئة تنظيم الاتصالات محمد الغانم أن تطبيق نظام قياس نسبة مشاهدي التلفزيون الذي بدأ الإعداد له منذ عام 2008، «يُعد جزءاً أساسياً من الجهود الرامية لضمان تقديم برامج تلفزيونية في الإمارات تتناسب مع متطلبات المشاهدين من خلال تزويد محطات البث بالبيانات الدقيقة والمناسبة حول البرامج التي تحظى بأكبر مستويات المتابعة والمشاهدة».
وكشف الغانم في مؤتمر صحافي عقد في أبو ظبي أمس عن إنشاء شركة، تساهم فيها محطات التلفزة في الإمارات و «مؤسسة الإمارات للاتصالات» وبدعم من شركة « دو» للاتصالات لتغطية التكاليف الكلية للمشروع الذي تبلغ كلفته الأولية 70 مليون درهم إماراتي (نحو 20 مليون دولار).
وأكد الغانم أن المرحلة الأولى من المشروع ستبدأ في تموز (يوليو) المقبل، قبل شهر تقريباً من حلول شهر رمضان المبارك الذي يعتبر الشهر الأكثر مشاهدة لمحطات التلفزة والقنوات الفضائية على مستوى المنطقة. وقال إن نتائج المسح ستظهر يومياً لشركات الإعلان وجميع المهتمين لقاء أجر سيحدد لاحقاً.
وأشار إلى أنه لإجراء عملية الاستبيان سيُوزع 800 جهاز لرصد المشاهدة اليومية على الأسر المقيمة في الإمارات في شكل عشوائي بحيث تشمل أسراً من جنسيات مختلفة يمكن خلالها متابعة ورصد المشاهدة اليومية من قبل أفراد هذه الأسر بحسب الجنس والعمر ونوعية البرامج التي يتم مشاهدتها. كما سيُجرى مسح واسع النطاق واستبيان وجهاً لوجه، يشارك فيه 8 آلاف شخص، يهدف إلى تحديد الخصائص السكانية التي ستُمثل لتحديد رؤية شاملة عن نسبة المشاهدة لكل قناة تلفزيونية ونوعية البرامج التي يتم مشاهدتها. وأكد الغانم أن عملية المسح تتم وفق أعلى المعايير العالمية. وستُجري المسح شركة الأبحاث «كنتار ميديا»، ومقرها دبي، فيما ستُزود البيانات التي جمعتها خلال المسح شركة «إي أم أم سي» بالميزات الاجتماعية والديموغرافية للسكان وخصائص معدات التلفزيون الموجودة في كل منزل بالإضافة إلى سمات الاتجاهات التلفزيونية المحلية.
ورداً على سؤال ل «الحياة» حول إمكان توسيع هذه التجربة على مستوى المنطقة ككل، أكد الغانم أن الإمارات بدأت الاتصال مع السوق السعودية لتوسيع التجربة فيها، «كما ستعرض هذه التجربة في الاجتماعات الإعلامية الخليجية المشتركة وصولاً إلى عمل خليجي مشترك في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة».
وأضاف الغانم: «سيستفيد جميع المشاهدين من هذا المشروع الإحصائي، إذ انه يسعى إلى تحسين نوعية البرامج التلفزيونية والمواد الإعلانية من خلال توفير معلومات دقيقة، يستطيع المنتجون والمعلنون الاستفادة منها». وأشار إلى أن «التجربة تحققت في مناطق أخرى، وأظهرت أن أنظمة قياس المشاهدين تزيد الحجم والقيمة الإجمالية لصناعات التلفزيون والإعلانات في شكل كبير».
وشدد على الشفافية والمصداقية في هذا المشروع، مشيراً إلى تعيين «ارنست ويونج» كمدقق مستقل للمشروع وفقاً للمعايير العالمية لمشاريع إحصاء مشاهدي التلفزيون، إضافة إلى تشكيل مجموعة استشارية فنية من ممثلي شركات الإعلان لتقديم المشورة ومتابعة المشروع في كل مراحله الإعدادية والتنفيذية.
ويتوقع أن يساهم المشروع في زيادة الإنفاق الإعلاني في الإمارات.