قتل أربعة أشخاص على الأقل في مدينة البيضاء شمال شرقي ليبيا البارحة الأولى وستة في بنغازي خلال مواجهات دارت بين قوات الأمن ومتظاهرين.
وأكدت مواقع إلكترونية ومنظمات غير حكومية ليبية مقرها في الخارج أمس أن ما لا يقل عن أربعة متظاهرين قتلوا في مدينة البيضاء (1200 كيلومتر شرق طرابلس).
وقالت منظمة ''ليبيا ووتش'' المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها لندن إن ''قوات الأمن الداخلي ومسلحي اللجان الثورية فرقوا تظاهرة سلمية للشبان في مدينة البيضاء '' ما أدى إلى ''مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين''.
وأشارت مواقع أخرى بينها موقع ''ليبيا اليوم'' ومقره في لندن إلى سقوط أربعة قتلى من المتظاهرين.
ونقلت منظمة ''هيومن رايت سوليداريتي'' ومقرها في جنيف عن شهود قولهم إن قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهرا وأصابوا عشرات آخرين بجروح.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على الإنترنت عشرات الشبان الليبيين المتجمعين البارحة الأولى في مدينة البيضاء وهم يرددون ويتظاهرون، وذلك بينما كانت النيران تشتعل في أحد المباني في حين بدت الشوارع خالية من عناصر الشرطة.
ووجهت نداءات عبر موقع فيسبوك للمشاركة في ''يوم غضب'' أمس إلا أن التظاهرات بدأت قبل ذلك، كما في بنغازي (ألف كيلومتر شرق طرابلس) حيث أصيب 38 شخصا بجروح البارحة الأولى.
وأمس بدت الأوضاع هادئة في العاصمة طرابلس حيث تعتزم السلطات تنظيم تظاهرة موالية لها. وفي هذا الإطار بدأ عشرات المتظاهرين الموالين للنظام منذ الصباح الباكر بالتوجه إلى الساحة الخضراء في وسط العاصمة، التي تقاطرت إليها أيضا حافلات مدرسية تقل تلامذة في المدارس الثانوية.
وعمدت السلطات إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية بعض الشأن في الطرق الرئيسة المؤدية إلى طرابلس، في حين كانت حركة السير في العاصمة أخف من العادة. وطلبت الولايات المتحدة من ليبيا ''اتخاذ إجراءات محددة تستجيب لتطلعات شعبها وحاجاته وآماله''.
والبارحة الأولى، أرسلت شركتا ''لبيانا'' و''المدار'' المشغلتان للهاتف الجوال في ليبيا رسائل نصية قصيرة من ''شباب ليبيا'' تحذر من المشاركة في تظاهرات تطالب بالتغيير.
وجاء في هذه الرسائل ''من شباب ليبيا إلى كل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمراء الأربع، تعال وواجهنا بأي ميدان أو شارع ببلادنا الحبيبة. شباب ليبيا''، مشددين على أن ''الخطوط الحمراء'' هي معمر القذافي ووحدة الأراضي الليبية والإسلام وأمن البلاد.
ومنذ الأربعاء يتظاهر مئات المتظاهرين الموالين للنظام في بنغازي وسرت (شرق) وسبها (جنوب) وطرابلس، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الحكومي. وحذرت اللجان الثورية، العمود الفقري للنظام، ومعقل الحرس القديم أنها لن تسمح لمجموعة ''تتحرك في الليل'' ب ''سرقة مكتسبات الشعب الليبي والعبث بأمن ليبيا واستقرارها''.
أما العقيد القذافي فشارك مساء الأربعاء في صلاة أقيمت بمناسبة وضع حجر الأساس للمقر الجديد لنادي الأهلي الرياضي في طرابلس بحضور الآلاف من مشجعي النادي، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الحكومي أمس.
من جهتها، أقالت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية) الليبية أمس مسؤولا أمنيا محليا إثر مقتل شخصين في تظاهرات في مدينة البيضاء (1200 كيلو متر شرق طرابلس)، كما أوردت صحيفة ''قورينا'' على موقعها الإلكتروني.
وأوضحت الصحيفة الليبية نقلا عن ''مصادر أمنية مطلعة'' أن العميد حسن قرضاوي مدير أمن منطقة الجبل الأخضر أقيل من منصبه صباح أمس وعين مكانه العقيد فرج البرعصي. وتابعت أن شابين هما خالد الناجي خنفر وسعد اليمني قتلا في المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في البيضاء البارحة الأولى.