وسط أجواء من الأنس والسرور في بيت محمد حسين الكاف (منزه واحة الغناء) في تريم محافظة حضرموت شرقي اليمن الثلاثاء تمت دعوة فرقة المسرة وحصريا لتقديم وصلات إنشادية تنوعت تلك الوصلات ما بين مدح في الجانب النبوي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأنواع أخرى من التراث الحضرمي وذلك بحضور الشيخ المهندس عبدالله بقشان والدكتور يحيى الجفري رجل الأعمال والمدرب الدولي وعدد رفيع من رجال الأعمال السعوديين والشباب المثقفين يزيدون على الثمانين.
قد استمع الضيوف إلى أصوات المسرة منها قصيدة: (بشراك هذا منار الحي ترمقه .. وهذه دور من تهوى وتعشقه.. وهذه الروضة الغناء مهدية .. مع النسيم شذى الأحباب تنشقه). وهي للشاعر الكبير أبوبكر بن شهاب والتي تغنّى فيها باسم تريم وكانت من أداء المنشد عمر هادي بريك، وقصيدة أخرى للموهبة الطفل محمد علي العيدروس بعنوان (على العقيق اجتمعنا) والتي صفّق عقبها المهندس بقشان وأشاد بموهبة الطفل محمد، وقصيدة أخرى للموهبة الصاعد عبدالله الخطيب بعنوان (يا الله يارب زاد شوقي والقلب حن)، وأخرى بعنوان (يابختنا بالشفيع) من أداء المنشد سالمين عبيد، وقصيدة بعنوان (الله يخلي من بكاني ولا ضحّك عليّ الناس) من أداء المنشد صبري بامحيمود، وقصيدة بعنوان (زاد شوقي لكم ياحباب قلبي .. بُعدكم لا يطاق) من أداء المنشد المتألق محمد صالح الخطيب، وختامية بعنوان (ياشوق في قلبي .. إلى بلدة خصّها ربي.. للمصطفى سُكنى.. وحل فيها زكي الأصل والأنساب.. مهما تفارقنا رجعنا والتلاقي جنة الاحباب) من أداء عندليب الغناء علي سلمان باحرمي.. وأُعجب الوفد السعودي بهذا التنوع الزاخر الذي تتميز به فرقة المسرّة أيّما عجب .. ونالت استحسانهم وتصفيقهم..
هذا وأشاد المهندس عبدالله بقشان بحسن الأداء وهو ما دعاه إلى التقاط عدد من الصور الجماعية مع أعضاء فرقة المسرة. وبعدها ختمت الجلسة وذهب الوفد غير أنّ المدرب الدولي ورجل الأعمال الدكتور يحيى الجفري أبى المغادرة مع الوفد وطلب من المسرة مواصلة الجلسة الإنشادية، وتم له ذلك، وقدّمت له وصلات إنشادية أخرى تعجز الكلمات عن وصفها في هذه اللحظات القلائل..
وقد زار الوفد السعودي عدد من المآثر التاريخية والثقافية والدينية في مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية منها دار المصطفى للدراسات الإسلامية ومكتبة الأحقاف للمخطوطات ومكتبة تريم الحديثة.. وتعرفوا عن قرب على أهم معالمها التاريخية الزاخرة مما كانت –أي تريم- محل الإعجاب والإكبار لوقوفهم أمام شخصيات كانت لها بصمات حيّة في العلم والثقافة والتاريخ والعمارة الطينية.. أولئك هم رجال تريم الذين انتشر ذكرهم في آفاق المعمورة.. وتلك هي تريم .. ببساتينها الخضراء الزاهرة.. وصدق من قال: لو نظرت فلاسفة إليها .. لقالوا جنة الدنيا تريم.