استقال رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق من منصبه يوم الخميس وجرى تكليف وزير النقل الاسبق عصام شرف بتشكيل حكومة جديدة بعد أن دعا نشطاء مطالبون بالديمقراطية إلى اقالته.
وذكر المجلس الاعلى للقوات المسلحة بمصر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت (فيسبوك) يوم الخميس أنه قبل استقالة شفيق وكلف شرف بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد عين شفيق في أواخر أيام رئاسته قبل تنحيه يوم 11 فبراير شباط في اعقاب 18 يوما من انتفاضة شعبية شجعت شعوبا أخرى بالشرق الاوسط على الاحتجاج على حكامها.
وقال المجلس "قرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة قبول استقالة رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة الجديدة."
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي مبارك قد أبدى التزامه بالاسراع بفتح صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث.
وقال مساعد لشفيق ان تكليف شرف رئيسا للوزراء في هذا التوقيت يأتي لنزع فتيل دعوات اخرى لمظاهرة حاشدة يوم الجمعة بعد فشل أول تعديل وزاري قام به شفيق في تهدئة المحتجين الذين يريدون التطهير الكامل من أي رموز لعهد مبارك.
وقال لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته "هذه استقالة صادمة وسابقة لاوانها. كانت هناك ضغوط من الشارع لاقالته."
وأضاف "كانت هناك مخاوف من احتجاجات الجمعة وحجمها. كان يريد فعلا الرحيل قبل هذا الاسبوع كما أنه لا يريد أن يثير الناس."
ودعت جماعة الاخوان المسلمين وحركات الشباب وغيرها من الجماعات السياسية إلى عزل الحكومة المؤقتة التي كانت الحقائب الوزارية الرئيسية فيها وهي الدفاع والخارجية والداخلية والعدل بأيدي شخصيات عينها مبارك.
ودعت هذه الحركات إلى التطهير الكامل من حكم مبارك الذي استمر 30 عاما وتشكيل حكومة تكنوقراط في الفترة السابقة لانتخابات من المقرر ان تجرى هذا العام لاختيار برلمان ورئيس للبلاد.
عمل شرف وزيرا للنقل في الفترة من 2004 إلى 2006 ثم عاد إلى عمله الاكاديمي كأستاذ في جامعة القاهرة. وهو حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة بوردو بالولايات المتحدة في 1984 .
وخلال الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم مبارك قاد شرف مظاهرة تؤيد المحتجين أمام مجلس الشعب ضمت زملاء له في الجامعة وطلابا وهتف المشاركون فيها ببطلان النظام.
وقال شهود عيان ان جوا من البهجة طغى على المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير منذ يوم الجمعة للمطالبة باستقالة حكومة شفيق.
وقال شاهد انهم رفعوا أيديهم بعلامة النصر بينما ذكر اخر ان معاقين مشاركين في مظاهرة مطالبها فئوية أمام مقر مجلس الوزراء القريب رددوا هتافات تؤيد استقالة حكومة شفيق.
وتباينت ردود الفعل ازاء خبر استقالة شفيق وتكليف شرف في التعليقات على رسالة المجلس الاعلى للقوات المسلحة على الانترنت. وحتى الان تجاوز عدد التعليقات على رسالة المجلس 13 ألفا.
وكتب خليل بحراوي احد الذين علقوا على الخبر "مع الاسف الشديد ان هذا الرجل المحترم الذي نكن له كل التقدير والاحترام قد أتى في ظروف عكسية. كنت اتمنى ان تطول مدة الفريق احمد شفيق لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن."
ولكن وردة التي شاركت في التعليق كتبت "انا سعيدة جدا ان القوات المسلحة انحازت لمطلب الثورة وهذا ليس بغريب على ابطال اكتوبر ان يثبتوا دائما انهم محبون لمصر."
بينما قال محمد سمير احد الذين شاركوا في التعليق "شكرا للفريق أحمد شفيق لادارته لهذه الفترة وربنا يوفق الدكتور عصام شرف ويكون عند حسن ظن الشعب... وشكرا للقوات المسلحة.