امر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الجمعة تخصيص عشرات مليارات الدولارات في اطار مساعدات اقتصادية واجتماعية جديدة، وحذر من "المساس بالاستقرار" في وقت تشهد المنطقة اضطرابات كبيرة.
واذاع التلفزيون الرسمي عقب كلمة وجهها الملك السعودي إلى المواطنين اوامر ملكية تشمل سلسلة طويلة من التقديمات التي تاتي بعد اسابيع قليلة من تقديمات مشابهة قدرت بـ35 مليار دولار.
وقدر جون سفاكينياكيس، كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي في الرياض، التقديمات الاقتصادية الجديدة للسعوديين بـ350 مليار ريال (اكثر من 93 مليار دولار) أو ما يوازي 21% من اجمالي الناتج الداخلي للمملكة في 2010، وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وفي كلمته، قال الملك السعودي متوجها إلى القوات السعودية المسلحة "انتم اليد الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بامن الوطن واستقراره".
وتوجه في كلمته ايضا إلى المواطنين قائلا "انكم صفعتم الباطل بالحق. والخيانة بالولاء وصلابة ارادتكم المؤمنة".
وتبدو هذه الفقرة اشارة من العاهل السعودي إلى عدم تجاوب السعوديين مع دعوات للتظاهر اطلقها ناشطون معظمهم في الخارج عبر موقع فيسبوك، مع اجل التغيير في السعودية.
وخاطب الملك العلماء السعوديين لاسيما اعضاء هيئة كبار العلماء.
وقال انهم "وقفوا ديانة للرب عز وجل وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة" في اشارة إلى تحريم العلماء للتظاهر على انه عصيانا لطاعة ولي الامر ولا يتناسب مع الشريعة الاسلامية.
في موازاة ذلك قرر الملك انشاء 500 الف وحدة سكنية في كافة مناطق البلاد يخصص لها مبلغ 250 مليار ريال (66 مليار دولار)، وزيادة الحد الاعلى للقروض السكنية من صندوق التنمية العقاري من (300 الف ريال إلى 500 الف ريال (133 الف دولار).
ونصت الاوامر الجديدة ايضا على "صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين" و"صرف مكافاة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم الحكومي".
كما نصت الاموار على "اعتماد صرف مخصص مالي قدره الفي ريال (532 دولار) شهريا للباحثين عن العمل في القطاعين العام والخاص" وتحديد حد ادنى للسعوديين في القطاع الحكومي بـ3000 آلاف ريال (800 دولار).
واعلن كذلك عن استحداث 60 الف وظيفة عسكرية جديدة لوزارة الداخلية.
كما اصدر الملك قرارا بانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على ان تكون مرتبطة مباشرة وتشرف على كافة القطاعات الحكومية.
وفي المجال الصحي، تم اعتماد 16 مليار ريال (4,26 مليارات دولار) لتنفيذ وتوسيع عدد من المدن الطبية، كما تم رفع الحد الاعلى لتمويل المستشفيات الخاصة من 50 الف ريال إلى 200 الف ريال (53,3 الف دولار).
كما اصدر العاهل السعودي قرارا بعدم التعرض لهيئة كبار العلماء "وعدم نقدهم ومن لديه اي اعتراض يقدم لوزير الاعلام على ان يوصله للملك"، مطالبا ب"اعادة دراسة نظام المطبوعات والنشر ولائحته لتتناسب العقوبة مع الفعل".
وكان العاهل السعودي اعلن في 23 شباط/فبراير لمناسبة عودته إلى المملكة من رحلة علاج طويلة بسلسلة تقديمات اجتماعية بينها زيادة للاجور في القطاع العام.
وتاتي هذه الاجراءات فيما شهدت وتشهد عدة دول عربية تحركات احتجاجية مطالبة بالتغيير على خلفية نسب مرتفعة من الفقر والبطالة.
وتملك السعودية فوائض مالية تقدر باكثر من 450 مليار دولار، كما ان مستويات اسعار الخام الحالية تؤمن للملكة، وهي اكبر مصدر للذهب الاسود في العالم، عوائد ضخمة تدعم ماليتها بشكل قوي.
وكان الملك البالغ من العمر 86 عاما غادر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر إلى نيويورك حيث اخضع لعمليتين جراحيتين ولعلاج بسبب اصابته بانزلاق غضروفي مؤلم.
واثناء فترة غياب للملك، اطاحت الانتفاضات الشعبية بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، حليف السعودية.
وتوسعت التحركات الاحتجاجية ايضا إلى البحرين، شريكة المملكة في مجلس التعاون الخليجي، حيث نشرت السعودية ودول خليجية اخرى الاثنين قوة عسكرية لمساعدة البحرين على ارساء الاستقرار.
وتظاهر مئات الشيعة مساء الخميس لليوم الثاني على التوالي في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية احتجاجا على "قمع الشيعة" في البحرين.
ويشهد اليمن المجاور ايضا حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وقتل فيها الجمعة 46 شخصا على الاقل.
ووجه حو إلى 26 شخصية من الدعاة والاكاديميين والناشطين السعوديين الاسلاميين بينهم الداعية المعروف سلمان العودة، نداء إلى الملك من اجل اصلاح سياسي في المملكة خصوصا عبر انتخاب مجلس الشورى.