أرشيف محلي

صالح يدعو حزبه لتشكيل لجان شعبيه للحماية ويقر بفصل المؤتمرين المؤيدين للثورة

طلب الرئيس علي عبدالله صالح من قيادات المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن بالوقوف إلى جانب السلطات المحلية إلى جانب الأمن بتشكيل لجان شعبية لتأمين الأحياء والقرى، وهو ما يحذر منه مراقبون ويعتبرونه تحضيراً للحرب الأهلية.. بعد أن استشهد قرابة 52 معتصماً الأسبوع برصاص مسلحين أغلبهم من أعضاء الحزب.

وقال صالح في كلمة ألقاها بمفتتح أعمال الدورة الرابعة للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بمشاركة أكثر من ألف عضو وعضوة: أين دوركم كقياديين في المجتمع، فالمفروض أنكم تدافعون وتقفون إلى جانب الجيش والأمن".. لافتا إلى أن تنظيم القاعدة هاجم بالأمس أحد المواقع في لودر وقتل منهم ستة، كما هاجموا فجر اليوم نقطة للشرطة العسكرية بمأرب واستشهد سبعة من افراد الشرطة وجرح سبعة.. وقال " نحن نتحدث كثيرا، ولكن ماهو دورنا كتنظيم سياسي في مواجهة هذا التمرد، وكيف نواجهه كأحزاب سياسية بالمؤازرة والتحرك في القرى والأحياء والمدن وفي المحافظات إلى جانب السلطات المحلية لمواجهة هذا التحدي السافر".

واضاف "هم يتأمرون على الجيش وعلى الأمن على أساس أن الدولة تقوم بضربة جامدة تسيل فيها دماء، فيما انا مسؤول عن دماء الناس، ولكن ما هو دور المواطن، فمثلما تقاطروا يوم الجمعة من تعز واب ولحج وعدن والحديدة وحجة ومن كل المحافظات ووصلوا بذلك رسالة قوية، فمثل هذه الرسالة نحن نريد الوقوف إلى جانب السلطات المحلية إلى جانب الأمن بتشكيل لجان شعبية لتأمين الأحياء، فعندما يرون الناس متماسكين وواقفين على أقدامهم كل واحد سيحسب حسابه، لاننا في الحي أو القرية أو العزلة اذا ما وقفنا وثبتنا سيكون هناك توازناً ولن يكون المجال مفتوحا، بدلا من ان نظل نشجب ونندد ونعاتب الرئيس على مايقدمه من تنازلات تلو التنازلات".

وقال: " أنا أستمد قوتي من الشعب، وليس من الدبابة، وعلى اعضاء اللجنة الدائمة التواجد في الاحياء، وعلى المجتمع الاضطلاع بدوره، العالم والمثقف والشيخ والشباب، بحيث يؤدي كل واحد دوره".

وخاطب اعضاء اللجنة الدائمة قائلا " انتم اغلبية كبيرة، تحملوا المسئولية في احيائكم وقراكم ومناطقكم و إلى جانب الجيش،وكما تعلمون انه حدث امس واليوم في خنفر ان استولوا على مصنع للذخيرة، والذين قاموا بالهجوم تنظيم القاعدة، فالآن تشابكت ايدي تنظيم القاعدة والحوثيين واللقاء المشترك ومن خرجوا من الجيش، فهؤلاء كلهم ضد النظام، وضد الاغلبية لا يقبلون بأغلبية، ولو كانوا يؤمنون بالديمقراطية لذهبنا جميعا إلى صناديق الاقتراع لنتبادل السلطة سلميا، ومن كان له وجود اكبر يأخذها، لكنهم يقولون بالحرف الواحد نريد من الرئيس بيان رقم واحد واعلان دستوري ان يتنازل ويرحل ويسلم السلطة للقاء المشترك" .. وقال " يقولون ارحل أنت وأولادك وأقربائك، طيب نحن موافقون على الرئيس واقربائه واولاده ولاتوجد مشكلة، وبعد ذلك الصف القيادي الأول في الدولة وفي الحكومة والبرلمان، وبعدها اجتثاث المؤتمر الشعبي العام كما تم اجتثاث البعث، هكذا القرار واضح لدى أحزاب اللقاء المشترك، ونحن لم نقدم التنازلات من أجل التنازلات، ولكن لتجنيب اليمن ويلات الحرب، ومن الآن لن نقدم المزيد من التنازلات".

واضاف " عليكم ان تتحملوا مسئولياتكم في قراكم وعزلكم ومحافظاتكم إلى جانب السلطة المحلية والاجهزة الأمنية والعسكرية، ومواجهة الاحداث ليس بالقتال، وانما الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، وحافظوا على مناطقكم، والآن الغاز والديزل والبترول غير متوفر نتيجة قطع الطرق،ولماذا لا تستنكر الصحافة والاعلام والمثقفين والسياسيين قطع الطرق وحرمان الناس من احتياجاتهم من المواد النفطية والغازية، وماذا بامكان الحكومة عمله لتوفير هذه المواد، في حين ان هناك من يقوم بقطع الطرق بهدف ايجاد بلبلة ومشاكل داخل المجتمع ومضايقة الناس، وهناك من يقول ترحل الحكومة، فهل برحيلها سيتوفر الغاز والبترول والكيروسين، فمثل هذا القول هو الفوضى بعينها".

وتابع صالح " اذا تكاتفت الجهود ووقفنا وقفة واحدة لمواجهة هذا التحدي ستنتهي الأزمة، لكن اذا بقينا متفرجين ونعمل مسيرات فان الازمة لن تنتهي".. وقال " هم الآن بيسلحوا ويحاصروا المناطق ويهاجموا النقاط الأمنية، تتحدث معاهم تقول لهم طيب بتسقطوا المناطق، وتتامروا على السلطة المحلية وعلى الجيش، وماذا بعد ذلك؟؟، يقولون بعدها يحلها حلال، لكن ايش عيعرفك انك بترجع حضرموت بعدما تسقطها، وكيف تعرف انها سترجع لك و ايش عرفك ان الجنوب عيرجع لك، وايش عرفك ان صعدة بتعود لك، خلاص اذا سقط سقط، صارت فوضى وكل واحد سيعود إلى قبيلته ويحمل البندق وصومال جديد، اذا لم نوقف ونثبت الان، ونحن لا زلنا في ظل شرعية دستورية".

وحث اعضاء اللجنة الدائمة على التماسك وتحمل المسئولية .. وقال " عليكم ان تتماسكوا وتتحملوا مسئولية، قد تسهرون الليالي وتتعبوا لكن ذلك من اجل مصلحة البلد، نحن قدمنا الحلول ووافقنا لهم على النقاط الثمان من العلماء وعلى عدم التوريث والتمديد في مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعادة صياغة الدستور على اساس نظام برلماني وتشكيل لجنة عليا للانتخابات، لكنهم رافضين هذا الكلام كله، وطالما دعوناهم ان نشكل لجنة عليا للانتخابات ونعدل الدستور ونشكل حكومة وحدة وطنية وحكومة وفاق وطني تدير العملية الانتخابية والسير إلى صندوق الاقتراع".

وأضاف: " دعوناهم كذلك إلى انتخابات مبكرة للرئاسة وللبرلمان، وقلنا لهم تعالوا المهم نجنب الناس إراقة الدم، والفتنة، فإذا صارت فتنه، لا أحد يعتقد أنها ستعود كما كانت عليه في حال صارت فتنه لا سمح الله، ستكون فتنة قبلية طائفية مناطقية، كل شيء، هذا الزخم الديمقراطي الاقتصادي الثقافي الذي حدث لن يعود، ولن تعود الديمقراطية هم رفضوها، رافضين للديمقراطية ويقدموا أنفسهم في المنطقة على أنه الديمقراطية".

واستطرد قائلا :" الديمقراطية ندفع ثمنها، هم لا يريدوا ديمقراطية، تعالوا نتفق اذا كنتم لا تريدون ديمقراطية، تعالوا نتفق كيف نعمل.. وفاق وطني وجبهة وطنية عريضة تضم كل القوى السياسية وهذه أساسها اتفاق طرابلس، ومن ضمنه انشاء وتنظيم سياسي موحد.. اليمن لا يتحمل تعددية لكن تعالوا زايدنا وزايدنا بالتعددية وصلتنا إلى ما وصلنا إليه، تعالوا نعمل جبهة وطنية عريضة، ونشرككم في السلطة حتى لا تقولوا إن المؤتمر محتكر للسلطة ".

وتابع:" تعالوا نشكل حكومة ونعدل الدستور، نعدل مواد دستورية، إذا ما تريدوا التعددية السياسية، اذا لم تريدوها وترفضوها.. الأغلبية ليس هو الرئيس هو الهدف، الهدف الأغلبية، كم اصوات في 2006م حصدها الرئيس مع السلطة المحلية، وكم حصدوا هم، هذه جابت لهم الجنان، طيب لا نريد ان نقصيكم من السلطة تعالوا معنا على السلطة ونبحث مع قانونيين كيف نعدل الدستور بحيث اننا نعمل شراكة كاملة لا احد يقصي احد ولا احد يبعد أحد ما دام التعددية لم تؤمنوا بها ".. وقال:" انتم اقلية لم تحترموا الاغلبية، طيب انت معتصم امام الجامعة من الف وخمسمائة إلى الفين إلى عشرة إلى عشرين إلى خمسة وعشرين الف تصلوا يوم الجمعة وتتجمعوا من كل حدب وصوب على الباصات على السيارات وتجتمعوا وقلتم هؤلاء المعتصمين، لكن نحن نخرج اثنين مليون في تعز في الحديدة في حجة في إب في البيضاء في حضرموت يعني نخرج بالملايين، هم اقلية هل ضروري يفرضوا رايهم على الاغلبية، طيب احترموا الاغلبية طيب موافقين تعالوا ابتعدوا عن العنف،انهوا حالة التمرد والتقطع في المناطق وعدم الاعتداء على الشرطة والجيش، تعالوا نتفق على حكومة وفاق وطني وتشكيل لجنة سياسية لاعادة صياغة الدستور، اذا لم تكونوا راضين بالديمقراطية والتعددية الحزبية، تعالوا ليس عندنا مشكلة، تعالوا نعيد صياغة الدستور نعمل كما تحدثت سابقا جبهة وطنية عريضة".

وأضاف الرئيس " تعالوا كيف نجنب الوطن اراقة الدماء ونعيد الطمأنينة في نفوس الاطفال و النساء و الرجال، هناك بيوت في حي الجامعة لا طفل يقدر يذهب المدرسة و لا امراة تقدر تخرج إلى البقالة تشتري اغراض، ولامريض يقدر يذهب إلى المستشفى، قصبة المياه مقطوعة، والتهليل والتكبير و الغناء و الرقص اربعة وعشرين ساعة، اقلقوا الاحياء واسلاماه و امعتصماه، فما هذه الشعارات؟".

وأكد ان من يجب رحيلهم هم المتامرين على الوطن.. وقال" هم يقولون حتى يرحل النظام لكن من يرحل هو المتأمر، اي متأمر على الوطن يرحل اوليس صاحب الشرعية الدستورية".

وجدد الدعوة للحوار والاتفاق على تداول السلطة سلميا.. وقال" تعالوا نتفق على كلمة سواء نتحاور وكيف نتداول السلطة سلميا، تعال حاورنا و نتبادل السلطة سلميا".

واقترح صالح تشكيل لجنة من الكتله البرلمانية للمؤتمر للتحاور مع زملائهم من أعضاء الكتلة الذين كانوا نزقين وانفعلوا واهتزوا وبحيث تتكون من سلطان البركاني وأحمد صوفان ومبخوت بن ماضي وعبده ردمان وعوض الوزير ومهدي عبدالسلام وأحمد الزهيري وياسر العواضي وعبدالعزيز كرو ونبيل باشا .. وقال :" نحن نريد أن يتماسك المؤتمر ولا نريد ان يوجد انشقاق".

كما أقترح أن يقر المؤتمر في هذه الدورة فصل المرتدين فصلا كاملا وأن كان بعضهم ليسو مؤتمريين حقيقيين وإنما كانوا مدسوسين في المؤتمر جزء منهم كانوا مع تنظيم الإخوان المسلمين وجزء من الناصريين ومن بقية الأحزاب الأخرى .

ومضى قائلا :" أولئك كانوا مدسوسين على المؤتمر وجميل ان يخففوا عبئهم على كاهل المؤتمر، وأن يتم فصلهم من المؤتمر تماما وعلى نائب رئيس الرقابة بالمؤتمر أن يعد كشفا بسمائهم ويسلمه للجنة العامة، واللجنة العامة تأخذ تفويض من اللجنة الدائمة، لإتخاذ قرار الفصل، لكل ضعيف ومهزوز وأصحاب المواقف المزدوجة ".

وتابع :" فالبعض منهم كانوا مدسوسين من جماعة الأخوان وانضموا للمؤتمر ليس عن قناعة، وإنما بحثا عن مصالح شخصيه, فمنهم من جاء يريد ان يعين محافظ أو مسؤول في جهة حكومية وغيرها من المناصب، وأحسن شيء أنهم كشفوا أقنعتهم وانفضوا من على كاهل المؤتمر، ماعدى أعضاء الكتلة البرلمانية فتفوض اللجنة المشكلة اليوم للتحاور معهم ".

واستطرد قائلا :" لقد نفضنا من على كاهل المؤتمر عدد كبير جدا من المندسين منذ أن تأسس المؤتمر في العام 82 م".

وتطرق إلى بعض الشروط التي طرحتها قيادة أحزاب المشترك وسبق وأن أشار إليها في مقابلته التلفزيوينة مع قناة العربية أمس .. وقال :" الأخوان في المعارضة عادهم بيشرطوا اذا رحل الرئيس من رئاسة الدولة انه لا يكون يتصل بالشعب، ولا يتصل بالناس أي نغلق عليه في غرفة ولا يتصل بأحد وهذا يعكس المخاوف التي في رؤوسهم".

زر الذهاب إلى الأعلى