arpo27

بن فريد: في ساحات الحرية نسينا أسماءنا وأحزابنا وانصهرنا تحت شعار "رحيل النظام"

أكد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) المعارض محسن بن فريد أن اليمن لن يخرج من عثراته وأزماته التي يشهدها في ظل نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكمه ويقرر مساره، وقال بن فريد في حوار مع “الخليج” إن الخيار الوحيد للنظام هو الرحيل استجابة لمطالب ثورة الشباب،

وأشار إلى أن السلطات اليمنية تستخدم عدداً من الأساليب والمكايدات، منها ورقة القاعدة، وتشجيع رفع الشعارات المنادية بالانفصال بهدف خلق الانفلات الأمني في جنوب البلاد ليظهر أن النظام الحالي هو الوحيد القادر على ضبط الأمور، ويعتقد أنه لو أغلق باب الحوار بين الحاكم والمعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك لكان الرئيس صالح قد رحل . وتحدث أمين عام حزب “رأي” في الحوار عن الوضع الذي يمر به اليمن ومستقبله في ظل استمرار تمسك صالح بالحكم، وعلاقته مع تكتل اللقاء المشترك المعارض، وغيرها من القضايا:

في ظل استمرار انضمام القادة العسكريين للثورة الشعبية المطالبة برحيل الرئيس صالح كيف تقرأ المشهد اليمني في الوقت الراهن؟

يمر اليمن حالياً، كما مرت تونس ومصر منذ شهرين، بمرحلة تاريخية عظيمة نادراً ما تحدث في حياة الشعوب، فبعد ما يزيد على 30 عاماً من الحكم، الذي أغرق اليمن في الفساد والفتن والثارات وأدارها بالأزمات، هب شعب اليمن، بقيادة شبابه ليطالب برحيل هذا النظام بكل رموزه ورجاله ومؤسساته، ومن أجل أن يشرق عهد جديد على البلاد تقوم فيه الدولة المدنية الحديثة، التي يتوق إليها كل أبناء اليمن منذ عقود . ونجد الآن مئات الآلاف من شباب وشيوخ ونساء اليمن مزروعين في ساحات الحرية في عواصم محافظات اليمن مجمعين على هدف واحد هو “رحيل هذا النظام” .

ما موقف حزب رابطة أبناء اليمن “رأي” من الوضع الذي يشهده اليمن؟

حزبنا هو أول حزب في جنوب الجزيرة، تم إنشاؤه في عدن منذ 60 سنة مضت، ولديه تجربة وخبرة تاريخية ومعرفة بنبض ومشاعر أبناء اليمن . من هذا المنطلق حدد حزبنا موقفه من شباب الثورة، وكان أول حزب معارض ينضم للشباب، وقد أعلنا موقفنا هذا في مؤتمر صحافي عقدته بمدينة عدن في 19 فبراير/ شباط ،2011 وقلنا فيه إنه لم تعد هناك أي جدوى من أي حوار مع هذا النظام، لذلك أعلنا انضمامنا إلى مسيرة جماهير شعبنا تابعين لحركتها ومنقادين لنبضها ومتفهمين لتطلعاتها إلى حياة حرة كريمة آمنة، وأطلقنا شعارنا الذي يقول: “لا سبيل ولا بديل للنظام إلا الرحيل” . ومنذ ذلك الحين انخرطت قيادات وقواعد حزبنا في هذا العمل الشبابي العظيم، واندمجت في ساحات الحرية في عموم الوطن وذابت في هذا الجهد الشبابي الموحد الرائع .

هل يوجد تنسيق مع تكتل اللقاء المشترك المعارض، وما نوعيته؟

تجمعنا علاقة وتنسيق جيدان مع تكتل اللقاء المشترك وأيضاً تربطنا بهم قواسم مشتركة كثيرة، وقد أردنا أن نضع أسساً واضحة وقوية تحكم التحالف في ما بيننا في إطار المشتركات تقوم على شراكة حقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية، وألا ينوب طرف واحد عن بقية الأطراف المكونة لذلك التحالف، وعندما لم يتأمن لنا ذلك الأمر ظللنا خارج إطار أحزاب اللقاء المشترك المعارض . ولربما أن أهم ميزة لكون حزبنا كان خارج اللقاء المشترك، أننا قد تمكنا من اتخاذ قرار خاص بحزبنا للانضمام لثورة الشباب منذ نحو شهر ونصف الشهر، وأقفلنا نهائياً - نحن وشباب ساحات الحرية - باب الحوار مع هذا النظام .

هناك حديث عن وساطة غربية بين الرئيس صالح والمعارضة ممثلة بالمشترك للوصول إلى حلول تجنب اليمن العنف، هل أنتم مع هذه الوساطة ولماذا؟

تكتل اللقاء المشترك هو جزء من المعارضة وليس كل المعارضة، وهناك أحزاب أخرى خارج إطار المشترك (كحزبنا وحزب التجمع الوحدوي اليمني على سبيل المثال)، وهناك العنصر الأهم في هذه الثورة، وهم الشباب المزروعون في ساحات الحرية في طول اليمن وعرضها، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية البارزة من العلماء وشيوخ القبائل والمثقفين والأكاديميين . . إلخ . وهذه الوساطة إن وجدت، غير ملزمة إلا لأحزاب اللقاء المشترك، أما الشعب في ساحات الحرية فقد حدد موقفاً واضحاً وهو “لا حوار مع هذا النظام وما عليه إلا الرحيل” .

وبطبيعة الحال لا أحد منا يريد العنف والجميع كانوا يتمنون أن يكون الحوار هو الوسيلة الحضارية لحل مشكلات اليمن، لكننا فقدنا الثقة في هذا النظام . وكان القرار النهائي لقفل باب الحوار معه كوننا نشعر أن استمرار الموقف الضبابي للأخوة في اللقاء المشترك من قضية الحوار مع النظام، هو الذي شجع النظام على المضي في كسب الوقت وفي المناورات وفي تجميع عشرات بل مئات الآلاف من المؤيدين له ويصرف لشراء “ولائهم اليومي” مليارات الريالات من الخزينة العامة . ونعتقد لو أن باب الحوار قد قُفل مع هذا النظام منذ بداية الثورة لكان النظام قد رحل بالفعل الآن .

هل أنتم مع تسليم السلطة سلمياً، أي “التنحى الآمن” للرئيس صالح؟

نعم، نحن مع تسليم السلطة سلمياً والتنحي الآمن للرئيس صالح، والثورة سلمية والشباب يفتحون صدورهم لمواجهة رصاص السلطة، وهم لا يفكرون على الإطلاق باستخدام العنف . وعظمة هذه الثورة أنها سلمية وتنبذ العنف . وكي لا تسال قطرة دم في بلادنا فنحن مع أي ترتيبات تؤدي إلى التنحي الآمن للرئيس صالح،مع كل ما يكفل له الخروج الكريم والمشرف من السلطة بعد 33 عاماً، ولكن عليه أن يرحل الآن وليس غداً، وإن لم يفعل ذلك، فلربما تتم المطالبة بفتح ملفات الماضي، ويغرق الرئيس وأهله وذووه وأعوانه ورجاله في تلك الملفات .

ماذا عن الفيدرالية؟ هل نستطيع القول إنها ستخرج البلد من هذا الوضع المتأزم؟ وردكم على الذين يعتبرونها ضمن المشروعات الانفصالية؟

لقد قررنا جميعاً في ساحات الحرية في عموم اليمن، أن ننسى أسماءنا وأحزابنا وشعاراتنا وبرامجنا السياسية في هذه اللحظة التاريخية النادرة، وأن ينصهر الجميع تحت شعار جامع هو “رحيل النظام”، وبعد أن يرحل النظام تطرح كل الأفكار والرؤى والمشروعات السياسية الرامية إلى بناء المستقبل المنشود الذي “هَرِمنا” حتى نجده، كما قال ذلك التونسي النبيل، ونحن في انتظاره .

وبالنسبة إلى حزبنا فقد طرح مسألة الفيدرالية بين الشمال والجنوب، وفي إطار كل إقليم وحدات نظام حكم محلي كامل الصلاحيات . والنظام الفيدرالي هو نظام سياسي ناجح يطبق بنجاح في أكثر من 127 دولة في العالم ومن أبرز نماذجه الإمارات العربية المتحدة وماليزيا والولايات المتحدة والهند .

لقد كانت عندنا الجرأة والشجاعة منذ وقت مبكر لطرح الفيدرالية كحل لأزمة الوحدة اليمنية، واتهمنا حينها بالانفصالية، واليوم نجد أن مختلف القوى السياسية في اليمن، بما فيها الحزب الحاكم، ترى أن الفيدرالية لربما تكون هي المخرج الفعلي والعملي لمعضلة الوحدة اليمنية .

ماذا عن الوضع في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من البلاد؟

توجد ساحات حرية في عدن وفي عواصم المحافظات الجنوبية تنادي بما تنادي به ساحات الحرية في عواصم المحافظات الشمالية، ألا وهو رحيل هذا النظام الذي يستخدم بعض أساليبه ومكائده في المحافظات الجنوبية، كتحريك من يرعاهم ممن يطلق عليهم أعضاء القاعدة، كما يشجع على الفلتان الأمني ليظهر أنه هو فقط القادر على ضبط الأمور، كما يشجع بشكل خاص على رفع الشعارات المنادية بالانفصال وذلك لخلق تنافر وعدم ثقة بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال .

في ظل استمرار صالح التمسك بالسلطة، كيف تنظر لمستقبل اليمن؟

لن يقبل شعب اليمن إلا برحيل صالح ونظامه ورجاله ورموزه ومؤسساته، والأمر الآن بيد الرئيس، فإما أن يذعن لمطالب الأغلبية الكاسحة من أبناء اليمن وإما أن يستمر في مكابرته وعناده ويدخل البلاد والعباد في نفق مظلم لا ندري متى يخرج منه اليمن التواق منذ عقود لعهد جديد وفجر جديد .

وفرصة لنتحدث عن تجربة حزبنا المريرة مع الرئيس صالح وحزبه الحاكم، فقد عدنا في أواخر عام 2006 إلى أرض الوطن، ووقفنا إلى جانبه في الانتخابات الرئاسية حينها، على ضوء التزام من الرئيس وحزبه الحاكم ببدء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة لكل الاختلالات التي رافقت الوحدة منذ عام 1990 .

ودخلنا في حوار مع الحزب الحاكم استمر أكثر من سنة لنضع ونحدد أعمدة تلك الاصلاحات المنشودة، لكننا لم نجد منهم إلا المماطلة والتسويف وعدم الجدية، ولهذا عندما أعلنا موقف حزبنا في 19 فبراير/شباط 2011 بالانضمام لثورة الشباب، فقد أعلنا ذلك الموقف نتيجة لقناعتنا المطلقة بأنه لا يمكن أن تتم أي إصلاحات، وأن اليمن لن يخرج من عثراته، طالما ظل هذا النظام يحكمها ويقرر مسارها . وعليه، فلا سبيل أمام هذا النظام إلا الرحيل، ونحن على ثقة بأن أبناء اليمن قادرون على وضع أسس سليمة لمستقبل مشرق لهذه البلاد العظيمة ذات التاريخ المجيد .

زر الذهاب إلى الأعلى