[esi views ttl="1"]
arpo23

اطلاق قناة ليبيا الاحرار من قطر

انطلق من العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس الأربعاء بث قناة ليبيا الأحرار التلفزيونية، وهي القناة التي قرر المجلس الوطني الانتقالي إنشاءها، في سعيه لإعادة بناء الدولة في ليبيا، ووفقا لمدير القناة محمد العكاري فإنهم قرروا أن يؤسسوا القناة في الدوحة، بعد الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدينة بنغازي..

قبل تدخل طائرات الحلفاء ودحر قوات القذافي، وهو ما أقنعهم بأنه من الخطأ تاسيس القناة في بنغازي الآن، ويؤكد العكاري أن هذه القناة ستنقل لاحقا إلى ليبيا لتكون القناة الوطنية الأولى، وستكون مستقلة بالكامل بالرغم من أنها ستعتمد على دافع الضرائب في تمويلها.

كما قال العكاري في مكالمة هاتفية مع إذاعتنا إن رجال أعمال ليبيين من الخارج والداخل، بالإضافة إلى قطر ساهموا في تمويل وتأسيس القناة، كما وصلتهم معدات وتجهيزات من بنغازي، وإن الإعلاميين الليبيين الذين يقيمون بالخارج هم من يسيرها، وكانت القناة قد دعت كل من هو مؤهل من الليبيين للعمل في القناة، ويقول العكاري إنهم استقبلوا زهاء مائتي طلب، والآن يعمل بالقناة في الدوحة حوالي ما بين 40 إلى 50 إعلاميا وإداريا وفنيا.

قذاف الدم يعرقل الانطلاقة
لم تكن الانطلاقة دون مشاكل، حيث لم تظهر يوم أمس القناة على القمر نايل سات، مما جعلهم يتعاقدون على وجه السرعة مع القمر عرب سات، وحول هذا يقول العكاري إن "النظام الليبي حاول إلغاء بثنا على النايل سات، ونحن الآن في مفاوضات مع إدارة النايل سات، لأن كل إجراءاتنا قانونية، وهم ليس لديهم أي حق في إلغاء حقنا في البث، بالرغم من أن بثنا ظهر خلال الفترة التجريبية".

ولا يستبعد العكاري أن لأحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد القذافي، الذي أعلن انشقاقه عن النظام من القاهرة، دور في المشاكل التي واجهتها القناة، وأن قذاف الدم بالإضافة إلى شخصيات أخرى مقيمة في القاهرة تحاول "إرباك تنظيم الثوار لأنفسهم لمرحلة ما بعد القذافي، ومن ضمنها إنشاء مؤسسات إعلامية، ومؤسسات سياسية مثل المجلس الوطني الانتقالي، واقتصادية مثل المجلس الاقتصادي الانتقالي، مثلما تحاول كتائب القذافي في الداخل إرباك الثوار من الناحية العسكرية.

البث يصل إلى كل أنحاء ليبيا
ويؤكد العكاري أن البث يصل واضحا إلى ليبيا، حيث استقبلوا مكالمات هاتفية كثيرة من طرابلس وبنغازي ومدن أخرى، ومن خارج ليبيا أيضا، والبارحة شارك الليبيون من الداخل في برنامج "ليبيا الناس"، حيث اتصلوا هاتفيا حتى من المدن التي لا تزال تحت سيطرة القذافي، ومن بينها مدينة طرابلس. ستبدأ القناة بالبث المباشر لمدة أربع ساعات يوميا تعاد على مدار الساعة، ثم ست ساعات، فاثنتي عشر ساعة، وأخيرا 24 ساعة.

كما أن هناك ربطا بين القناة والمدن المحررة في ليبيا، والبارحة كان هناك بث مباشر لمدة ساعة مقسمة على برنامجين من بنغازي، حيث أجروا لقاءات مع المجلس العسكري الوطني، ومع مسئول الاقتصاد والمالية والنفط في المجلس الوطني الانتقالي، الدكتور علي الترهوني، ويقول العكاري إن هدف الثوار هو بناء دولة حديثة، وذلك من خلال بناء المؤسسات ومن بينها هذه القناة، وأنهم أحضروا مدربين عالميين لتدريب الإعلاميين في القناة من أجل الرقي بمستواهم، وأن يكونوا جاهزين عند العودة إلى بلادهم المحررة.

مستقلة ومحايدة بالكامل
ويؤكد العكاري أن القناة ستكون مستقلة ومحايدة بكل معنى الكلمة، مثلها مثل هيئة الإذاعة البريطانية، وإذاعة هولندا العالمية تمول من الدولة، وتعطي خدمات عامة للمواطنين، كما أن المواطنين سيلاحظون الفارق الكبير بين أداء هذه القناة، والقناة الرسمية التي لا يزال يسيطر عليها القذافي، والمعروفة شعبيا باسم قناة "القنفود"، ويشير العكاري إلى أن البارحة شاهد المواطنون كيف يتم انتقاد المجلس الوطني الانتقالي بكل حرية وشفافية، ويضيف العكاري قائلا: "نحن قناة جادة لها رؤية لبناء ليبيا المستقبل، ونحن والحمد لله دولة غنية بخبراتها وكفاءتها، وهدفنا هو الاستثمار في المواطن الليبي".

كما يركزون في القناة الجديدة ليس فقط على نوعية الخطاب، وإنما أيضا وفقا للعكاري يهتمون بالإخراج، والنواحي الفنية التي عادة لا تهتم بها القناة التي لا تزال خاضعة للقذافي، وستكون هذه القناة فنيا في مستوى قناتي الجزيرة والعربية، بالرغم وفقا للعكاري أنهم أسسوا هذه القناة في غضون سبعة أيام فقط، وسيتطورون مع مرور الأيام، وفي اليوم الأول بثوا أخبارا من خطوط المواجهة، كما بثوا فيديوات حصرية قادمة من طرابلس بالصوت والصورة، وأيضا من مدينة مصراته، والآن يوجد مراسلون للقناة في كل مناطق ليبيا تقريبا، كما سيكون للقناة وفقا للعكاري مراسلون في عواصم العالم، كما سيكون لهم استوديو في لندن بدعم من الجالية الليبية في بريطانيا، وسيبث من هناك برنامج أسبوعي بعنوان "حوارات ليبية"، وهو عبارة عن نقاش حي لكل أطياف وتيارات المجتمع الليبي، ويضيف العكاري قائلا: "لنتعلم كيف نتعايش مع بعض، وكيف نكون موضوعيين، بعيدا عن غوغائية القذافي التي عشنا في ظلها 42 سنة، ونحن الآن لا نفكر في كيف يسقط القذافي، وإنما نفكر في كيف نبني ليبيا من جديد".

من جهة وصل إلى مطار الدوحة الدولي على متن احدى طائرات الخطوط الجوية القطرية تسعة ليبيين كانوا قد اصيبوا في مواجهات مع قوات العقيد القذافي . فيما قضى عاشر قبل ان يصل إلى قطر لاصابته البالغة.

زر الذهاب إلى الأعلى