يعتقد الكثير من اليمنيين أن اللواء علي محسن الأحمر هو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، غير أن الواقع خلاف ذلك، وإن كان الاثنان ينتميان إلى أسرة واحدة (أو فخذ واحدة من قبيلة واحدة)، حيث ينتمي الاثنان إلى بيت الأحمر في سنحان من محافظة صنعاء.
وقد عرف عن علي محسن أنه رجل لا يميل إلى الظهور كثيرا مع أنه يوصف بأنه العمود الفقري للمؤسسة العسكرية اليمنية والساعد الأيمن للرئيس صالح، ورجل التحالفات القبلية والمجتمعية الواسعة، وصاحب الثقل العسكري والاجتماعي في أوساط الجيش والمجتمع اليمني، حيث يتميز الرجل بعدة خصائص عسكرية ميزته عن غيره وأكسبته احتراما واسعا في مؤسسة الجيش اليمني. وهو صاحب شبكة علاقات اجتماعية وقبلية واسعة في كل من اليمن والسعودية ودول الخليج العربي. وقد تسبب إعلان الأحمر قبل نحو 10 أيام تأييده للمتظاهرين ضد نظام صالح في أزمة كبيرة بينه وبين الرئيس.
وكان لعلاقاته مع عدد من مشايخ القبائل في اليمن دور كبير في حل كثير من القضايا الأمنية والخلافات القبلية التي كان يتدخل لحلها. وفوق ذلك فإن علي محسن صالح الأحمر هو قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى في اليمن. وكان يعد من أبرز رجال الرئيس علي عبد الله صالح، وكان عضدا له في بسط نفوذ الدولة وتأمين النصر في عدد من المعارك العسكرية.
وقد لمح اللواء الأحمر إلى شيء من ذلك في حواره مع وكالة الأنباء الألمانية، حيث ذكر أنه لا يطمح إلى السلطة في اليمن وأنه قد ضمنها (السلطة) للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ثلاث مرات، في إشارة على ما يبدو إلى عدد من الحروب التي خاضها اللواء الأحمر لتوطيد وبسط نفوذ الدولة ومن ثم ترسيخ سلطة الرئيس اليمني على مدى ما يزيد على ثلاثين عاما. وعلى الرغم من عدم الظهور الإعلامي لهذا القائد العسكري حتى وهو يخوض المعارك فإن ذلك لا يعني أنه منزوٍ على نفسه، بل إن شبكة علاقاته الواسعة تعد أحد أهم مصادر قوة الرجل وشعبيته بين اليمنيين كقائد عسكري ورجل مواقف وشخصية اجتماعية تحظى بالكثير من الاحترام.
كان الأحمر بمثابة أحد ذراعي الرئيس علي عبد الله صالح في الحروب ضد جماعة الحوثيين الشيعة في شمال اليمن المتهمين بمحاولة إعادة حكم الأئمة الذين حكموا أجزاء من شمال اليمن فترات تمتد إلى ألف عام، والذين خاض اللواء الأحمر ضدهم معارك برية عنيفة. وقد برز كرجل دولة قوي من أول عهد الرئيس علي عبد الله صالح، وعرف بالحسم حينما عمل على إفشال الانقلاب العسكري للناصريين في اليمن بقيادة عيسى محمد سيف ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قبل أن تمضي مائة يوم على توليه الرئاسة، وحال دون استيلاء الانقلابيين على صنعاء حين كان علي عبد الله صالح في زيارة لمدينة الحديدة ومعسكر خالد بن الوليد في محافظة تعز.
كان علي محسن الأحمر من أشد العسكريين الذين عملوا على التصدي للحركة العسكرية للجبهة الوطنية التي كانت مدعومة مما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب اليمن في حروبها للاستيلاء على الحكم، عبر إسقاط مناطق الريف من خلال حروب متفرقة بعد أن فشل الانقلاب الناصري سنة 1979 وحتى 1984 وقاد المعارك التي دارت في محافظة صعدة خلال سبعين يوما ضد الزعيم الشيعي حسين بدر الدين الحوثي الذي أعلن خروجه على الدولة، وحشد أنصاره لمواجهة الجيش، وانتهت الحرب بقتل الحوثي في مطلع شهر سبتمبر (أيلول) 2004.
غير أن الحروب عادت مجددا بفعل بعض السياسات الخاطئة المتبعة في ذلك الوقت بعد أن تم القضاء على التمرد في جولته الأولى بقتل زعيمه الشيعي المتشدد. ووصلت عدد الحروب في صعدة إلى ست حروب كان آخرها الحرب التي انتهت مطلع العام الماضي، وكان اللواء علي محسن صالح هو رأس الحربة فيها دائما، ويذكر أنه تعرض لمحاولات اغتيال عدة، منها محاولة اغتياله في مسجد كان يصلي فيه صلاة الجمعة عندما تعرض المسجد لتفجير اتهمت فيه الحكومة جماعة الحوثي، غير أن تقارير ذكرت أن المستهدف كان شخصا آخر غير العميد الأحمر.
وقد جاء في التعريف بالقائد العسكري اليمني علي محسن الأحمر أنه ولد في قرية بيت الأحمر، في مديرية سنحان في محافظة صنعاء عام 1945. ودرس الصفوف الأساسية، وحصل على معادلة في الثانوية العامة. التحق بالجيش اليمني عام 1961، في السرية الرابعة، وفي عام 1968 رُقّي من جندي إلى رتبة ملازم أول، ثمّ التحق بالكلية الحربية اليمنية عام 1971، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1974، وعقب حصوله على تلك الشهادة رقّي إلى رتبة نقيب. كما أنه التحق ب«معهد الثلايا» في تعز، فحصل على شهادة قادة كتائب، كما حصل على زمالة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة سنة 1986. وظل يترقى حتى وصل إلى رتبة لواء.
وقد عمل اللواء الأحمر في المجال العسكري قائد سرية مشاة في معسكر «المغاوير»، ثم قائد سرية دبابات في اللواء الأول مدرع، ثم قائد كتيبة دبابات مستقلة في الكتيبة الرابعة، ثم أركان حرب اللواء أول مدرع. وبعد إنشاء الفرقة الأولى مدرع عمل أركان حرب لهذه الفرقة، وقائد اللواء الأول فيها، ثم عُين قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وقائدا للفرقة الأولى مدرع. ومن خلال هذه الأعمال أسهم في الدفاع عن النظام الجمهوري في عدة جبهات، وكان له دوره في الحرب التي دارت بين فلول الملكيين الإماميين والجيش الجمهوري، والمعروفة بحصار السبعين.
كما أسهم في تحديث وبناء القوات المسلحة اليمنية، وتشكلت الفرقة الأولى مدرع تحت قيادته. كما أسهم في استعادة تحقيق الوحدة اليمنية، من خلال عمله في عدد من اللجان الوحدوية، وبوقوفه ضد الانفصال في حرب 1994، حيث كان قائدا ميدانيا لجبهة عدن، كما عمل عضوا في إعادة تنظيم ودمج القوات المسلحة اليمنية التي كانت منقسمة إلى قسمين: أحدهما يتبع جمهورية اليمن الديمقراطية في جنوب اليمن، والآخر يتبع الجمهورية العربية اليمنية في شمال اليمن، وعين نائبا لرئيس اللجنة العسكرية اليمنية السعودية المشتركة لمعالجة الاختلالات العسكرية والأمنية بين البلدين، ولحل قضايا الحدود التي توجت بمعاهدة ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين.
ومن المهام غير السياسية عمله عضوا في لجنة الحوار الوطني التي عملت على صياغة «الميثاق الوطني» للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، وعضوا في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم لثلاث دورات متتالية، وعضوا في لجنة الدفاع باللجنة الدائمة. وله باع طويل في مجال العمل الأهلي، فقد عمل رئيسا للمجلس المحلي للتطوير التعاوني لمديرية سنحان ثلاث دورات متتالية، ورئيسا فخريا لجمعية «ذي جرة حِمْيَر» التعاونية الزراعية، وحل عددا كبيرا من القضايا الاجتماعية - مثل مشكلات الثأر والاحتراب بين القبائل في مختلف مناطق اليمن - كما عمل نائبا لرئيس لجنة إعادة الممتلكات التي أممها الحزب الاشتراكي اليمني في محافظات جنوب اليمن قبل الوحدة، وكذا معالجة مشكلات الإسكان في مدينة عدن، وتسكين الذين نقلوا بحكم أعمالهم من عدن إلى صنعاء بعد إعلان الوحدة اليمنية.
وقد تقلد الأحمر عددا من الأوسمة أثناء فترة عمله مثل وسام الواجب، ووسام الشجاعة، ووسام الوحدة، ووسام 26 سبتمبر، ووسام الشرف، ووسام الخدمة، كما حصل على وسام سعودي من الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله.
أعلن اللواء الأحمر يوم الاثنين 21 مارس (آذار) 2011 تأييده ودعمه - مع ضباطه وقواته - لثورة الشباب اليمنية ومطالبها، وأكد أن فرقته الأولى مدرع ستؤدي واجباتها في حفظ وحماية صنعاء وأي منطقة توجد فيها إلى جانب القوات المسلحة اليمنية. وجاء موقفه ذلك بعد ما تعرض الشباب في ميدان التغيير أمام جامعة صنعاء لما بات يعرف باسم «مجزرة الجمعة» التي راح ضحيتها أكثر من خمسين من المعتصمين بعد أن أطلق مسلحون النار عليهم من البنايات المجاورة لساحة الاعتصام. واتهم المعتصمون قوى الأمن اليمنية بالوقوف وراء الحادث، بينما تقول الحكومة إن القناصة هم من سكان الحي الذين تأذوا من بقاء المعتصمين أمام بيوتهم. وقد شجعت هذه الخطوة أعدادا كبيرة من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين في الداخل والخارج ومن الدولة والحزب الحاكم على تقديم استقالاتهم وإعلان تأييدهم لثورة الشباب.
وبعد إعلان الانضمام والتأييد شعر المعتصمون في ميدان التغيير أمام جامعة صنعاء بمزيد من الطمأنينة، خصوصا بعد إعلان الأحمر تأييده لمطالب الشباب وضمانه لأمن المعتصمين في العاصمة صنعاء. وقد قال في خطابه الذي أعلن فيه انضمامه وتأييده لثورة الشباب: «نزولا على رغبة زملائي من القادة وضباط الصف والجنود في القوات المسلحة، وأنا واحد منهم، أعلن نيابة عنهم دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية ومطالبهم».
وعلى الرغم من أن انضمام اللواء الأحمر قد لاقى صدى واسعا في أوساط الشباب فإن هناك من يتخوف من أن يؤدي ذلك إلى عسكرة الثورة السلمية وبالتالي دخول اليمن في سيناريو المسار الليبي الذي يبدو أن اليمنيين حتى هذه اللحظة لا يزالون ينأون بأنفسهم عنه. تقول جيني هيل رئيسة «منتدى اليمن» في مركز تشاتام هاوس بلندن لـ«الشرق الأوسط»، إن المتظاهرين دعاة التغيير والإصلاح في اليمن باتوا اليوم يشعرون بالقلق الشديد والتوتر من احتمال اختطاف قادة عسكريين ورجال أعمال لثورتهم الشعبية، لأن هؤلاء ببساطة هم من سيسمون وجها جديدا لحكم البلاد، وذلك دون إدخال أي تغييرات جوهرية على الوضع الحالي القائم.
وتتوقع الباحثة البريطانية أنه، ووفقا لهذا السيناريو، من المتوقع أن يلعب اللواء الأحمر خلال الفترة المقبلة دور «صانع الملوك»، بينما قد يخرج السياسي المعارض حميد الأحمر كأحد أكثر المستفيدين من كل ذلك. غير أن عددا من قادة الشباب المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء قد أكدوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أنهم يرحبون بكل من انضم إليهم من القيادات العسكرية والسياسية في البلاد، وأن ذلك يعد دليلا على مشروعية ثورتهم وأنها ثورة الشعب اليمني بكل أطيافه وفئاته، وأن من حق اليمنيين جميعا الانضمام إلى ثورة الشباب، مع ضرورة التأكيد على سلمية هذه الثورة على الرغم من انضمام قيادات عسكرية مختلفة إلى صفوفهم.
وكأن الأحمر قد أحس بقلق بعض الأطراف من انضمامه إلى الثورة داخليا وخارجيا، فبدأ بكسر قاعدته الذهبية التي درج عليها والمتمثلة في الوقوف في الظل، فكثف من لقاءاته وتصريحاته التي بعث فيها برسائل تطمينية واضحة مفادها أنه لا يطمع في السلطة ولا يسعى لها. فقد قال في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية إنه عازف عن تسلم أي سلطة باليمن في المرحلة المقبلة، ونفى الأحمر سعيه للترشح للرئاسة وقال: «إنني عازف عن تسلم أي سلطة، ولم يتبقَّ لدي طاقة يمكن أن أقدمها لشعبي ولوطني بعد هذا العمر». وقال: «أعتقد أنه حان الوقت لكي أكافأ من أبناء وطني بأن يتركوني أستمتع بما تبقي لي من عمر بعيدا عن الصراعات السياسية ومتاهاتها وجهد الوظيفة».
وغالبا ما كان يقول لمن يفتح له ملف السعي للسلطة في اليمن إنه لا يجيد «الرقص على رؤوس الثعابين»، في إشارة منه إلى عبارة الرئيس اليمني التي شبه فيها الحكم في اليمن ب«الرقص على رؤوس الثعابين». ويؤكد الأحمر أنه رجل عسكري لا يحبذ الدخول في ملف السياسة وتعقيداتها. وفي ما يخص انضمامه إلى ثورة الشباب قال الأحمر إن خيار انضمامه إلى الثورة «نابع من قناعتي الشخصية».
وأجاب على تساؤل بشأن توقعه نجاح أي وساطة يمكن أن تجنب اليمن مخاطر الفوضى والانقسام، خصوصا مع وجود الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب، قال: «ما زلنا نراهن على أن تتغلب الحكمة اليمنية على كل الأهواء الشخصية». وأضاف أنه «إذا ما تعقل الرئيس ورضخ لمطالب الشعب أعتقد أن كثيرا من الملفات الساخنة في اليمن يمكن حلها بشكل نهائي وأقفالها دون عناء، وسيبقى اليمن موحدا بتصميم وإرادة كل أبناء الشعب اليمني».
وطمأن الأحمر الخائفين من حرب أهلية بقوله: «لا يوجد داع للتخوف من أن تتحقق نيات من يسعون إلى جر الوطن إلى حرب أهلية». وقال: «صحيح أن أبناء اليمن يملكون السلاح ولكنهم أضحوا الآن مسلحين بالوعي والمعرفة والمنطق في مطالبتهم بحقوقهم بطريقة سلمية ويواجهون اعتداءات النظام بصدورهم العارية وسلاحهم في بيوتهم». وأضاف: «كما أثبتت القبائل اليمنية أنها أكثر مدنية ممن كانوا يراهنون على عدم وعيها ومدنيتها».
وقد فجر انضمامه وإعلان تأييده للمعتصمين خلافا حادا بينه وبين الرئيس صالح الذي اتهمه بمحاولة التهيئة لانقلاب عسكري حذر منه صالح، وأكد أنه سيقود إلى حرب أهلية محتومة، غير أن الأحمر نفى نيته القيام بانقلاب عسكري وأعلن أن زمن الانقلابات قد ولى. وشدد على أنه فقط سيعمل على حماية المعتصمين في صنعاء من محاولات الاعتداء التي يتعرضون لها. ويبدو أن الخلافات التي كان يتداولها الناس على سبيل الإشاعات بين الرئيس وقائده العسكري قد أصبحت حقيقة واضحة للعيان بعد تفجر ثورة الشباب وإعلان اللواء الأحمر تأييده لها مما فجر موجة من الغضب عليه في أوساط السلطة والرئاسة اليمنية بشكل خاص.
ولئن تفجرت الخلافات بشكل واضح مؤخرا إلا أنها في ما يبدو ضاربة بجذورها بين الرئيس و«ساعده الأيمن» منذ وقت مبكر، ولعل أسبابها تعود إلى تباين حول ملفات عسكرية وسياسية عدة وحول تسريبات إعلامية ودبلوماسية تشير إلى سعي الرئيس اليمني إلى التخلص من «ساعده الأيمن» أو تحجيم قوته في إطار لعبة التوازنات التي دأب الرئيس صالح على العمل بها. وفي إحدى محاولات رأب الصدع بين الفرقاء السياسيين في اليمن ذكر أن السفير الأميركي قد اجتمع في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء مع ممثلين من قيادة المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» وبحضور اللواء علي محسن الأحمر في محاولة لنقل السلطة على ما يبدو إلى نائب الرئيس خلال ستين يوما، على أن تتم صياغة دستور جديد وقانون انتخابات ينظم لعملية انتخابات بحلول نهاية العام، وهو الأمر الذي نفى صالح الاتفاق حوله وإن كان قد أقر بحدوث مثل هذا الاجتماع الذي ذكر أن الرئيس اشترط لرحيله رحيل اللواء الأحمر في الوقت ذاته، وهو الأمر الذي وافق عليه الأحمر على أن يتم الإعلان عن ذلك في التلفزيون، غير أن الرئيس عاد ليؤكد أنه رئيس دستوري منتخب بينما اللواء الأحمر قائد عسكري معين بقرار جمهوري ولا مساواة.
ومع استمرار الأزمة في اليمن بين شد وجذب، ومع تزايد المطالبات برحيل النظام، واستخدام النظام لورقة المبادرات، يبدو أن الرئيس صالح قد بات مقتنعا بضرورة الرحيل، غير أنه يتخوف من مرحلة ما بعد الرحيل، حيث تشير تقارير إلى أنه يسعى إلى كسب الوقت من أجل تحسين شروط التفاوض لصالحه.
وقد لمح الرئيس في أكثر من مرة إلى أنه لن يسلم رقبته للمعارضة، في إشارة واضحة إلى رغبته في البقاء آمنا في اليمن لأنه قد صرح بأنه لن يتخذ بيتا في جدة أو باريس، في مقابلته مع قناة «العربية». وفي هذه الأجواء يظل اللواء علي محسن الأحمر رقما صعبا في المعادلة السياسية والعسكرية في اليمن، ولا يبدو أن حلا ما سيكون بعيدا عن كونه عنصرا فاعلا في تسهيل هذا الحل على الرغم من الكثير من الإشكالات ونقاط الاستفهام التي تثار حول هذا الرجل القوي القابع في الظلال ممسكا بندقيته ومبتسما لقادمات الأيام.