دعت جماعات شبابية تقود الاحتجاجات الرامية للاطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح دول الخليج العربية يوم السبت إلى سحب اقتراح فشل حتى الآن في اقصائه من السلطة.
وقالت المعارضة اليمنية يوم الجمعة ان الاتفاق الذي اقترحه مجلس التعاون الخليجي لانهاء اشهر من الاضطرابات جرى تعديله بما يسمح لصالح بالتوقيع عليه كزعيم لحزب لا كرئيس للدولة وهو شرط كاد يطيح بالاتفاق الاسبوع الماضي.
وقالت الجماعات المنضوية تحت لواء ثورة الشباب "ندعو قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى التوقف عن اي مبادرات يترتب عليها استعداء للشعب اليمني."
وقال البيان الذي وقعته اللجنة التنظيمة للثورة الشبابية الشعبية "ندعو الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي والدول دائمة العضوية بمجلس الامن إلى تحمل مسؤوليتهم الاخلاقية ووقف التدخل السلبي ضد ارادة الشعب اليمني في الحرية والديمقراطية."
وتعهد كثير من المتظاهرين وبينهم طلاب ورجال قبائل ونشطاء بالبقاء في الشوارع إلى ان يتنحى صالح. ولا ينتمي هؤلاء لاحزاب المعارضة التي تتألف من اسلاميين وقوميين عرب ويساريين سبق لهم التعاون مع صالح.
وينص الاتفاق على تنحي صالح خلال 30 يوما من التوقيع. وكانت السعودية والولايات المتحدة تنظران إلى صالح حتى الاونة الاخيرة على انه حصن ضد تنظيم القاعدة وعدم الاستقرار في المنطقة.
واعتبر منتقدون عدم توقيع صالح بصفته رئيسا للدولة علامة واضحة على انه لا ينوي التنحي سريعا.
وقال زعماء المعارضة المتشككون يوم الجمعة انه يبدو ان مجلس التعاون الخليجي قبل مطالب الحزب الحاكم.
لكن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني نفى يوم السبت ادخال أي تغيير على الخطة.
وسئل الزياني في أبوظبي عما اذا كان هناك أي تغيير في المبادرة فقال انه لا يوجد أي تغيير على الاطلاق وانها نفس مبادرة مجلس التعاون وانه تم فقط اضافة أسماء أشخاص سيوقعون على الاتفاق.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في موقعها على الانترنت انه في الاضطرابات المستمرة في الجنوب قتل مسلحون بالرصاص مدير فرع لبنك التسليف التعاوني المملوك للدولة يوم السبت.
وقال مسؤول بمستشفى ان صبيا عمره 16 عاما توفي بعد ان اصيب برصاص قوات الامن اثناء مظاهرة تطالب بتأجيل امتحانات المدارس في مدينة تعز بجنوب اليمن. واصيب عشرة طلاب اخرين بجروح.
ومن ناحية أخرى اكد مصدر قبلي يمني يوم السبت ان انور العولقي الأمريكي المولد والمعروف بتشجيعه لهجمات على الولايات المتحدة لم يصب في هجوم شنته طائرة أمريكية بدون طيار وأدى إلى قتل اثنين من القيادات الوسطى من التنظيم في اليمن يوم الخميس.
واضاف المصدر وهو من اقارب العولقي لرويترز بالهاتف من محافظة شبوة مسقط رأس العولقي حيث وقع الهجوم "نعتقد انهم استهدفوه. لكنه لم يصب بسوء."
وتحرص دول الخليج العربية ومن بينها السعودية على عودة السلام إلى اليمن الذي يكافح أيضا تمردا داخليا كما انه يأوي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في 2009 . كما يلقى بالمسؤولية عليه في زرع قنابل عثر عليها في شحنة متجهة إلى الولايات المتحدة في 2010 .
ويخشى كثيرون أن اليمن قد ينزلق سريعا إلى مزيد من العنف مع وجود السلاح في ايدي اكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
واجتذبت الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لصالح حشودا ضخمة في العاصمة صنعاء يوم الجمعة. وخرج المحتجون المناهضون لصالح بقوة في مدن في شتى انحاء اليمن.
وتحدى صالح الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة اشهر ووصف معارضيه يوم الجمعة بأنهم خارجون عن القانون وانهم من قوى الارهاب.
وقال امام جمع من انصاره ان عليهم ان يؤيدوا الشرعية الدستورية ويرفضوا الفوضى والخطط الانتقامية.
وتعهد بان جي مون الامين العام للامم المتحدة بمواصلة الضغط من اجل اجراء تغيير في اليمن لكنه ابدى غضبا إزاء بطء التقدم في هذا الصدد.
وقال "من المؤسف والمخيب ان كل هذه الاتفاقات التي قدمها مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لم يتم قبولها بشكل كامل والاتفاق بشانها وتنفيذها."
(شارك في التغطية محمد صدام في صنعاء وستانلي كارافالو ومارتينا فوكس في أبوظبي)
من محمد الغباري