[esi views ttl="1"]
رئيسية

الرئيس اليمني يقاتل من أجل الاحتفاظ بالسلطة

أصيب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بجروح وصفت بأنها بسيطة في هجوم على قصر الرئاسة يوم الجمعة مع تصاعد حدة القتال في العاصمة صنعاء.

وقال صالح الذي يواجه تحديا لم يسبق له مثيل لحكمه المستمر منذ 33 عاما في كلمة صوتية مقتضبة بثها التلفزيون اليمني "الهجوم أدى إلى اصابة عدد من المسؤولين واستشهاد سبعة أفراد ضباط وصف... سنتابع هؤلاء الجناة اجلا أم عاجلا بالتعاون مع كافة أجهزة الامن."

وألقى الرئيس اليمني باللوم على قبائل حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الاحمر والتي تخوض معارك مع موالين لصالح.

ونفى الاحمر في وقت لاحق المسؤولية عن الهجوم وحملها لصالح قائلا انه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع العاصمة صنعاء.

وقالت مصادر أمنية ان القوات الموالية لصالح قصفت في وقت لاحق منازل زعماء اتحاد قبائل حاشد.

وتغلب صالح (69 عاما) على مجموعة كبيرة من التحديات خلال سنوات حكمه كزعيم لدولة يصعب حكمها وفقيرة وتواجه حربا أهلية وانتفاضات وحملات يشنها متشددون.

واليمن الذي يواجه احتجاجات منذ يناير كانون الثاني الماضي تزداد حدة اقترب بسرعة من حرب أهلية الاسبوع الماضي مع استمرار القتال بين قوات قبائل حاشد والقوات الموالية للرئيس صالح في العاصمة وأماكن اخرى.

وقال صالح ان من يمسك كرسي الحكم في اليمن "يرقص على رؤوس الثعابين". ولكن مع تصاعد المعارضة لحكمه من كل حدب وصوب طوال العام الماضي ولت تقريبا أيام الرقص.

وقال صالح لرويترز مؤخرا انه سيبقى في اليمن ويدير شؤون حزبه وينتقل لصفوف المعارضة وسيقود العملية وسيكون شريكا في السلطة.

ولكنه لا يزال في منصبه معتمدا على قاعدة للسلطة لا تتجاوز فعليا حدود العاصمة صنعاء.

وعبرت الولايات المتحدة صراحة عن قلقها في من قد يخلف صالح وهو حليف في الحرب ضد القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح لتنظيم القاعدة مقره اليمن.

وفي العام الماضي كان أنصار صالح يضغطون من أجل ادخال تعديلات على الدستور تتيح له أن يبقى رئيسا لفترات غير محدودة مدة كل منها خمس سنوات وكانت هناك توقعات قوية بأنه كان يعد أحد أبنائه كخليفة محتمل في حكم اليمن.

لكن انتقاضة شعبية بدأت في تونس البعيدة عن اليمن في ديسمبر كانون الاول الماضي جاءت لتفسد خططه التي كان من المتوقع أن تلقى قبولا لدى حلفاء صالح الغربيين والعرب نظرا لمخاوفهم من خطر القاعدة المتنامي في اليمن.

وبعد فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني بدأ المصريون انتفاضتهم التي أدت إلى تخلي حسني مبارك عن الرئاسة في 11 فبراير شباط.

عندئذ بدأ عشرات الالاف من اليمنيين احتجاجات يومية خارج جامعة صنعاء وبدأ صالح يقدم تنازلات شفاهية.

وفي البداية قال انه لن يرشح نفسه للرئاسة في عام 2013 ونفي فكرة أن ابنه سيخلفه.

وفي مارس اذار عندما اكتسبت المعارضة مزيدا من الزخم وكسبت تأييد الزعماء القبليين عرض صالح اجراء استفتاء على دستور جديد بنهاية العام والانتقال إلى "نظام برلماني" ديمقراطي حقيقي.

واستمر في رفض دعوات من الشارع تطالبه بتسليم السلطة هذا العام.

ولكن مقتل 52 محتجا بنيران قناصة على الاغلب في صنعاء في 18 مارس اذار كانت نقطة تحول حيث دفع عددا من لواءات الجيش وزعماء القبائل والدبلوماسيين والوزراء إلى الاستقالة أو اعلان انحيازهم للمحتجين.

وكثيرون منهم من عشيرتي الاحمر وسنهان وهم أقارب لصالح عينهم في مناصب رئيسية في الجيش وفي مواقع أخرى مما أدى إلى انحراف بناء الدولة في مجتمع عشائري وأثار الاستياء بين الناس العاديين في بلد يعد من أفقر بلدان العالم.

وأدرك صالح فداحة اراقة الدماء على ما يبدو فأقال حكومته وأعلن حالة الطوارئ لمدة 30 يوما. ولكنه استمر في عرقلة التفاوض على انتقال السلطة.

وتملص صالح منذئذ ثلاث مرات من التوقيع في اللحظة الاخيرة على اتفاق بوساطة من دول مجلس التعاون الخليجي مما أدى إلى اطالة أمد المواجهة.

وكثيرا ما اشتكى معارضون من أن اليمن في عهد صالح فشل في تلبية الاحتياجات الاساسية للسكان حيث يعيش ثلثا السكان على أقل من دولارين في اليوم. وتتراجع ثروته النفطية وتشح فيه المياه ولكنه بدأ صادرات الغاز الطبيعي في عام 2009 .

لكن صالح نجح في ابقاء القوى الغربية والعربية في صفه.

فبعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على مدن أمريكية ظهر اليمن على الرادار في واشنطن كمصدر للمقاتلين في تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن المولود في السعودية ولكن أجداده جاءوا من منطقة حضرموت باليمن.

وتعاون صالح مع السلطات الأمريكية ونفذت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هجوما ناجحا بطائرة بدون طيار ضد شخصية مطلوبة في اليمن. ولكن المتشددين نجحوا في عام 2007 في اعادة تنظيم صفوفهم في اليمن وأعلنوا في عام 2008 توحيد جناحي القاعدة في السعودية واليمن لينضويا تحت لواء القاعدة في جزيرة العرب.

وأقدمت الجماعة اعتبارا من عام 2009 على شن هجمات أكثر جرأة على أهداف سعودية وأمريكية خارج اليمن واستهدفوا كذلك سياحا أجانب داخل اليمن. وفي الوقت نفسه تمرد شيعة شماليون على حكم صالح وبدأ جنوبيون يشعرون بالتهميش مسعى جديدا للانفصال عن الشمال.

وردت السعودية والولايات المتحدة وحلفاء اخرون بتكثيف مساعداتهم المالية لدعم حكم صالح.

واذا كان صالح قد استطاع البقاء بقوة فانه أيضا شخصية كاريزمية وحاكم يتمتع غالبا بشعبية يفهم بشكل جيد مفاتيح المجتمع اليمني.

ولد صالح في عام 1942 بالقرب من صنعاء وتلقى تعليما محدودا قبل أن يلتحق بالجيش كضابط صف.

وذاع صيته لاول مرة عندما عينه الرئيس الاسبق أحمد الغشمي وهو من قبيلة حاشد التي ينتمي اليها صالح حاكما عسكريا لتعز ثاني أكبر مدينة في اليمن الشمالي. وعندما اغتيل الغشمي في انفجار سيارة ملغومة في عام 1978 حل صالح محله.

وفي عام 1990 دفعت مجموعة من الملابسات الداخلية والاقليمية اليمن الشمالي تحت قيادة صالح واليمن الجنوبي الاشتراكي إلى الوحدة التي عارضتها السعودية في البداية.

وأثار صالح غضب الرياض عندما انحاز إلى الزعيم العراقي الاسبق صدام حسين أثناء الاحتلال العراقي للكويت 1990 - 1991 مما أدى إلى طرد ما يصل إلى مليون يمني من السعودية. وكانت الكويت أعطت اليمن مساعدة مالية قبل الحرب.

ولكن صالح نال انذاك تأييدا من الغرب لتنفيذه اصلاحات اقتصادية وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبذل جهودا لجذب المستثمرين الاجانب.

وحقق نصرا كاسحا عندما حاول الجنوبيون الانفصال في عام 1994 وتقارب مع السعودية التي سمح لها بنشر الدعوة الوهابية في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى