[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

كيف يمكن أن يتفادى اليمن الحرب الأهلية؟

تمنح مغادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للسعودية للعلاج، فرصة ثمينة لليمن لوقف انزلاقه نحو الحرب الأهلية وبدء الانتقال السلمي للسلطة، الا ان الامر لا يعني ان لا مشاكل في انتظار اليمنيين قبل اتضاح معالم التغيير الوشيك. ففيما رحب محتجون من الشبان،

حريصون على اضافة اسم صالح لقائمة الزعماء العرب الذين اطيح بهم، بخروجه بحماسة، يخشى هؤلاء عودة الرئيس "الماكر" الذي اصيب وعدد من كبار المسؤولين في هجوم على قصره الجمعة الماضي.

وبالرغم من طمأنة نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس حاليا، المراقبين بشأن صحة صالح واحتمال عودته "في غضون أيام"، تتكثف الشكوك حول مستقبل الرئاسة والبلاد، التي تجاور السعودية وممرات ملاحية حيوية لنقل النفط، كما يتواجد على اراضيها تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الذي يستغل ضعف سيطرة الدولة والصراعات بين قادة العشائر والعسكريين والساسة.
ويقول الخبير في الشؤون اليمنية غريغوري جونسون "اذا بقي صالح خارج البلاد ولم يقم ابناؤه أو اقاربه بالتحريض أو اعمال استفزازية يمكن لليمن ان يتجنب حربا شاملة"، مستطردا "في الوقت ذاته اقتربنا بشكل خطير في الاسبوعين الاخيرين لما يمكن توصيفه بسهولة بالحرب الاهلية. لذا من السابق لاوانه الحكم. الاحتمالان قائمان".

وسيكون موقف السعودية التي تلعب دورا تقليديا في السياسة اليمنية حاسما، اذ قال خبير الشؤون اليمنية خالد فتاح "سينتهز السعوديون الفرصة .. ليتحول التعافي الطبي إلى استراحة سياسية" مضيفا ان خطر انزلاق اليمن لحالة من الفوضى على غرار الصومال كان "كابوسا للامن القومي السعودي".

ونقل صالح لتلقي علاج فوري في مستشفى في السعودية في ما وصفه مسؤول سعودي بانه تحرك انساني. وقال المسؤول إن السعودية لن تتدخل في قرار صالح البقاء في الرياض أو العودة إلى صنعاء.
وربما يكون هذا موقف الرياض العلني ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين يضغطون سرا على السعودية لضمان ان يصبح غياب صالح عن اليمن دائما. وفيما قالت الحكومة السعودية امس الاول ان دول الخليج ستواصل مسعاها للتوصل لاتفاق لنقل السلطة، رأى دبلوماسي غربي "لا أعتقد ان السعودية أو شعبه يريدون عودته. إنه لا يتمتع بتأييد في المنطقة. ستدهشني عودته وهو مخرج جيد للغاية له".
كما قال مصدر حكومي يمني ان صالح اجل سفره في بداية الامر ليحصل على تأكيدات من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بانه سيتمكن من العودة بعد علاجه. وربما يكون الرئيس سلم السلطة لنائبه غير المعروف ولكن عددا من ابنائه واقاربه لا زالوا يسيطرون على وحدات الجيش والامن فضلا عما يملكونه من قوة عسكرية لتحدي اللواء المؤيد للثورة الشبابية علي محسن الاحمر والذي قاتلت قواته ضد انصار صالح. ومن القوى الاخرى التي ستطالب بدور خاص، الاسلاميون والاحزاب اليسارية فضلا عن محتجين شبان يريدون "يمنا جديدا" دولة مدنية يسودها حكم ديموقراطي وليس سياسة حماية الفساد التي وصمت حكم صالح.
وقال فتاح "لا توجد مؤسسة وحيدة أو فرد واحد في اليمن قادر على الامساك بزمام الامور"، مضيفا ان "المؤسسات الرسمية في اليمن مثل الاحزاب السياسية والمؤسسات الحكومية ليست في وضع يتيح لها أن تبلور الاحداث. وعلى الجانب الاخر يعد الجيش المنقسم انعكاسا لتحالفات قبلية وصراع الصفوة وليس سلطة الدولة".

وفيما الاضطرابات هي السائدة في اليمن اليوم، يقول فتاح "على المدى القصير جدا ستكون الاولوية لنزع سلاح المواطنين وعودة وحدات الجيش لثكناتها وسحب الميليشيات القبلية من شوارع صنعاء"، فيما يرى جونسون ان "الاولوية يجب ان تكون لتوفير الوظائف رغم صعوبة ذلك. لكن سيتعين على الحكومة اليمنية اتخاذ قرارات صعبة مما قد يغضب فئات كبيرة من السكان".

زر الذهاب إلى الأعلى