عاودت حركة مسلحة تطلق على نفسها اسم حركة تقرير المصير الجنوبي (حتم) نشاطها المسلح جنوب اليمن بغرض ما أسمته تحرير الجنوب المحتل.
وأعلنت الحركة معاودة نشاطها في اجتماع لها -في السادس من يونيو/حزيران الحالي– أكدت خلاله أنها بصدد شن هجمات على مواقع للجيش في المحافظات الجنوبية وخاصة في الضالع.
وبعد يوم واحد من الإعلان، هاجم مسلحوها عدداً من المواقع العسكرية في الضالع.
كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن إعطاب آليات للجيش وإصابة ضابط وجندي وسط مدينة الضالع في الرابع عشر من الشهر الحالي.
وقال رئيس حركة "حتم" عيدروس قاسم إن التنظيم اختار العمل المسلح كرد على ما تقوم به قوات الجيش والأمن اليمني في الجنوب، وكذلك للدفاع عن النفس "كون الجنوب محتلا منذ 1994".
وأضاف قاسم في حديث للجزيرة نت أن نشاط الحركة لا يقتصر على المقاومة المسلحة بل يشمل المقاومة السياسية والاقتصادية.
ونفى تلقي الحركة أي دعم من علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني الأسبق أو من المملكة العربية السعودية, في حين رجح مراقبون أن الحركة كانت تتلقى دعماً من البيض ومن المملكة، وأن نشاطها توقف إثر توقف الدعم بعد ترسيم الحدود اليمنية السعودية في العام 2001.
العلاقة بالحراك
وعن صلة الحركة بالحراك الجنوبي قال قاسم إن الحركة تبنت الكفاح المسلح فيما تبنى الحراك النضال السلمي ولكل برنامجه وأهدافه، نافياً أن تكون الحركة هي الفصيل المسلح للحراك.
بدوره نفى القيادي في الحراك السلمي الجنوبي العميد حسن البيشي أي صلة للحراك بحركة حتم كونها تبنت الكفاح المسلح والحراك نضاله سلمي.
وأضاف البيشي للجزيرة نت أن الحراك يسعى لتحرير الجنوب بالنضال السلمي، ولكن نحن لا نستطيع فرض خيار النضال السلمي على جميع أبناء الجنوب فمن حق أي جماعة أن تتبنى ما تراه مناسباً لها.
بدوره يرى الصحفي والناشط الإعلامي في الحراك الجنوبي زيد الجمل أن الحركة انطلقت كرد طبيعي لوضع سيئ في الجنوب بعد حرب ظالمة أنهت مفهوم وحدة الشراكة وحولتها إلى وحدة ضم وإلحاق، الأمر الذي جعل الجنوبيين مجبرين على مقاومة ذلك الوضع.
وأوضح الجمل للجزيرة نت أن الحركة كان لها وجود في معظم مناطق الجنوب ما بين عامي 1997 و2001، انتقلت بعدها للعب دور هام في اللجان الشعبية كما شاركت قيادات حتم في الإعداد للتصالح والتسامح الجنوبي ولعبت دوراً كبيراً في تأسيس مكونات الحراك.
عودة مع الثورة
وبشأن معاودة الحركة نشاطها، يرى الجمل أن ذلك يأتي استجابة لتطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره حيث أصبح من الضروري وجود حامل سياسي للثورة الجنوبية، فنهضت الحركة لتحمل هذه المسؤولية.
في حين قال العميد البيشي إن معاودة الحركة نشاطها يعد أسلوبا للدفاع عن النفس أمام الممارسات التعسفية للجيش والأمن اليمني.
ويرى رئيس الحركة أن معاودة النشاط في هذا الوقت بالذات لا ترتبط بأي حدث رغم ما تمر به اليمن من ثورة عارمة في الشمال والجنوب.
غير أن عدداً من المراقبين يرون أن العودة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به اليمن تضع عدداً من علامات الاستفهام خاصة وأن الحركة كانت تتهم بتلقي الدعم من السعودية ومن نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض الذي زار المملكة مؤخرا.
اتهامات للمشترك
من جانب آخر اتهم وكيل أول لمحافظة الضالع لحسون صالح مصلح اللقاء المشترك وقيادات معارضة بالخارج بتمويل ودعم الحركة للقيام بما أسماها أعمال التخريب والشغب في المحافظة، مشيراً إلى أن الحركة ظهرت كما ظهر الحوثيون والحراك بدعم من اللقاء المشترك.
وأكد مصلح للجزيرة نت أن حركة حتم تقف وراء عدد من العمليات العسكرية ضد الجيش في الضالع، وأن السلطة المحلية ستواجه كل الأعمال التخريبية عن طريق المؤسسات العسكرية والأمنية ولن تتوانى إزاء أي أعمال تخل بالأمن سواء من حتم أو من غيرها.