قال اليمن انه سيكثف العمليات العسكرية يوم السبت مع تصاعد الاشتباكات مع من يشتبه بأنهم متشددون إسلاميون في جنوب البلاد.
ومازلت الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب بانهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الممتد منذ 33 عاما تصيب الحياة في اليمن بالشلل وشهدت محافظة أبين بجنوب البلاد أعمال عنف بعدما سيطر متشددون يشتبه في ان لهم صلات بتنظيم القاعدة على مدينة جعار في مارس اذار وعلى زنجبار عاصمة المحافظة الشهر الماضي.
ويشتبك متشددون مع قوات يمنية بشكل يومي تقريبا. ويقول سكان ان المحافظة تعاني من نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء بسبب استمرار التوتر.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في اجتماع استثنائي يوم السبت انها قررت فرض حزام أمني حول مدينة عدن الساحلية الجنوبية الواقعة قرب مضيق استراتيجي يمر من خلاله نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.
وتعهدت ايضا بملاحقة القوات المسلحة لرجال القبائل الذين فجروا انابيب النفط في محافظة مأرب بوسط البلاد.
ويشعر المواطنون في عدن بالقلق من انتشار الاضطرابات من ابين المجاورة. وكان عشرات الاشخاص معظمهم من الجنود والمتشددين قد قتلوا أو جرحوا في الاسابيع الماضية.
ودعا الشيخ طارق الفضلي وهو زعيم قبلي في أبين وزعيم بارز للحركة الانفصالية في جنوب اليمن إلى عقد اجتماع يوم الاثنين المقبل بين سكان وقادة في الجيش وأعضاء في الجماعة المتشددة لبحث الاحداث الحالية.
ويتهم مناهضو صالح الذي يتعافى في الرياض من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو حزيران الحكومة بتعمد السماح للقاعدة والمتشددين الاسلاميين باثارة المخاوف حول مستقبل اليمن اذا ما ترك الرئيس اليمني السلطة.
وكانت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هدفين لهجمات فاشلة لجناح تنظيم القاعدة في اليمن.
وعبر اللواء علي محسن الذي انشق وانضم إلى صفوف المعارضة قبل شهور عن قلقه من الامر أيضا في بيان أصدره اليوم.
وقال في البيان أنه يخشى سيطرة "الارهابيين" على كل محافظة أبين وأن هذا هو أمل وحلم الحكومة اليمنية لتخويف العالم والايحاء بأن رحيلها عن السلطة سيكون انتصارا للقاعدة وهو ما وصفه بانه ادعاء مضلل.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان القوات المسلحة ستلاحق رجال قبائل المسلحين الذين فجروا خطين لانابيب النفط في محافظة مأرب منذ مارس اذار مما أدى إلى توقف انتاج البلاد البالغ 110 الاف برميل يوميا.
وقال وزير الدفاع انه سيتم ملاحقة "العناصر الارهابية التي تسببت في تفجير أنابيب النفط في مأرب وادخال اليمن في أزمة حقيقية."
وتتبادل المعارضة والحكومة الاتهامات بدعم رجال القبائل المسؤولين عن تفجير أنابيب النفط حيث يعاني اليمن من ازمة في الوقود منذ شهور.
وأصبحت الكثير من المناطق بدون كهرباء معظم ساعات اليوم وشحت امدادات المياه إلى المناطق القاحلة.
وتوقف الصادرات يلحق بالحكومة خسائر بملايين الدولارات يوميا.
وتسبب نقص الوقود في اندلاع اشتباكات عند محطات البنزين في عدة محافظات مما اسفر عن مقتل ثلاثة واصابة 12 امس الجمعة.
وقتل رجال قبائل مسلحون بالرصاص اربعة جنود من الحرس الجمهوري الذي يرأسه نجل صالح في مركز الاحتجاجات بمدينة تعز التي تبعد 200 كيلومتر جنوبي العاصمة يوم السبت. وقال مسعفون ان نحو ثمانية اخرين اصيبوا بجروح.
وقال المحتجون ان الجنود حاولوا مهاجمة ميدان رئيسي يعتصم فيه عشرات الالاف من المتظاهرين المطالبين بتنحي صالح منذ اكثر من خمسة شهور.
وفي العاصمة صنعاء حيث مازال الاف الاشخاص يتظاهرون يوميا استأنفت المعارضة مناقشات حول تأسيس مجلسها الانتقالي الخاص بها لادارة شؤون البلاد في ظل استمرار تشبث الرئيس ومؤيديه بالسلطة.
وقالت مصادر لرويترز ان المعارضة تبحث أيضا ادخال تعديلات على اقتراح قدمته دولة خليجية لانتقال السلطة في اليمن. وكان صالح قد أيد الاقتراح في باديء الامر ثم تراجع ثلاث مرات.
وقال محمد الصبري وهو متحدث باسم كتلة من أحزاب المعارضة ان الخطط لم تستكمل وانه يجب اعادة النظر فيها يوم السبت المقبل.
من محمد مخشف ومحمد غباري