قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اعتصام الثوار اليمنيين في صنعاء بدأ يشهد فتورا بعد التفاؤل الذي عمّ في البداية، وأصبح بعض الثوار يبدون إحباطهم علنا حيث يقول سليمان العودان (23 عاما) إنه يتذكر البداية بتفاصيلها لكن الثوار الآن لا يثقون في بعضهم بعضا.
وقالت الصحيفة إن اليمن وقع في فخ الجمود، فالرئيس علي عبد الله صالح لا يزال مصرا على موقفه كما ظهر أمس في شريط فيديو.
وقال العودان وهو يجلس في إحدى الخيام المعدة للنشاط الإعلامي، إنه يشعر بالإحباط. وكانت هذه الخيمة في الأسابيع السابقة تشهد حضورا مكثفا كونها خلية إعلامية حيث يتم إرسال أفلام الفيديو ونشر الأخبار عبر الإنترنت، أما الآن فهي شبه فارغة ولا يوجد فيها أكثر من خمسة أشخاص، أما في مدينة تعز فقد تخلى بعض المحتجين عن نهجهم السلمي وبدؤوا يواجهون رجال الأمن، وفي مدينة عدن قفل معظم المحتجين إلى بيوتهم.
وأوضحت الصحيفة أن المتظاهرين ومعظمهم من الشباب والطلاب خرجوا منذ ستة أشهر إلى الشوارع مطالبين بمغادرة الرئيس صالح. وتضخم عددهم من بضع مئات في يناير/كانون الثاني إلى عشرات الآلاف بحلول أبريل/نيسان الماضي، لكن بعضهم يقول الآن إن الوضع المسدود قاد اليمن لمأزق المشاحنات الداخلية وانعدام الرؤية.
وقال أنس الحميد (21 عاما) الذي يدرس الإنجليزية وكان يقود مجموعة من حوالي 30 طالبا اعتصموا أمام جامعة صنعاء قبل بدء الاحتجاجات الشعبية التونسية وباقي الاحتجاجات التي شهدتها دول عربية أخرى، إنه يشعر بالإحباط، وأضاف "إننا في حاجة لبدء ثورتنا مرة أخرى".
وقالت الصحيفة إنه مع اشتداد حرارة الصيف، لا يزال هناك حديث عن العودة وبعض الأماني وغياب أفق واضح للعمل. وهناك بعض المحتجين الذين يتوعدون بتصعيد المظاهرات، بينما يقول آخرون إنهم ذاهبون لتشكيل مجلس انتقالي.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن يبدو أن لا أحد سيكون قادرا على اتخاذ خطوات ملموسة في أي اتجاه.
وقال خالد العنسي وهو أحد زعماء المحتجين "من الواضح أن ما يحدث في صنعاء هو أن الثورة تحولت إلى أزمة سياسية"، وأضاف "نحن الآن في مرحلة حرجة، الثوار يحتاجون للاتحاد".