امتلأت قاعة محمد علي لقمان بجامعة عدن اليوم الأحد (24يوليو2011م) بتوديع وتكريم الدكتور مبارك حسن الخليفة الطير المهاجر إلى عشه بعد غياب طال "34" عاماً في التحليق بين آفاق العلم والإبداع.
في الحفل الذي نظمته جامعة عدن والذي بدأ بآي من الذكر الحكيم ألقى الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كلمة أشاد فيها بمناقب الدكتور الخليفة تلك الشخصية التي تتميز بخصال عديدة أهمها مقدرته على خلق بيئة أكاديمية وثقافية دافئة بينه وبين زملاءه وطلابه.
وأوضح الدكتور/ بن حبتور أن الشخصية التي يحتفى بها اليوم التي جاءت قبل 34 عاماً لا زال يحمل في ذهنه وفكره أحلاماً جميلة يريد أن يغير بها الواقع الإنساني والإجتماعي والمتمثل في أشعاره وكتاباته في المنتديات وقاعات المحاضرات وفي كل مواقع الأدب والعلم على حدٍ سواء , مشيراً بأن قضيته الأساسية هي نضاله لأجل تطوير اللغة العربية التي تعرضت لإهمال كبير.
وأشاد الأخ رئيس الجامعة بالدور الكبير الذي لعبته هذه الشخصية العلمية والأكاديمية العربية الكبيرة في زرع العديد من الشتلات هنا وهناك وأصبحت من بعده قمم في اللغة العربية بجامعة عدن وبقية الجامعات اليمنية والعربية , كونه يحمل رسالة علمية وأكاديمية سامية وهي الحفاظ على اللغة العربية.
ونوه الدكتور/ بن حبتور بأن جامعة عدن ملتزمة من الناحية الأدبية والأخلاقية بتكريم روادها وأساتذتها موضحاً أن الخليفة أعطى لليمن أكثر مما أعطاه للسودان أ, وأن فكره واحداً من القمم والمصادر الرئيسية التي سيعتمد عليها الطلاب وزملاؤه الأساتذة.
من جانبه عبر الدكتور/ مبارك حسن الخليفة عن سعادته الغامرة بهذا اليوم الذي يودع فيه أحبابه من طلاب وزملاء مهنة عمل معهم أكثر من ثلاثين عاماً في رحاب جامعة عدن والعديد المنتديات الأدبية ووسائل الإعلام المختلفة , معبراً عن شكره وامتنانه لهم بقصيدة شعرية بعنوان (فراقٌ حزين).
وفي كلمة إتحاد الأدباء والكتاب بعدن ألقى الأخ/ جنيد محمد الجنيد عضو الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كلمة جاء في مستهلها " إننا نقف اليوم في حضرة شيخنا الجليل وفي هذه اللحظة لا نستطيع إخفاء الدمعة المتحسرة في فراقه لعدن ولكلية التربية منذ ارتباطه بها في العقد الأول لتأسيسها.
وأوضح الأخ/ الجنيد أن مساهمات الدكتور/الخليفة عملت في إرساء التقاليد الرصينة للغة العربية وكان له التميز بصورة منفردة في نقل نشاطه خارج أسوار الجامعة , كونه يعد قلباً مفتوحاً كالشجرة المثمرة , فبتواضعه وابتسامته ورعايته للطلاب ذو المواهب المختلفة مكنتهم من تجاوز العثرات وفتح أمل الحياة أمامهم وأضاء قناديل الشعر في حياتهم.
فيما ألقيت كلمة نيابة عن طلبة وزملاء الدكتور/ خليفة ألقاها الدكتور/ أبوبكر الحامد أشار فيها بأن هذا حدثاً أكاديمياً وأدبياً وتربوياً كبيراً ولفتة كريمة من قيادة جامعة عدن في تكريم المبدعين والمبرزين من الرعيل الأول الذين شاركوا في تنمية العقول العربية تنمية فعالة وساهموا بشكل مباشر وغير مباشر في تأسيس جامعة عدن وكلياتها.
وأضاف قائلاً " بأن الدكتور/ الخليفة أستاذاً وأكاديمياً وشاعراً وناقداً وإعلامياً فنحن نبادله الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق والمحبة بالمحبة .
كما ألقى الدكتور/ أنيس باطايع نائب عميد كلية التربية عدن كلمة الكلية أشار فيها إلى أن هذا الحفل الوداعي والتكريمي لهذا الأستاذ الجليل الذي قضى مايقرب عن ثلاثة عقود ونصف يقدم عطاءً متفانياً لهذه الجامعة وطلابها والذي تخرج على يده عشرات الطلاب بل المئات في المستويات الجامعية الأولى والعليا وساهم في ترسيخ التقاليد الأكاديمية في قسم اللغة العربية بكلية التربية عدن.
وتطرق في كلمته إلى الجهد العلمي الدؤوب والمتواصل لهذه الشخصية وأضاف قائلاً " كلية التربية تجد نفسها في موضع الوفاء بالوفاء الذي لابد منه لهذا الأستاذ الجليل الكريم الذي أمتد نشاطه الثقافي والفكري خارج الإطار الأكاديمي بإثرائه الحياة الثقافية في بلادنا ".
كما تطرق الأخ/ نجيب يابلي صديق المحتفى به في كلمة زملاء الدكتور/ مبارك في المجال الإعلامي سلط الضوء من خلالها على اهتمامات الدكتور/ الخليفة الصحفية , من خلال حبه وعمله وابداعه في العمل الصحفي والإعلامي وحضوره الكبير في الصحافة والإعلام بعدن واليمن بشكل عام بمشاركاته وكتاباته للمقالات الصحفية.
وألقيت عددٍ من القصائد الشعرية للدكتور/ مبارك الخليفة التي تغنى بها لليمن والسودان قرأها الدكتور/ مبارك سالمين, والدكتور/ علوي عبدالله طاهر, وشوقي شفيق عبرت في مجملها عن إبداع وتميز أشعار الدكتور/ مبارك الخليفة.
عقب ذلك قام الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بمنح الدرع الذهبي لجامعة عدن بذكراها الأربعين للدكتور/ مبارك الخليفة تقديراً لدوره الثقافي والتنويري والعلمي في جامعة عدن ومدينة عدن واليمن طوال 34 عاماً من البذل والعطاء العلمي المتميز.
كما منح الدكتور/ خليل إبراهيم محمد الأمين العام للجامعة , وكذلك كليات التربية (عدن , وصبر, ولودر , وزنجبار , والضالع , وشبوه ) وكلية الآداب, ودار جامعة عدن للطباعة والنشر, ومركز المرأة للبحوث والتدريب , والإدارة العامة للإعلام بالجامعة دروع الكليات وشهادات تقديرية والهدايا الرمزية للدكتور/ مبارك الخليفة , بالإضافة إلى منتدى اليابلي , ومندى الوهط , ومنتدى الباهيصمي , والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , والمعهد الإعلامي بعدن , وإذاعة عدن البرنامج الثاني , وجمعية أجيال الغد الشبابية التي قدمت الشهادات التقديرية.
حضر الحفل التكريمي والتوديعي الدكتور/ سليمان فرج بن عزون نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية , والدكتور/ أحمد علي الهمداني نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي , والدكتور/ محمد أحمد العبادي نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب , وعمداء الكليات ورؤساء المراكز والأقسام العلمية , وكل محبي وطلاب وزملاء الدكتور/ مبارك الخليفة.
الجدير بالذكر أن الدكتور/مبارك حسن الخليفة، عمل منذ العام 1977م، كأستاذ للغة العربية في كلية التربية عدن، ويعترف المثقفون في اليمن بفضله في الحركة الثقافية اليمنية، وفاق عدد طلابه من حملة الدكتوراه في اليمن العشرين طالباً جميعهم في مراكز مرموقة في الجامعات اليمنية، وتكريماً لدوره البارز قامت وزارة الثقافة بطباعة بعض أعماله ومؤلفاته.
ويلقب الدكتور/مبارك حسن الخليفة بالسوماني الأول في اليمن، وهو مشهور بحبه وعشقه لمدينة عدن، بل وأضحى علماً من أعلام عدن، ويُعرف الأستاذ مبارك بعاشق عدن حيث يعرفه الصغير قبل الكبير في هذه المدينة الحالمة على وسادة التسامح ولحاف الحب.