جددت قبائل اليمن التزامها التضامني في الحماية والدفاع عن ميادين وساحات الحرية والتغيير والاعتصامات في أنحاء الجمهورية، واعتبرت أي عدوان أو تهديد للساحات والميادين أو القبائل والأفراد المشاركين فيها أو المؤيدين والمناصرين لها أو أي منطقة من مناطقهم عدواناً على كل القبائل اليمنية، كما اعتبرت أن رد العدوان بالطرق الممكنة واجب عيني على كل فرد من أفراد القبائل ومكوناتها، سواءً تطلب الرد والحماية الأموال والأنفس أو هما معاً.
وأعلنت القبائل اليمنية ما أسمته بالتحذير والإنذار "لكل من تسول له نفسه التمادي في العدوان أو القمع أو العقاب الجماعي على الشعب اليمني بقطع أسباب ومقومات الحياة بأي وسيلة وتحت أي ذريعة وتعتبر أن التمادي في ممارسة أي من ذلك يمثل عدواناً سافراً على الشعب اليمني بصفة عامة وعلى القبائل المتحالفة بصفة خاصة وأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء أي عدوان وسيكون الرد مشروعاً بأي طريقة من الطرق المتاحة والممكنة".
وفي "وثيقة التحالف والنصرة" التي أعلنت اليوم السبت في حفل إشهار تحالف قبائل اليمن، أكدت القبائل اليمنية تحالفها وتضامنها تأييداً ونصرةً لثورة اليمن الشعبية الشبابية السلمية الهادفة إلى إسقاط نظام الحكم الفاسد الذي يقوده علي عبد الله صالح وأفراد أسرته والتي أشعلها شباب اليمن مطلع فبراير 2011م وانضمت إليها مكونات وقوى الشعب اليمني، وإقامة دولة مدنية حديثة لا تتعارض قوانينها ومضامينها مع الشريعة الإسلامية، دولة مؤسسات دستورية تقوم على العدل والأمن والاستقرار والتقدم الحضاري، والعلوم التكنولوجية والتقنية والتطور الحياتي والمعاشي لأبناء الشعب اليمني الواحد.
ودعت القبائل بقايا نظام عائلة الرئيس صالح إلى التوقف الفوري عن استخدام قوات الجيش والأمن والآليات والمعدات العسكرية والحربية في ضرب أبناء الشعب في المناطق والمدن والقرى وإراقة دماء أبنائها وتدمير مقدراتها وممتلكاتها، مشيرةً إلى إن القوات المسلحة والأمن لم تكن إلا للإعمار والبناء والأمن والاستقرار وحماية الشعب "لا لقتله وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء وتدمير البناء والممتلكات والمساكن على رؤوس ساكنيها تعبيداً وإذلالاً لأسرة حاكمة مستبدة ومتخلفة فكرياً وحضارياً".
وناشدت قبائل اليمن الأشقاء في دول الجوار الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وثورته السلمية "التي ما قام بها بطراً ولا رئآئأ ولا عدواناً على أحد إنما من أجل دفع الظلم والفقر والاستبداد السياسي والإذلال الاجتماعي الذي مارسه نظام حكم علي عبدالله صالح وأسرته ولا تزال بقاياه تمارسه حتى اليوم". مضيفةً: "هذا النظام المتهالك الذي أذل اليمنيين وقضى على ثرواتهم ومقدرات معايشهم, وأزهق أرواحهم, وأراق دمائهم وفتح المعتقلات والزنازين لعلمائهم وأحرارهم, ووجه سهام الحقد والتمزيق نحو وحدتهم اليمنية العظيمة, من خلال الإضرار بأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بالتهميش والإقصاء وصدر الإرهاب والقلاقل والفتن باسمهم إلى دول العام عامة وإلى دول الجوار خاصة". كما ناشدت الأصدقاء في أمريكا والاتحاد الأوربي الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وثورته انطلاقاً من المبادئ التي يؤمنون بها في قضايا حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصائرها خاصة وأن الثورة اليمنية الشبابية السلمية قد أعلنت المضي في الحفاظ على العهود والمواثيق الدولية التي تقررها الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان وقضايا الأمن والسلم الدوليين والمصالح المشتركة بين شعوب العالم. كما جاء في الوثيقة.
من جهته دعا الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر، القبائل اليمنية لنصرة قبائل أرحب، معتبراً أن انتصارهم انتصار للثورة.
وفي كلمته في حفل الإشهار تعهد الأحمر الذي تم انتخابه رئيساً لتحالف قبائل اليمن، بأن على صالح لن يعود للحكم، وقال" علي صالح لن يحكم بعد اليوم اليمن ما دمت على قيد الحياة ".
وفي حديثه عن الدولة المدنية أكد الأحمر تطلعه إلى أن يعيش في ظل دولة المواطنة المتساوية وسيادة القانون على الجميع وللجميع، وقال إنه يحلم بالخروج مع أبنائه للسياحة في اليمن بعيداً عن الحراسات المشددة، وقال إنه لم يستطع الخروج مع أولاده وأسرته خلال فترة عمره، وقال إنه يعرف الخارج أكثر من اليمن. وأشار شيخ مشائخ قبيلة حاشد، إلى إن القبائل اليمنية ملت حمل السلاح والاقتتال والثأرات وأنها تتطلع إلى العيش في ظل دولة النظام والقانون التي تخضع فيها التعيينات الوظيفية إلى الكفاءة والمؤهل، وقال متحدثاً عن عدم تطلعه للسلطة، إن من يملك الشهادة والمؤهل هو من سيحظى على المنصب والوظيفة.
وفي كلمته للحفل أشار الشيخ محمد سالم بن عبود الشريف –الأمين العام لتحالف قبائل اليمن- إلى إن التحالف يسعى لتوحيد جهود ومواقف أبناء القبائل المناصرة للثورة "لتؤتي هذه الجهود ثمارها الطيبة".
وأعلن اليوم عن إشهار التحالف، الذي يهدف إلى حماية الثورة اليمنية الشبابية السلمية والدفاع عنها حتى تتحقق كامل أهدافها وفي مقدمتها إسقاط بقايا نظام الأسرة الفاسدة، ونصرة كل من وقع عليه اعتداء ظالم بسبب تأييده للثورة سواءً من أعضاء التحالف الموقعين عليه أو غيرهم، وتأمين الطرقات العامة والسبل والمصالح العامة وفك الحصار عن الخدمات الأساسية للشعب المقطوعة والممنوعة من قبل بقايا نظام الأسرة.
كما يهدف التحالف إلى المحافظة على الوحدة اليمنية أرضا وإنساناً، وكذا الارتقاء بالقبيلة نحو تطبيق مفاهيم الدولة المدنية الحديثة التي لا تتعارض قوانينها ومضامينها مع الشريعة الإسلامية الغراء.