يهدد استمرار الأزمة السياسية في اليمن ، بلجوء الطرفين المتصارعين، السلطة وحلفائها من جهة والمعارضة وحلفائها من جهة ثانية إلى تجريب “الحسم العسكري”، بعدما فشلت المساعي السلمية في إيجاد مخرج للأزمة التي تتفاعل في البلاد منذ أكثر من ستة أشهر .
وصعدت أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد من اتهاماتها الموجهة للرئيس علي عبدالله صالح، ووصلت إلى حد اتهامه بإصدار توجيهات غير معلنة للقوات الحكومية الموالية له، والتي يقودها نجله الأكبر وأشقاؤه وأنجال أخيه باعتماد خيار الحسم العسكري للأزمة، فيما اتهم اللواء علي محسن الأحمر، قائد قوات اللواء الأول مدرع المنشق عن النظام، من وصفهم ب “بقايا النظام الحاكم” بالسعي إلى تفجير حرب أهلية في البلاد وتفجير الأوضاع العسكرية عبر تكريس وسائل الإعلام الرسمية للتحريض على القوات الموالية للثورة .
وجددت السلطة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم اتهاماتهما الموجهة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح والقوات المنشقة عن النظام بالوقوف وراء استمرار عمليات الاستهداف المسلح لمعسكرات وثكنات القوات الحكومية، واتهمت المناوئين وعلى رأسهم اللواء الأحمر بقيادة انقلاب مسلح على نظام الحكم القائم والشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس صالح، بالتواكب مع تصعيد منابر الإعلام المعارض لحملة مماثلة تستهدف شخص الرئيس اليمني ونجله العميد أحمد .
وفي تطور لافت، منع رجال قبائل موالون للثورة في محافظة ريمة، غربي البلاد مرور قافلة عسكرية بينها 40 دبابة وأسلحة أخرى إلى العاصمة صنعاء قادمة من محافظة الحديدة، وأجبرت أغلبها على التراجع . وأشارت مصادر قبلية إلى أن اشتباكات وقعت بين رجال القبائل والقوات العسكرية في منطقة جعيرة بمديرية السلفية بعدما اعترض رجال القبائل المناوئين للنظام قوة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود ومسلحي القبائل، فيما تم إعطاب 3 دبابات، إضافة إلى إحراق وإعطاب 9 أطقم عسكرية في الاشتباكات .
واتهمت صنعاء قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء الأحمر بالتقطع للقافلة العسكرية، وأكد مصدر بوزارة الدفاع أن قوات الجيش تصدت للعصابة المتقطعة المرسلة من اللواء الأحمر الذي قالت إنه تحول من قائد عسكري مسؤول عن حماية النظام والقانون، إلى قاطع طريق ومسؤول عن العصابات الإجرامية المسلحة” .
ميدانياً، فجر انتحاريان ينتميان إلى “تنظيم” القاعدة نفسيهما في عمليتين منفصلتين في مودية، بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، استهدفتا رجال قبائل، ما أسفر عن مقتل ما لايقل عن 14 شخصاً، فضلاً عن إصابة آخرين .
سياسياً، طالب أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الرئيس علي عبدالله صالح برفض أي تنازلات أو مبادرات وتسويات سياسية تحول دون استكماله لفترته الرئاسية الثانية بحلول عام ،2013 وناشدوا صالح بسرعة العودة إلى البلاد لاستئناف ممارسة مهام منصبه الرئاسي، مؤكدين إصرارهم على الصمود معه في مواجهة المساعي التي تبذلها القوى المناوئة للنظام لإسقاطه وفرض التغيير السياسي القسري .
في المقابل تزايدت الضغوط على المجلس الانتقالي الذي أعلنته المعارضة وعدد من القوى السياسية المستقلة الأربعاء الماضي، بعدما أعلن عدد من التكتلات الشبابية في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء رفضهم للطريقة التي تم بها إعلان المجلس، وطالب بضرورة إعادة النظر في تشكيلة المجلس .