توفي الاثنين في أحد المستشفيات السعودية رئيس مجلس الشورى المناضل الكبير عبد العزيز عبد الغني متأثراً بمضاعفات جراء اصابته في التفجير الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار قادة الدولة في الثالث من يونيو الماضي حينما كانوا يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النهدين التابع لمجمع الرئاسة.
ونعت رئاسة الجمهورية فقيد الوطن الكبير الشهيد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى في بيان نعي جاء فيه:
في لحظات مريرة شديدة القسوة وعظيمة الحزن عاصفة الآلام تنعي رئاسة الجمهورية إلى كافة أبناء شعبنا اليمني الوفي والمجاهد والشعب الصابر والمناضل والمثابر شهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي وافته المنية عصر هذا اليوم في مستهل العشر الأواخر من الشهر الفضيل بعد معاناة كبيرة وصبر جليل من الإصابات والجراح العميقة التي أصيب بها في الحادث الإجرامي الغادر والأثيم الذي تعرض له فخامة رئيس الجمهورية وكبار مسئولي الدولة في مسجد دار الرئاسة في غرة شهر رجب الحرام .
وتلك الجريمة النكراء التي استهدفت جوهر الدولة اليمنية وقيادتها والوحدة الوطنية وسيادة البلاد وما زالت تفضي بآثارها الأليمة والمدمرة كما حدث في هذا اليوم الحزين الذي سيبقى من أعمق أيام الحزن في الجمهورية اليمنية وفي حياة كل اليمنيين الذين يعرفون الراحل العظيم أصدق المعرفة وأجلها صورة وأعمقها أثراً.
إن رئاسة الجمهورية لا يمكن مهما حاولت تطويع الكلمات والأفكار في هذا البيان أن نعبر عن قسوة الألم وعظمة الحزن وشدة البلاء إزاء هذا الحادث الأليم، وهي ذات المشاعر التي سوف تنتاب الملايين ولا نقول أسرة الفقيد العظيم وأهله وذويه فحسب ولكن تلك هي مشيئة الله سبحانه وتع إلى وذلك هو قضاءه الذي لا راد له.
فالخسارة جسيمة والفقدان كبير وعصيب على كل المستويات ولكل ما كان يمثله شهيد الوطن الكبير الأستاذ الجليل عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى شهيد الحرية والديمقراطية ووطن الثاني والعشرين من مايو وكشخصية وطنية وعربية وعالمية فذة لن تعوض وقد تولى العديد من المناصب القيادية العليا كنائب لرئيس الجمهورية ورئيس للحكومة في العديد من الفترات التاريخية المهمة في حياة شعبنا قبل الوحدة وبعدها، فكان رجل التنمية الأول في قيادة السلطة التنفيذية والمفكر الاقتصادي الفاهم والمعطاء ورجل الإدارة الناجحة ورجل الدولة الصادق الوفي الملتزم.
وكان سنداً وعضداً قوياً لفخامة رئيس الجمهورية في كافة المراحل التاريخية التي مرت بوطننا العزيز الغالي حتى الوصول للمحطة التاريخية العظيمة الـ22 من مايو المجيد وإقامة الدولة اليمنية الحديثة دولة الوحدة والحرية والديمقراطية والتنمية وحتى آخر لحظات حياته الغنية بالبذل والعطاء ونكران الذات وبرز في ذلك كواحد من الوحدويين الأوائل ومن السياسيين والاقتصاديين الذين عركتهم ساحات النضال الوطني الحر الصادق والمسئول الرافض للأفكار الدخيلة والمسلمات المستوردة والتصدي للأفكار الشمولية كما كان من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام وتصعد في قيادته إلى موقع الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام لعدة دورات تنظيمية وبصمات عطائه ملموسة وباقية في كافة المؤسسات التي أدارها من بداية حياته العملية كمدرس مروراً بالمواقع والمناصب الهامة والرفيعة التي تبوأها والتي كان آخرها رئيساً لمجلس الشورى حتى ارتفع إلى الرفيق الأعلى.
وقد اتسمت حياته العملية والخاصة بتميز رفيع المستوى لما كان يمتلكه من دماثة الأخلاق ومناقب القيادي الحكيم صاحب الشخصية الانسانية المتفتحة على كل من حوله المتصفة بالنبل والشجاعة والانتصار لقيم الحياة العصرية والدولة المدنية.
وتعلن رئاسة الجمهورية الحداد في الجمهورية اليمنية لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في كافة مؤسسات ومرافق الدولة المركزية والمحلية والبعثات الدبلوماسية اليمنية وقراءة القرآن الكريم في الإذاعات والمحطات التلفزيونية الرسمية ومساجد الجمهورية وإقامة جنازة رسمية وشعبية لتشييع جثمان المغفور له شهيد الوطن إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بعد الصلاة على جثمانه الطاهر في جامع الصالح عقب صلاة ظهر يوم الاربعاء 24 أغسطس 2011م بإذن الله وتوفيقه.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وغفرانه..وأسكنه فسيح جناته..
وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
"إنا لله وإنا إليه راجعون"