arpo28

رافق صالح في السلم وفارقه في الحرب (تقرير عن حياة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني)

غيب الموت يوم أمس الاثنين رئيس مجلس الشورى اليمني عبدالعزيز عبدالغني بعد شهرين ونصف الشهر من الهجوم الذي استهدف الرئيس علي عبدالله صالح أثناء أدائه الصلاة في جامع دار الرئاسة مع عدد كبير من قادة ومسؤولي البلاد، بينهم عبدالغني.

وأعلن عن وفاة عبدالغني، البالغ من العمر 71 عاماً، في العاصمة السعودية الرياض التي كان يتلقى فيها العلاج منذ نقله إليها في الرابع من شهر يونيو/ حزيران، لينضم إلى قائمة عشرة آخرين كان الرئيس صالح قد كشف عن وفاتهم من الذين كانوا معه خلال محاولة الاغتيال التي طالته، بالإضافة إلى 5 حالات إعاقة مستدامة و240 جريحاً من كبار المسؤولين الذين كانوا متواجدين في المسجد، حيث كانت المعلومات تؤكد منذ اليوم الأول لنقله للعلاج أنه كان في حالة “موت سريري” .

وأعلن الرئيس صالح الحداد الوطني على رحيل صديقه الحميم في كافة عموم البلاد لمدة ثلاثة أيام، فيما قطع التلفزيون الرسمي بثه واكتفى بقراءة القرآن الكريم، ومن المتوقع أن تجري مراسم دفن عبدالغني يوم غد الأربعاء، والتي تتزامن مع الإعلان عن عودة الرئيس صالح إلى اليمن، بحسب مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم .

وعبدالعزيز عبدالغني هو أول مسؤول حكومي كبير يعلن عن وفاته في الرياض بسبب الانفجار الذي وقع في مسجد دار الرئاسة في صنعاء، والذي أرغم الرئيس وعدداً من كبار مساعديه على طلب العلاج في السعودية .

وتلقى صالح عدداً من برقيات التعزية في وفاة عبدالعزيز عبدالغني، الذي رافق الرئيس صالح في كافة محطات حكمه، ابتداء من العام ،1978 عندما اختير صالح رئيساً للجمهورية العربية اليمنية قبل إعلان قيام دولة الوحدة، ولم يفارقه إلا في رحلة الموت الأخيرة، حيث كان عبدالغني ضمن الشخصيات التي أدت مع صالح صلاة “الجمعة الأخيرة” في جامع دار الرئاسة في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي .

وقد ظل عبدالغني قريباً جداً من الرئيس صالح، حيث تسنم مناصب عدة، بينها رئيس وزراء أكثر من مرة وعضو مجلس الرئاسة بعد إعلان دولة الوحدة ضمن المجلس الرئاسي الخماسي (3 من الشمال كان هو أحدهم وجنوبيان)، قبل أن يعين في آخر منصب له رئيساً لمجلس الشورى، كما وقف إلى جانب الرئيس صالح في الأزمات الكبيرة التي تعرض لها مؤخراً، بخاصة الحرب الأهلية العام 1994 وبعدها، بالإضافة إلى الاحتجاجات الأخيرة، حيث كان من الشخصيات التي ذهبت إلى محافظة تعز، مسقط رأسه، لتهدئة المحتجين وإقناعهم بالتراجع عن مطالبهم بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح، إلا أنه لم ينجح في مهمته، إذ تحولت تعز إلى رأس حربة للثورة اليمنية، فمنها اشتعلت جذوة المطالبات بإسقاط صالح، ولاتزال ساحة الحرية فيها تمتلئ حتى اليوم بمئات الآلاف من أبناء تعز للمطالبة باستكمال الثورة .

وعبدالعزيز عبدالغني من مواليد الرابع من شهر يوليو/ تموز من العام 1939 بمنطقة حيفان بمحافظة تعز، وأب لستة أبناء، وقد حصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة “كلورادو” الأمريكية العام 1962 والماجستير في الاقتصاد من نفس الجامعة العام 1964 ثم الدكتوراه الفخرية العام 1978 .

وعمل عبدالغني بعد عودته لليمن من الولايات المتحدة الأمريكية مدرساً في كلية بلقيس بمدينة عدن (64 - 1967)، وزير الصحة (67 - 1968)، مدير البنك اليمني للإنشاء التعمير (1968)، وزير الاقتصاد اليمني (68 - 1971)، رئيس شركة النفط اليمنية (1971)، محافظ البنك المركزي اليمني (71 - 1975)، رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية اليمنية (75 - 1978)، عضو المجلس الاستشاري (1978)، عضو مجلس القيادة (75 - 1978)، نائب رئيس الجمهورية (80 - 1983)، رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية اليمنية (83 - 1990)، عضو مجلس الرئاسة في دولة الوحدة (1990)، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام (90 - 1995)، عضو بمجلس مستشاري البنك الدولي (93 - 1997)، رئيس مجلس الوزراء (94 - 1997)، رئيس المجلس الاستشاري (1997)، رئيس مجلس الشورى 2001) .

زر الذهاب إلى الأعلى