arpo37

الثوار يعلنون محاصرة القذافي وأبنائه بمجمع سكني في طرابلس

أعلن الثوار في ليبيا أنهم يحاصرون معمر القذافي وأبنائه في مجمع سكني قرب باب العزيزية. وقال أحد المقاتلين "إنهم جميعا معا" معتبرا أن القذافي وأبناءه باتوا "في حفرة صغيرة"، في إشارة إلى إطباق الثوار للحصار حولهم.

ونسبت وكالة رويترز إلى أحد الثوار "إننا سوف ننتهي اليوم ونضع حدا لهذا الأمر" بعد يومين على سيطرة الثوار على مقر القذافي في مجمع باب العزيزية.

إلى ذلك، دعا القذافي انصاره إلى مقاتلة المتمردين وتحرير طرابلس، وذلك في رسالة صوتية اذاعتها قناة الراي الفضائية التي تبث من سوريا. وقال القذافي "يجب المقاومة ضد الجرذان الاعداء الذين سيهزمون بالكفاح المسلح (..) لا تخشوهم ابدا واخشوا الله، اخرجوا حرروا طرابلس ودمروهم".وقال القذافي "ليبيا لكم وليست للعملاء الذين يستنجدون بالناتو، فلتزحف كل الجماهير إلى طرابلس، إلى الامام".

واضاف "يا شباب طرابلس قاتلوهم، شارع شارع، زنقة زنقة، بيت بيت (..) سوف لن يكون هناك مكان آمن للاعداء، انهم شرذمة قليلة، بالبنادق سيتم القضاء عليهم، سيهزم العدو سيهزم الحلف (الاطلسي) ارجموهم وطهروا مدينة طربلس العظيمة من جرذان الاستعمار". واهاب القذافي بانصاره الا يخافوا من القصف، لانها مجرد "قنابل صوتية".

يأتي هذا بينما يواصل الثوار عملياتهم العسكرية للسيطرة على الطريق الرئيسي بين طرابلس والمطار الدولي للمدينة، بعد أن تمكنوا من السيطرة على المطار رغم تعرضهم لنيران كثيفة وقصف بصواريخ غراد من جانب القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.

وذكرت مصادر من الثوار أن المواجهات أسفرت عن إصابة طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الليبية الإفريقية بينما لم تصب الطائرات الخاصة للقذافي ولم يصب مدرج المطار الواقع على مسافة نحو 25 كيلومترا جنوبي طرابلس.

وقالت المصادر إن الثوار نصبوا نقاطا للتفتيش على طريق المطار خوفا من تعرضهم لنيران القناصة والصواريخ التي يطلقها الموالون للقذافي. وأوضح أحد المقاتلين ويدعى مصطفى أن مقاتليه عثروا على أسلحة جديدة كانت مدفونة بين الرمال في مكان قريب من المطار، وتشمل قذائف هاون وألف صاروخ من طراز غراد فضلا عن ثلاث شاحنات لإطلاق الصواريخ.

مستشارون غربيون لمساعدة الثوار

وفي سياق متصل أكدت تقارير صحافية أن مستشارين فرنسيين وبريطانيين بالزي المدني ينتشرون منذ عدة أسابيع على الجبهة الشرقية إلى جانب الثوار الليبيين. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن تلك العناصر متواجدة في محيط مصفاة الزويتينه المتوقفة عن العمل والتي تقع على مسافة 150 كيلومترا جنوب غرب بنغازي مقر المجلس الوطني الإنتقالي.

وأضافت أن هؤلاء المستشارين يملكون وسائل اتصالات واستقروا قرب مقر فوزي بوقطيف قائد الجبهة الشرقية للثوار والذي يضم قاعة كبيرة تغطي جدرانها خرائط قيادة الأركان وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والولايات المتحدة قد أعلنت منذ شهر أبريل/نيسان الماضي أنها أرسلت مستشارين عسكريين لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي.

هذا وبعد فقدان اثر القذافي دارت التكهنات حول اماكن لجوئه المحتملة، سواء كانت سرت مسقط رأسه حيث كان يستقبل الضيوف بالاحتفالات أو المنفى في جنوب افريقيا أو فنزويلا اللتين ذكرتا كبلدي لجوء محتملين. واكد القذافي اللائذ بالفرار انه تجول متخفيا في طرابلس في كلمة صوتية نشرت فجر الاربعاء سجلها في مكان سري، ما اثار التكهنات حول اماكن اختبائه المحتملة.

وتحدث لياسير ريبييرو الطبيب البرازيلي المختص في الجراحة التجميلية الذي كان عالج معمر القذافي في 1994 من انتفاخ تحت العينين، عن مكان محصن في طرابلس كان زار فيه القذافي.

وقال لوكالة فرانس برس انه كان احد الاشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي "يفوق الوصف" في طرابلس مشيرا إلى انه عبارة عن قلعة حصينة تضم العديد من المرافق والتجهيزات الطبية والرياضية وجميع العاملين فيه من الاجانب.

ومشط الثوار العاصمة الاربعاء على امل توقيف عميد القادة العرب والافارقة الذي تولى الحكم بعد انقلاب عام 1969. وسقط باب العزيزية معقل القذافي في طرابلس الثلاثاء حيث اكد الثوار ان اكثر من 90% من المدينة خاضع لهم منذ سيطروا على مقر القذافي في باب العزيزية.

وصرح رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الاربعاء في باريس ان الثوار ليس لديهم "اي معلومات مؤكدة" بشأن مكان وجود معمر القذافي بعد سقوط مقره العام في طرابلس.

واعتبر عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية ان "امام معمر القذافي ثلاثة خيارات فحسب في ليبيا: منطقة الجفرة في الصحراء وواحة تراغن في اقصى الجنوب على الحدود مع النيجر وسرت مسقط رأسه".

فالقذافي ولد بحسب ما روى بنفسه في خيمة في سرت على بعد 450 كلم شرق العاصمة حيث يمكنه الاعتماد على قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها وعناصرها مسلحون. ويجهد الثوار في التفاوض مع جميع زعماء القبائل للدخول من دون عنف إلى المدينة التي تملك ميناء معروفا منذ القدم حيث بنى القذافي مركزا ضخما للمؤتمرات بهندسة حديثة وفخمة تبدو متعارضة مع بساطة المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى