منذ مساء الاثنين وحتى فجر اليوم الثلاثاء والحشود تتوافد من كل حدب وصوب إلى ساحة خليج الحرية وشارع الدائري الغربي بمدينة إب جنوبي اليمن للمشاركة في عيد الفطر المبارك الذي ظهرت فرحته على وجوه الحشود التي اكتظ بها شارع الدائري الغربي للمدينة رجالا ونساء وأطفالا اجتمعوا ليسمعوا العالم صوتهم وشعارهم "عيدنا غير في ساحات التغيير" برغم الأمطار التي من الله بها على محافظة اب عصر ومساء يوم أمس إلا أن ذلك لم يمنع أكثر من مليون حسب حسابات الأرض وصفوف الصلاة حيث ارتص المصلون من بعد جولة الشهداء وحتى أمام البوابة الغربية لجامعة إب.
وقد ابتداء خطيب العيد الشيخ الدكتور "عبده عبد الله الحميدي" مفتي محافظة إب خطبته بالتذكير بان أول ثورة قامت في تاريخ المسلمين كانت على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما احتشد له المسلمون ظانين انه قد تهاون في دم سلفه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين وليست الثورات على الحكام بالبدعة أو بالجديد على امتنا الإسلامية – كما أكد الحميدي-, ثم وجه الخطيب الحميد عدة رسائل لعلي صالح ونظامه حيث خاطبه قائلا : يا علي صالح هل تعتقد أن هذه الجموع كلها في هذه المدينة وغيرها قد اجتمعت على ظلاله فان كنت تعتقد ذلك فأنت مخطئ وبكل المقاييس ,يا علي صالح لو كانت الستة عشر شهرا التي تريد البقاء فيها بالسلطة وعلى الكرسي أحب إليك من الشعب اليمني ودمائه الزكية فأنت الخسران لأنك تقايض دماء حرمها الله بكرسي لن تنعم بالجلوس عليه , يا علي صالح لقد نصحناك من قبل واتضح انك لا تحب الناصحين فادعوك أن تتعظ بمن سبقوك حتى لا تكون عظة لمن سيلحقونك, لاورسالة إلى شباب الثورة حيث قال الحميدي مخاطبا الشباب اثبتوا واصبروا وصابرو فإن النصر قريب بإذن الله.
وأكد الحميدي في خطبته أن الثورة اليمنية اليوم هي امتداد طبيعي للثورات اليمنية السابقة التي قامت ضد الظلم والطغيان والتي راح ضحيتها خيرة رجالات اليمن الذين ضحوا بأنفسهم من اجل رفعت الوطن والشعب , واختتم الحميدي خطبته بالدعاء بالنصر والتمكين لكل الخيرين في اليمن, وكانت الحشود قد أدت صلاة العيد قبل الخطبة ,كما تنافست اليوم العديد من الائتلافات والمنسقيات الثورية في تقديم الخدمات وحلويات العيد للمصلين بشكل بعث على السعادة والسرور.
وكانت نساء إب قد قمن بفرش مائدة بطول اكثر من 2000 متر ممتلئة بشتى انواع حلويات العيد ,وقد سارت الجماهير على أصوات الطبول ورقصات البرع اليمني الشهيرة ورددوا الهتافات والزوامل المعبرة عن فرحتهم بالعيد وباقتراب النصر مجددين دعواتهم لسرعة الحسم الثوري وعبرت الحشود شارع العدين وعدة شوارع بالمدينة وصولا إلى ساحة خليج الحرية.
والجدير بالذكر ان حشود يوم عيد الفطر المبارك هي الاكبر منذ انطلاق الثورة الشبابية السلمية بمحافظة إب وكانت المرأة حاضرة ومشاركة إلى جوار اخيها الرجل الثائر بعشرات الآلاف.