arpo37

واشنطن تدرج المعلم وسفير سوريا في لبنان على لائحتها السوداء

وسعت الإدارة الأمريكية أمس، الثلاثاء، عقوباتها ضد دمشق لتشمل وليد المعلم وزير الخارجية وبثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السورى بشار الأسد وسفير سوريا في لبنان على عبد الكريم على، وذلك في إطار ضغوطها لوقف قمع النظام للمحتجين.

وهى ثالث سلسلة من العقوبات تفرضها وزارة الخزانة الأمريكية في إطار إجراءاتها العقابية ضد الأسد وكبار المسئولين في نظامه، وتأتى بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس باراك أوباما للأسد إلى التنحى.

وقالت وزارة الخزانة، إن قرارها يشمل بتجميد أرصدة هؤلاء المسئولين في الولايات المتحدة، إن وجدت، وحظر أى مبادلات تجارية معهم.

وصرح وزير الخزانة الأمريكى ديفيد كوهين، في بيان "بناء على العقوبات التى استهدفت كل حكومة سوريا، نشدد ضغوطنا اليوم على ثلاثة مسئولين كبار في نظام الأسد هم أبرز المدافعين عن نشاطات النظام.

وربطت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند العقوبات "بالدور الذى يلعبه المسئولون الثلاثة في الدعاية للرعب الذى يمارسه الأسد على شعبه".

وأضافت أن وليد المعلم "يكرر لازمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الإرهابية للنظام مفضلا اتهام إرهابيين للتغطية على النشاطات المروعة للنظام عبر تحميل المسئولية لإرهابيين". وقالت إن "هذا الشخص ينشر أكاذيب عن المعارضة في سوريا وأكاذيب عن الوضع الأمنى (فى البلاد) وأكاذيب عن نشاطات النظام".

وتحدث مسئول أمريكى بلهجة أكثر حدة عن المعلم. وقال طالبا عدم كشف هويته، إن "وليد المعلم لعب دورا أساسيا في محاولة تحصين النظام من مضاعفات وحشيته". وأضاف "بتفانيه في محاولة المساعدة على إخفاء مسئولية الحكومة عن قتل وتعذيب مواطنين سوريين يتحمل المعلم بعض المسئولية عن الجرائم التى ارتكبت".

وتابع المصدر نفسه، إن المعلم "تدخل لدى نظرائه لمحاولة منع مجلس الأمن الدولى من التحرك".

ووصف الوزير السورى بأنه "يبقى إدارة لا تعذر ومشينة وناطقا باسم بشار الأسد". وأوضح المسئول الأمريكى نفسه أن "المعلم كان في المقابل صلة الوصل بين دمشق وطهران وعزز اعتماد الأسد على المعدات والنصائح الإيرانية في قمعه الشعب السورى بلا هوادة". وقالت نولاند من جهتها إن بثينة شعبان "ناطقة باسم القمع الذى يمارسه النظام".

وعبرت نولاند عن قلقها من السفير السورى في لبنان الذى يقيم "علاقات وثيقة" مع المخابرات السورية خلال حياته المهنية في الحقل الدبلوماسى وأكدت أن نشاطاته في لبنان "لا تتلاءم" مع وضعه الدبلوماسى. وأضافت "نحن قلقون، وعبرنا للحكومة اللبنانية عن هذا القلق، من المضايقات التى يتعرض لها سوريون في لبنان واختفاء عدد منهم".

المعلم الذى كان سفيرا لسوريا في الولايات المتحدة من 1990 إلى 2000، يتولى حقيبة الخارجية في سوريا منذ فبراير 2006. وقد وسعت صلاحيات حقيبته لتشمل المغتربين إثر تعديل وزارى جرى في إبريل 2006.

أما على عبد الكريم فهو أول سفير لسوريا في لبنان، وقد تسلم مهامه أواخر مايو 2009 بعد سبعة أشهر من إقامة علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت، وتشغل بثينة شعبان منصب مستشارة سياسية للرئيس الأسد منذ يوليو 2008، وكانت قبل ذلك وزيرة للمغتربين.

وفرضت الولايات المتحدة في مايو الماضى عقوبات على النظام السورى وكبار مسئوليه، وبموجب مرسوم رئاسى جمدت الأرصدة التى قد تمتلكها الدولة السورية وعدد من مسئوليها في الولايات المتحدة.

ودعت الحكومة الأمريكية الأسد للتنحى عن السلطة وأعلنت في 18 أغسطس أنها تحظر استيراد النفط والمنتجات النفطية من سوريا. وأوضحت أن هذا الإجراء اتخذ لحرمان النظام السورى من "استخدام أى أصول للدولة السورية خاضعة لقانون الولايات المتحدة لمواصلة حملة العنف والقمع (...) ضد المواطنين في سوريا".

من جهة أخرى، قالت نولاند إن شريط فيديو ظهر فيه السفير الأمريكى في سوريا روبرت فورد يتصدى له سوريون مؤيدون للأسد بهتافات معادية، يشكل "محاولة فاشلة" لتحويل انتباه العالم عن التظاهرات في سوريا.

وفى الفيديو الذى نشره موقع "ذى كايبل" الأمريكى يبدو فورد في مواجهة هتافات معادية عندما كان متوجها إلى سيارته من قبل متظاهر.

وقالت نولاند إن فورد "لم يشارك إطلاقا في أى نشاط تحريضى"، موضحة أن الحادث وقع الأسبوع الماضى عندما دعى فورد والسفراء الأوروبيين لحضور تظاهرة سلمية نظمها محامون. وأضافت أن "بعض المتظاهرين الموالين للحكومة جاءوا وحاولوا منعه من أن يكون شاهدا ثم وضعوا التسجيل على يوتيوب في جهد فاشل لإظهاره على أنه محرض". وتابعت "فى الواقع كان على هؤلاء الاهتمام بمحاميهم الذين يقومون باحتجاج سلمى في مقر نقابتهم".

وردا على سؤال عما إذا كان الأمر يدل على ان فورد قد يكون في خطر، قالت ان "حراس السفير تمكنوا من معالجة الوضع والحادث انتهى بسلام وغادر السفير المكان".وتابعت "فى هذا الإطار، أنها محاولة فاشلة لتحويل انتباه العالم عما يحصل فعلا في سوريا مع الشعب السورى".

زر الذهاب إلى الأعلى