قدم مدير عام شبكة الجزيرة القطرية وضاح خنفر استقالته وتم تعيين القطري احمد بن جاسم بن محمد آل ثاني خلفا له، بحسب ما اعلنت القناة.
واعلن خنفر الفلسطيني الجنسية استقالته بعد ثمانية اعوام امضاها في منصبه في رسالة وجهها إلى العاملين في المحطة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وكتب خنفر "كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في ان اعتزل الادارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورا رغبتي هذه".
يذكر ان قطر الدولة الغنية بالغاز والنفط انشات في تشرين الثاني (نوفمبر) 1996 قناة الجزيرة التي احدثت انقلابا في وسائل الاعلام المرئي الذي كان خاضعا كليا انذاك للسلطات الرسمية.
واشاد خنفر الذي عمل مراسلا للقناة في جنوب افريقيا وافغانستان والعراق قبل ان يتم تعيينه مديرا عاما لها ب"الرعاية التي اولتها قطر شعبا وقيادة للجزيرة".
واكد ان الانظمة خافت "من هذا المخلوق الجديد وحاربته بكل صرامة، بالإشاعات أولا، ثم بالاحتجاج لدى الحكومة القطرية، ثم بالاستهداف المباشر لمراسلي القناة ومكاتبها، وصولا إلى الاعتقال وإغلاق المكاتب، ثم في حجب إشارتها والتشويش على بثها، كل ذلك والجزيرة ماضية في طريقها التحريري القويم".
واعتبر ان المشاهدين "منحوا الجزيرة ثقتهم" بعدما "انحازت لهم في شوقهم للتحرر والكرامة والانعتاق، وأن شاشتها تنتمي إلى عالمهم هم، ليست وافدة مما وراء البحار، ولا حاملة لأية أجندة سياسية أو حزبية أو أيدولوجية، وأنها تؤمن بمنح الجميع صوتا، حتى أولئك الذين آذوها واعتقلوا أبناءها".
واضاف خنفر في رسالته ان "الثقة التي منحها الناس للجزيرة كانت عن سابق وعي وتمحيص، ومع ذلك فلن يكون جمهورنا رفيقا بنا إن أخطأنا، وهذا خير ضمان لاستمرار الجزيرة في طريقها ونهجها".
ولفت انه حرص خلال توليه ادارة القناة طوال ثمانية اعوام على ان يحافظ على "غرفة أخبار مستقلة تحترم عقول المشاهدين وتنحاز إلى وعيهم الجمعي بمهنية ومسؤولية".
وختم خنفر ان "الجزيرة قوية بمنهجها وثابتة بانتماء ابنائها ولا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لافكار مبدعة".
واعلنت القناة انه تم تعيين الشيخ احمد بن جاسم ين محمد ال ثاني مديرا عاما للشبكة خلفا لخنفر، من دون ان توضح اسباب استقالته.
وتاتي هذه الاستقالة بعد اقل من شهر من نشر موقع ويكيليكس لبرقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الاميركية في قطر تشير إلى ان خنفر وافق على التخفيف من حدة بعض المواد التي نشرتها الجزيرة على موقعها على الانترنت بعد قيام مسؤولة العلاقات العامة في السفارة بانتقادها خلال لقاء معه في الدوحة.
كما لمحت البرقية ذاتها التي يعود تاريخها إلى تشرين الاول (اكتوبر) 2005 إلى وجود نوع من التفاهم بين الولايات المتحدة والجزيرة حول مضمون ما تبثه القناة.
والمدير الجديد للجزيرة بحسب قرار تعيينه "يحمل بكالوريوس في هندسة البترول ودراسات عليا (ماجستير) في الإدارة المتكاملة للمشاريع البترولية من لندن وفرنسا و قد تدرج منذ العام 1991 في عدة مناصب في شركة قطر غاز ولديه خبرة خارج دولة قطر في بعض الشركات العالمية".