اتسع نطاق القتال بين القوات اليمنية والقوات المناهضة للحكومة في العاصمة اليمنية يوم الخميس وقتلت نيران القناصة اثنين من المحتجين واصابت 14 اخرين مما يقلص فرص التوصل إلى حل دبلوماسي يحول دون انجراف البلاد إلى حرب أهلية.
وهزت المعارك المسلحة وطلقات المدفعية بين القوات الحكومية وقوات الجيش التي انشقت وانضمت إلى حركة الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح المناطق قرب "ساحة التغيير" وهو الاسم الذي اطلقه المتظاهرون على الشارع الذي يعتصم به الاف المحتجين منذ ثمانية اشهر مطالبين بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما.
وتجدد القتال في انحاء صنعاء مع تعالي اصوات الانفجارات والرصاص في حي الحصبة وهو الحي الذي يعيش فيه الزعيم القبلي القوي صادق الاحمر المعادي لصالح. وجر القتال بين رجاله والقوات الحكومية اليمن إلى شفا الحرب الاهلية منذ بضعة أشهر قبل التوصل إلى وقف لاطلاق النار.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية في بيان ان سبعة اشخاص قتلوا في اشتباكات يوم الخميس حتى حلول المساء من بينهم اثنين من القوات الحكومية ورجلي قبائل مسلحين. وقتل حارس منزل أحد الشخصيات المعارضة البارزة عندما قصف موالون لصالح المنزل.
وقال طبيب في مستشفى ساحة التغيير ان القناصة الذين قيل انهم اعتلوا الطوابق العليا لبنايات قتلوا اثنين من المحتجين وجرحوا 14 اخرين. وفي ساحة التغيير أضرم محتجون غاضبون النار في منزل قالوا ان قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة تبرع بالدم لانقاذ المصابين.
واصيبت المفاوضات بشأن الانتقال السلمي للسلطة بالجمود وقال مبعوث الامم المتحدة لليمن ان البلاد ستنهار اذا لم يتم التوصل إلى حل سريع بين أنصار صالح ومعارضيه.
ويقضي صالح الان فترة نقاهة في السعودية بعد محاولة اغتياله الفاشلة في يونيو حزيران. وتفجر الموقف المتأزم في اليمن يوم الاحد الماضي على شكل مواجهات عسكرية ساخنة خلفت 86 قتيلا خلال خمسة أيام.
وقال جمال بن عمر مبعوث الامم المتحدة لرويترز في مقابلة "ما لم يتم التوصل إلى اتفاق .. ما لم تحدث انفراجة تؤدي إلى حل سياسي ... ستستمر البلاد في الانهيار وسينتشر العنف إلى مناطق أخرى من البلاد."
واضاف أنه من الضروري ان يحسم اليمنيون رأيهم وان يتفقوا على طريق معقول للخروج من هذا الموقف.
وتقلصت الامال في التوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار بين القوات الحكومية وجنود تابعين لضابط كبير انشق على صالح في مارس اذار حتى يمكن التوصل عن طريق الوساطة إلى اتفاق يتنحى الرئيس بموجبه عن الحكم وتبدأ عملية الاصلاح.
ولم يصمد وقف اطلاق النار الذي دعا اليه نائب الرئيس اليمني الذي يدير شؤون البلاد سوى بضع ساعات.
وقال مسؤول بارز من المعارضة لرويترز "تجري مناقشة بعض المبادرات من أجل التوصل إلى حل سياسي تحت اشراف جمال بن عمر ونأمل في نجاح تلك الجهود."
وفي مؤشر اخر على تفاقم الاوضاع وتعثر اتفاق لانهاء ثمانية أشهر من الاحتجاجات ضد صالح غادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء مساء الاربعاء خالي الوفاض بعد يومين من السعي لاقناع الاطراف بالتوقيع على اتفاق لنقل السلطة وانهاء الازمة.
وكان الاتفاق يقضي بتنحي صالح عن السلطة في غضون أشهر من توقيعه. وكان الرئيس اليمني قد وافق على المبادرة الخليجية من قبل لكنه تراجع ثلاث مرات عن توقيع الاتفاق.
ويثير تدهور الاوضاع في اليمن قلقا في الخارج لان الحكومة المركزية اهتزت مخلفة فراغا يشغله متشددو القاعدة وفصائل انفصالية قرب ممرات ملاحية حساسة لشحنات النفط في البحر الاحمر وخليج عدن.
وتمثل الاشتباكات المتصاعدة بين القوات الموالية لصالح والجنود الذين انضموا للمعارضة أسوأ سيناريو للدبلوماسيين الذين يحاولون وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لنقل السلطة بينما يتماثل صالح للشفاء في السعودية.
ويمكن للفوضى ان تكون تربة خصبة للقاعدة التي تمكن اعضاؤها خلال الاشهر القليلة الماضية من السيطرة على عدد من المدن في محافظة استراتيجية تقع قرب ممرات شحن هامة للنفط.
وقتل أكثر من 400 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد صالح في يناير كانون الثاني.
من اريكا سولومون