أكد الدكتور عبدالرحمن الولي مبعوث ايات: بن علي فهم شعبه بعد أسبوع فلماذا لا يفهم صالح شعبه بعد 8 أشهرالمجلس الوطني للثورة في اليمن إلى كل من مجلس حقوق الإنسان بجنيف ومحكمة الجنايات الدولية في لاهاي أن انتصار الثورة في اليمن مسألة وقت، وقال الولي في حوار مع “ال خ ل ي ج” خلال وجوده في روما إن الرئيس على عبدالله صالح لم يعد أمامه من خيار إلا التنحي، وأشار الولي وهو أستاذ محاضر في جامعة صنعاء إلى أن الأحزاب اليمنية لم تتمكن من تطوير أدائها لحسم الأمر، واعتبر مواقف صالح من المبادرة الخليجية بأنها مراوغة لكسب الوقت، وتالياً الحوار:
نبدأ من حيث عودة الرئيس علي عبدالله صالح إلى اليمن، كيف تقيمون عودته؟ وهل هي محاولة لخلط الأوراق وإعادة الأزمة اليمنية إلى المربع الأول في ظل التصعيد غير المسبوق من قبل قوات الجيش النظامي؟
- عودته لا تعني لنا الكثير، فالقضية بالنسبة لنا محسومة، ولا تتجاوز كونها مسألة وقت لا أكثر وسوف تنتصر ثورتنا السلمية الشعبية بإذن الله قريباً .
أما بخصوص قراءة العودة في سياق التصعيد، فهي دليل على إرادة على عبدالله صالح في الإشراف بنفسه على عمليات القتل لاسيما أن عدد القتلى جاوز المئة شهيد في أقل من 72 ساعة على عودته .
من جهة أخرى أحيت عودته الأمل عند الثوار في القبض عليه ومحاكمته في اليمن وأمام القضاء العادل .
صرح مصدر سعودي مطلع بأن عودة صالح هي لترتيب البيت اليمني والإعداد للانتخابات على أن يغادر بعدها، كيف تنظرون إلى هذا التصريح؟
-التصريح بإعادة ترتيب البيت اليمني مناقض لما يدور في الساحة اليمنية جملة وتفصيلاً، الشعب اليمني خرج للساحات يريد تغييراً جذرياً للسلطة بطرق سلمية وبناء يمن جديد قائم على العدل والمساواة والكرامة، بعد أن وصلنا في ظل حكم صالح إلى أدنى معدلات التنمية وارتفاع مستوى الفقر، وألصق بنا تهمة الإرهاب والانتماء للقاعدة .
صالح لم يعد لديه أي خيارات سوى التنحي، ونحن نتساءل إن كان زين العابدين قد فهم شعبه بعد أسبوعين ومبارك فهم شعبه بعد ثلاثة أسابيع فلماذا لا يفهم صالح شعبه وقد مرت ثمانية أشهر؟
وما الذي منع الثورة من حسم أمرها مستغلة غيابه عن اليمن زهاء الثلاثة أشهر؟ وكيف تفسر فشل الأحزاب في التوافق لملء الفراغ السياسي الذي تركه بسفره للسعودية؟
- أعتقد أن الأحزاب لم تستطع التطوير من أدائها لحسم أمر الثورة، كما أنهم تعاملوا مع الأحداث ببطء ومن دون مقاييس استثنائية تتناسب والمتغيرات في الواقع، وهو أمر يعيبها ويحسب عليها . أما بخصوص التوافق فالأحزاب متوافقة ومتفقه على إنهاء حكم صالح، وهي في الساحة جنباً إلى جنب مع الثوار والقبائل .
فقد الصدقية
كيف تقرؤون موافقة صالح على المبادرة الخليجية مع رفض التوقيع عليها، في الوقت الذي يحاول فيه جر المعارضة إلى حوار علني من دون أي تنازلات من قبله؟
- ماهي إلا مراوغات اعتدناها من علي عبدالله صالح وتعودنا عليه طوال 33 سنة هي فترة حكمة، وفي الخمس سنوات الأخيرة تحديداً كان الحوار مع المعارضة حاضراً دوماً، وكثيراً ما كنا نصل في لقاءاتنا مع الحزب الحاكم إلى سياسات مشتركة حول إصلاح البلاد في مناحي الحياة كافة، لكن بمجرد عرضها على رئيس الحزب الحاكم يتلاعب بها ويعيدها إلى الصفر وهكذا دواليك .
صالح معروف عنه المراوغة والتلاعب في السياسة، وما موقفه من المبادرة الخليجية إلا دليل على نهجه السياسي، فكلما عرضوا عليه ديباجة طلب تعديلها، وفي نهاية الأمر رفض التوقيع وأحرج الأشقاء الخليجيين الذين توسطوا بينه وبين الشعب .
نحن نوافق على الحوار ولكن مع أشخاص لهم مصداقية، وصالح بعد رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية خسر ما تبقى له من مصداقية، ولن يكون هناك أي حوار طالما لم يوقع على المبادرة .
ثورة سلمية
مغادرة أمين عام مجلس التعاون الخليجي بعد فشل جهود الوساطة الخليجية مؤخراً وما أعقبها من عودة صالح هل هي نذير حرب أهلية، خصوصاً أن بوادرها بدأت في الظهور من خلال التصعيد العنيف الذي شهدته اليمن مؤخراً؟
- صالح منذ اليوم الأول للثورة حاول جرنا إلى حرب أهليه وإلى استخدام العنف في التظاهر، ولكن الشعب اليمني فهم مخططه وأصر على الاستمرار في ثورة سلمية رغم كمية السلاح الموجودة في اليمن، وسوف تبقى سلمية إن شاء الله ولن ننجر إلى العنف أبداً . وستكون مثالاً على تحضر هذا الشعب العريق وحسه الإنساني والأخلاقي .
الحراك الجنوبي
وماذا بخصوص النزعات الانفصالية التي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة؟
- النزعات الانفصالية حالها حال الإرهاب، صناعة علي صالح وزمرته، ولا أساس لها من الصحة، وأؤكد لكم شخصياً أن قيادات الحراك الجنوبي الآن انضمت إلى الثورة، وأعلنت ولاءها لها ولوحدة اليمن، وفي حال بقاء صالح لا قدر الله فسينفصلون حسب تصريحاتهم الأخيرة .
فالحراك الجنوبي كان حراكاً ضد الظلم والفساد ويطالب بالعدل والمساواة، لاسيما في قضايا مثل الأراضي المنهوبة من قبل النظام الحاكم وأقاربه وكبار المسؤولين، وهو حراك طبيعي إذا علمنا صور الظلم التي مارسها هذا النظام على أهلنا في الجنوب والأمثلة كثيرة، والشعب اليمني يعرفها، من مثل استيلاء أحد أقارب الرئيس على أراض شاسعة في المحافظة الجنوبية تقدر مساحتها بمساحة دولة مثل البحرين، في الوقت الذي يستأجر فيه السكان الأصليون للمنطقة الأراضي والبيوت من هذا الشخص . أيعقل هذا؟
هل هناك خطوات تصعيدية على المستوي الدولي من طرفكم؟
- بالطبع، فقد توجهنا يوم الاثنين 91سبتمبر/أيلول إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف وطرحنا ملف جرائم نظام صالح على أعضاء المجلس وطالبناهم بإحالة الملف إلى مجلس الأمن مباشرة، ويوم الخميس الذي يليه توجهنا إلى لاهاي، حيث اجتمعنا بمسؤولين في محكمة الجنايات الدولية من خلال تنسيق موسع يضم عدداً كبيراً من المنظمات الحقوقية والسياسية، وخلال الاجتماع طلب منا مستشار “أوكامبو” توثيق وتسجيل كل ما يدعم ملفنا، ورددنا عليه بالأدلة والبراهين التي تثبت أن علي عبدالله صالح ومساعديه ومسؤولين في الحكومة شاركوا من خلال مراكزهم الحكومية في عمليات قتل ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وفقاً لما نصت عليه اتفاقية روما .
هل لكم من كلمة أخيرة؟
- أحب أن أوجه رسالة لإخوتنا في الخليج من خلال منبركم، أقول لهم إن اليمنيين أشقاؤكم، وقد كانت لدينا نية صادقة في إنهاء الأزمة من خلال مبادرتكم، ولكنكم تعرفون أكثر منا أن علي عبدالله صالح راوغ مرات ومرات كي لا يوقع عليها، فوقعنا نحن وأنتم في فخ سياسي حفره لنا جميعاً، وآمل منكم أن تقدروا خروج شعب لمدة ثمانية أشهر يطالب بإسقاط نظام كان وراء تقهقر البلاد والعباد، وإرادة الشعوب لا تراجع فيها وحتماً هي من سينتصر، فقفوا مع الشعب ولا تقفوا مع فرد، ونحن ما زلنا نعول عليكم ونناشد فيكم الضمائر الحية وعروبتكم وإنسانيتكم أن ترفعوا أيديكم عنه وتدعموا الشعب اليمني .