استنجدت الحكومة اليمنية بالولايات المتحدة من اجل الضغط على المعارضة للعودة إلى طاولة الحوار لكي تتلافى مناقشة ملف اليمن في مجلس الأمن الدولي. وتماشيا مع ذلك امر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بإزالة بعض المظاهر المسلحة في شوارع العاصمة، تزامنا مع استمرار السكان بإخلاء منازلهم، تحسّباً لاندلاع معارك عنيفة بعد أن ازدادت كثافة انتشار القوات الحكومية والمؤيدين للثورة في الشوارع والأزقة بشكل غير مسبوق، وباشر أهالي عدد من الأحياء وبينها حي هائل في النزوح.
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» ان علي صالح ونائبه الفريق عبدربّه منصور هادي استنجدا بالولايات المتحدة من اجل الضغط على المعارضة للعودة إلى طاولة الحوار لكي تتجنب مناقشة ملف اليمن في مجلس الامن الدولي. وحسب المصادر فإن الرئيس صالح ونائبه كلفا المستشار السياسي للرئيس د. عبدالكريم الارياني من اجل ان يقنع الأميركيين بالضغط على المعارضة للموافقة على عقد اجتماع عاجل لمناقشة القضايا الخلافية في آلية التنفيذ التي اقترحها مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، وحتى يمكن ارجاء مناقشة مجلس الامن لملف اليمن واتخاذ قرار دولي يعتبر المبادرة الخليجية والالية التنفيذية ملزمة لكافة الاطراف.
تنفيس وتهدئة
وطبقا لهذه المصادر فإن صالح وفي اطار هذه المساعي اعطى الضوء الاخضر للجنة العسكرية المكلفة بسحب القوات الحكومية والمسلحين من شوارع صنعاء للبدء بعملها، حيث بدأت امس بإزالة بعض المتاريس بالقرب من شارع الزبيري الذي يفصل بين منطقتي نفوذ القوات الموالية للرئيس وتلك التي انشقت عن نظام حكمه بقيادة اللواء علي محسن الاحمر .
تخوّف ونزوح
اما في حي هايل في غرب العاصمة، فبدأ عدد من السكان بإخلاء بيوتهم وانتقلوا إلى مناطق أخرى، تحسّباً لاندلاع معارك عنيفة في الأيام المقبلة بعد أن ازدادت كثافة انتشار القوات الحكومية والمؤيدين للثورة في الحارات والشوارع والأزقة وإقامة المتاريس بشكل غير مسبوق.
وأفاد عدد من سكّان المنطقة المطلة والقريبة من شارعي الزراعة و20 بأنهم يخشون انفجاراً وشيكاً للأوضاع العسكرية والأمنية، وتكرار ما حدث ليلة الجمعة السبت قبل الماضية من محاصرتهم لأكثر من 12 ساعة وسط إطلاق نار كثيف باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة أمام منازلهم، ولم يتمكّنوا من الخروج لقضاء احتياجاتهم إلا بعد أن رفعوا الرايات البيضاء للقنّاصة من الجانبين كي يسمحوا لهم بالخروج. وقال السكان إن أحداث الأيام الماضية ألحقت أضراراً بالغة بمنازلهم.
حيث أصيبت المنازل والمحلات التجارية المطلة على شارع هايل و20 والشوارع الفرعية المؤدية إلى شارع الزراعة من ناحية الدائري، بقذائف وأعيرة نارية أدّت إلى إحداث فجوات في جدران المنازل وتحطيم القمريات وتكسير زجاج النوافذ، ما أدّى إلى إحداث حالة من الرعب والخوف والارتباك بين النساء والأطفال.
واكد السكان أنهم أجبروا تحت وابل من النيران على الخروج مع زوجاتهم وأولادهم إلى منازل اقارب لهم في المنطقة الجنوبية من صنعاء حيث الهدوء اكثر هناك.