arpo28

"باب" للدم في تعز و"نافذة" للتهدئة في صنعاء

تحركت آلة الموت في اليمن باتجاه الجنوب من صنعاء، لتفتح “باباً” للدم وتحصد أرواح سبعة أبرياء وتصيب نحو خمسين آخرين، حيث كانت تعز على موعد مع يوم جديد من دماء تسيل في معظم مناطق البلاد منذ ثمانية أشهر، في وقت فتحت نافذة تهدئة في العاصمة بإزالة المتاريس والنقاط العسكرية وفتح الطرقات المغلقة .

وقصفت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، بلا رحمة، معظم أحياء تعز من مختلف الاتجاهات، حيث تحولت المدينة إلى ساحة لتجريب كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وأمضى سكان المدينة وقتهم تحت أصوات دوي قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ، التي هزت أحياءهم في ليلة دامية، وذلك في إطار هجوم منسق شنته قوات اللواء 22 حرس جمهوري والأمن المركزي، الموالية للرئيس صالح على أحياء متفرقة من المدينة .

وسبق عمليات القصف اجتماع ترأسه مدير أمن محافظة تعز العميد ركن عبدالله قيران والعميد مراد العوبلي قائد اللواء 22 حرس جمهوري، المرابط في منطقة الجند في ضواحي المدينة تعز وفي معسكر الحرس الملاصق للقصر الجمهوري .

ويقول ناشطون حقوقيون ومعارضون إن مدينة تعز تعرضت ليلاً لقصف عنيف من جميع الاتجاهات، وإن أسلحة جديدة استخدمت لأول مرة في قصف أحياء المدينة في حين تولى القناصة قتل سائقي الدراجات النارية الذين كانوا يتولون إسعاف المصابين .

وفي حين فُتح “باب للدم” في تعز، فُتحت “نافذة صغيرة” للتهدئة في العاصمة صنعاء، بعد ما بدأت قوات حكومية وأخرى موالية للثوار بإزالة ورفع متاريس ونقاط تفتيش عسكرية في مناطق التماس، خاصة التي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة خلال الأسابيع القليلة الماضية ومن بينها شارع الزبيري، وشوهدت الجرافات وهي تقوم بإزالة أكوام الرمل من الشوارع تمهيداً لإعادة الحركة إلى الشوارع ورفع الحصار المطبق على المدينة منذ أشهر عدة .

وأكدت مصادر في اللجنة الأمنية المكلفة إزالة المظاهر المسلحة بصنعاء ل”الخليج” أن هذه الخطوة جاءت عقب التوصل إلى اتفاق بين اللجنة وقائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر بنزع فتيل التوتر في مناطق التماس بين القوات الحكومية والموالية للثورة ، وأن مساعي حثيثة تبذل حالياً لإزالة التحصينات والمظاهر المسلحة في حي الحصبة من خلال التفاوض مع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر .

وذكرت المصادر أن قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري انسحبت من 7 مواقع كانت تنتشر في شارع الزبيري، حيث قامت بسحب الآليات والمعدّات العسكرية الثقيلة من نقاط التماس في شوارع الزبيري وهائل و20 والزراعة وإزالة المتاريس التي كانت قد أغلقت طرقاً رئيسة وشوارع مهمة وأطبقت حصاراً على سكان العاصمة .

سياسياً، ينتظر اليمنيون ما ستحمله الساعات المقبلة من نتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي سيستمع إلى تقرير إحاطة بالوضع في اليمن من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الذي غادر البلاد قبل ثلاثة أيام من دون نتيجة .

وقد حمل ابن عمر الرئيس صالح مسؤولية إفشال مهمته للتقريب بين مختلف الأطراف السياسية وحل الأزمة القائمة في البلاد لرفضه التوقيع على المبادرة الخليجية، ما عرقل تنفيذها .

زر الذهاب إلى الأعلى