وصفت توكل كرمان في حديث مقتضب ل”الخليج” فوزها بجائزة نوبل للسلام بأنه تقدير دولي رفيع لسلمية ثورة الشباب السلمية وتكريم للشعب اليمني الذي قالت إنه تخلى عن ثقافة السلاح وخرج للاعتصام في الساحات العامة للتعبير بصورة سلمية عن تطلعاته في فرض التغيير للنظام الحاكم، القائم في البلاد منذ عشرات السنين.
واعتبرت كرمان، وهي المرأة العربية الوحيدة التي منحت جائزة نوبل تقديراً لدورها النضالي المؤثر في تصعيد فعاليات الثورة المناهضة لنظام صالح، في حديثها ل”الخليج” أن منحها جائزة نوبل للسلام للعام 2011 “يمثل انتصاراً لثقافة السلام في مواجهة قمع وتسلط الأنظمة السياسية المستبدة وتكريماً لإسهامات المرأة اليمنية التي صمدت ولاتزال إلى جانب الرجال والشباب في ساحات الاعتصام الاحتجاجي الممتدة في 17 محافظة يمنية” .
وأكدت كرمان إصرار وتصميم كل مكونات الثورة الشبابية والشعبية القائمة في اليمن على مواصلة النهج السلمي للفعاليات الثورية الهادفة إلى تحقيق الحسم الثوري .
وجددت الدعوة إلى “جميع اليمنيين واليمنيات الذين لايزالون يقفون على الحياد، إلى المسارعة للالتحاق بساحات الاعتصام ودعم الثورة الهادفة إلى إزالة نظام الرئيس علي عبدالله صالح وإعادة بناء اليمن على أسس جديدة ومتطورة ومغايرة ترتكز على معايير العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والاهتمام ببناء الإنسان اليمني، الذي يستحق أن يعيش حياة أفضل من التي يعيشها اليوم في ظل هذا النظام المتخلف الذي أعاد اليمني قروناً إلى الوراء” .
وأعربت الأمانة العامة للجامعة العربية عن سعادتها بحصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام، وقدرت في بيان أصدرته أمس (الجمعة) “دور توكل الرائد في النضال السلمي من أجل حماية حقوق المرأة اليمنية والعربية وجهودها من أجل بناء الديمقراطية وتحقيق السلام في اليمن” .
واعتبرت الجامعة هذا التكريم الدولي للناشطة الشابة توكل كرمان تكريما لها وللنساء اليمنيات والعربيات في سعيهن لنيل فرص متساوية للتأثير والمشاركة الفاعلة في مجتمعاتهن ووضع حد للتهميش الذي تعاني منه المرأة، مشيرة إلى أن فوز امرأة عربية بهذه الجائزة يشكل اعترافاً دولياً بأهمية ومحورية دور المرأة العربية في بناء مجتمع الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية وفي المشاركة في قيادة المساعي السلمية للإصلاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إطار يضمن حقوقها ويفتح الآفاق أمامها واسعة من أجل تحقيق طموحاتها .