رئيسية

الصعوبات الاقتصادية تجبر اليمنيين على التخلي عن الاضاحي

أضحية العيد التي اعتاد أغلب اليمنيين على الالتزام بها في هذه المناسبة الدينية، على ما يبدو أن كثيراً منهم سيضطرون مكرهين هذه السنة إلى التخلي عن التزامهم المعتاد نتيجة للصعوبات الاقتصادية التي تزايدت حدتها في الأجواء المضطربة التي يعيشها اليمن منذ تسعة أشهر.

ويقول الدكتور عبدالإله الكبسي أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز: الأوضاع غير الطبيعية خلفت نتائج سلبية، فالعملة اليمنية تتراجع، والشلل شبه التام يضرب المؤسسات الحكومية، والحركة التجارية تجمدت جراء حالة الحرب الأهلية المهيمنة على البلاد، واستمرار الاحتجاجات في ميادين وساحات التغيير، والمواجهات المسلحة الحاصلة هناك وهناك، وضبابية أفق المشهد السياسي، جميعها أدت إلى تعليق العديد من الأنشطة وتجمدت أعمال الكثير من الناس.

وتكبد كثير من اليمنيين خلال الأشهر الماضية خسائر لم تكن في حسبانهم، حيث أنفقوا أموالهم، إما على الانتقال من مناطق التوتر إلى الأحياء الآمنة أو إلى قراهم، فأسعار المواصلات والنقل ارتفعت بنسبة كبيرة نتيجة لتزايد أسعار المحروقات والطاقة وتصاعد أسعار المواد الأساسية جراء ذلك ما اثر في ميزان نفقات الأسر اليمنية في الوقت الذي تقلصت مداخيلهم وتراجعت فرص الأعمال بشكل غير مسبوق.

ويقول عبد ناجي تاجر مواشي في سوق المواشي الشهير بمدينة القاعدة: من خلال معاملات السوق الأولية متوسط ارتفاع أسعار المواشي هذا العام حوالي 25 %، وهي كما يرى ناجي نسبة منخفضة إذا ما قورنت بارتفاع أسعار بقية المواد والسبب في رأيه قلة الطلب على الأضاحي.

أما الأديب والشاعر اليمني طه الجند يقول: إن أضحية العيد بالنسبة له أصبحت من ذكريات الماضي عندما كان ينعم بوفرتها في القرية حيث يتوافر الكلأ والمرعى ولكل عائلة قطيعها الخاص من الماشية كما لكل منزل حظيرته.

آخرون رغم عوزهم وفقرهم ورغم تقلب عوائد الزمن عليهم، لا يفرطون في نيل ثواب السنة النبوية في هذه المناسبة الدينية، ولذلك يحرصون على تدبيرها بطرق مختلفة، إما باشتراكهم بذبيحة، أو بتربية أضحيتهم من وقت مبكر كأن يشترونها صغيرة بثمن زهيد، أو يعهدون بها إلى أقاربهم في الريف قبل أوان المناسبة.

القصاب أحمد الغرارة يرى أن سوق الماشية في العاصمة صنعاء يخيم عليه الركود، مشيراً إلى أن شبح الحرب وغياب الاستقرار الأمني، قلص مبيعاته من اللحوم بحوالي 80 %، متوقعاً أن يستمر ذلك الركود حتى خلال عيد الأضحى.

زر الذهاب إلى الأعلى