أرشيف محلي

خبير: توقيع المبادرة لا يعني انتهاء خيار الحرب وبن عمر يُذكر بالأخضر الابراهيمي

أعتبر الباحث والخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة علي محمد الذهب إن التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن "لا يعني انتهاء خيار الحرب"، مضيفاً "خيار الحرب قائم على أسوأ تقدير، ولكن بصورة غير الصورة التي لو جرت بها في الوقت الراهن".

وقال الذهب في تصريح لـ"نشوان نيوز": " لا زلت أؤمن أن الحرب امتداد للسياسة، ولذلك فخيار الحرب قائم لدى الطرفين، لأن الطريق السياسي لحل الأزمة موصد، ولو استكمل أي طرف ما يمكنه الأخذ بخيار الحرب لبدأ دون تردد، غير أن ذلك لن يحصل في الوقت القريب، لكنه يظل خيارا مؤجلا، حيث أن تقديرات الموقف لاتخاذ قرار الحرب-كما يبدو لي- ليست مطمئنة لكل منهما لتحقيق مكاسب مؤكدة وحاسمة، فضلا عن عدم الوضوح الكافي للموقف الإقليمي والدولي على نحو ما كان باديا في شأن ليبيا وسوريا، مع توافر البدائل السياسية المطروحة التي تطيل من أمد الأزمة".

وقال علي الذهب: "قد يكون بديهياً لكل متابع للأحداث التاريخية عموماً، أن نهاية أي أزمة سياسية غير موفقة دبلوماسياً هي الحرب، لأنه سيكون لأيٍّ من الطرفين أو كليهما مبرراته في مقابل ذلك النزوع، فمن لا يؤمن بخيارات السلام إنما يتهيأ للحرب، ولا بد أن يواجَه ذلك بمثل ذلك التوجه".

وأضاف: "دون شك؛ فإن الرئيس صالح بات يعي صِفرية قيمة المقولة: "من أراد السلام فليستعد للحرب" التي تجري على ألسن القادة العسكريين في فترات السلم أو في فترة التهيئة للحرب، لأن من سيعلن عليه الرئيس صالح حربه ليس عدواً، بل صاحب حق اسمه اليمن، تجسّد في التفاف شبابٍ آمنوا أن الحقوق لا تعطى امتناناً، بل تؤخذ عنوة، وأن شرعية الثورة الشعبية اليوم تقول للوطن المتجسد في شبابه الثائر: إن الكيَّ آخر وسيلة لإبراء الأسقام".

واستدرك الذهب: "حتى لا أوصف بمسعر حرب، أقول: إن هذا الخيار يتنافى مع ما اتسمت به هذه الثورة منذ افتراش شبابها عرصات الحراك الثوري، مطلع هذا العام، فعليهم الثبات على هذا المبدأ وعدم الانحراف عن هذا النهج، حتى لا تُنصب لهم الفخاخ المجهضة لثورتهم، وتغدو ثورتهم بعد ذلك أحاديثاً، ما لم يكن هناك فعل سلطوي قمعي مسلح واسع النطاق، يرمي إلى وأد الثورة في مهدها وإجهاض مولودها الذي يتكامل نموه يوماً إثر يوم، فإن الخيار الثوري المسلح سيكون مقبولاً ومبرراً، لأنه ردٌّ وقائي تبرره الشرائع السماوية".

وحول إذا ما كان الرئيس علي عبدالله صالح لا يزال يملك بعض الخيارات السياسية التي تقف بينه وبين الأخذ بخيار الحرب قال الذهب: "في الوقت الراهن، لم يتبقَّ لديه سوى بعض الفرص، لكنه يستثمر -من وقت لآخر- مرافقات أخطاء المرحلة، ويعمل على جوهرتها بطريقته، وهي وإن كانت محدودة لكنها شديدة الخطر، ولا يسع الإشارة إليها هنا، لكنها واضحة لكل مُلِم، وقد خَبِر -في الوقت ذاته- أن التعامل مع المتغيرات القادمة للثورة -إن استطاع المماطلة- ستتيح له فرص التعامل معها على ذات الطريقة التي تعامل بها خلال الأشهر الماضية من عمرها، والاستفادة من تراخي الموقف الإقليمي تجاهها، وانسحاب ذلك على الموقف الدولي".

واعتبر الذهب إن الرئيس صالح محبط لأنه يتعامل مع خصوم يعرفونه جيداً وقال: "بين فرص الدبلوماسية وخيارات الحرب " نجد الرئيس صالح محبطاً أشد الإحباط، وسط خصوم يتمتعون بدراية تامة عن كيفية تفكيره وطرق تعامله مع الأحداث، ولذا؛ فإن كل خطوة يخطوها لاحتواء الثورة تقابل بما يفقد تلك الخطوة قيمتها وتأثيرها"..

لكن الذهب حذر من الوضع الراهن واعتبر "أن ترددات الصورة التي تطل بها الثورة الأزمة، والأزمة الثورة، في هذه الأيام بالذات، تبعث على إعمال التنبه والحيطة أكثر، لأن متغيرات الحل وأدواته، وسيرورة التسوية المدللة للنظام تعود بالذاكرة إلى أزمة صيف عام 1994م".. وأوضح أن ما "يعزز هذه الرؤية المواقف المتباينة لبعض دول الجوار، والمستجدات السياسية في أراضيها، وفي الطريقة التي تدار بها الأزمة في الأيام الحالية، بل ويكاد يذكرنا المبعوث الأممي جمال بن عمر بالمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لعام 1994م، ويذكرنا قرار مجلس الأمن رقم 2014 بقراريه رقم 924، ورقم 931 في ذات العام".

زر الذهاب إلى الأعلى