اعتبر محمد ناجي علاو، القيادي في المعارضة اليمنية، أن القوى المناهضة لحكم الرئيس علي عبدالله صالح أخطأت سياسياً من خلال تأكيد نيته التوقيع على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية الثلاثاء، مضيفاً أن النظام يتذرع بالتفاصيل لضرب الاتفاق.
وطالب علاو في اتصال مع CNN بالعربية المبعوث الدولي، جمال بن عمر، بتسمية الأطراف التي تعطل الحل خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن، كما اتهم صنعاء بالوقوف خلف التحركات العسكرية الأخيرة للحوثيين.
وقال علاو: "أنا شخصياً لا اعتقد أن علي عبدالله صالح سيوقع، ولا يمكن تصديق أي شيء يتعهد به إلا بعد أن ينفذه فعلياً."
وحول إعلان القيادي المعارض محمد سالم باسندوة عزم صالح توقيع الآلية التنفيذية الثلاثاء قال علاو: "كان من الخطأ أن يقوم باسندوة بتأكيد الخبر في حين أن صالح سيتذرع بالتفاصيل، وبينها أن لديه شرعية دستورية وأن الاتفاق يجب أن يكون تحت سقف الشرعية."
وأضاف: "صالح يتذرع بالدستور في حين أنه يطالب بالبقاء في منصبه تحت صفة رئيس فخري بعد تفويض صلاحياته لنائبه عبدربه منصور هادي، وهذا أمر مخالف للدستور الذي لا يقر هذه الحالات. كما أن يطالب بأن يحتفظ أولاده وأقاربه بمناصبهم العسكرية، وأنا أرى أن هذه التفاصيل ستبدل كل الاتفاق وتفرغه من مضمونه، بينما نحن نصر على رحيل صالح خلال شهر، ولذلك فأنا أظن أن المعارضة ترتكب خطأ."
وحول إمكانية عودة الملف اليمني بقوة إلى مجلس الأمن قال علاو: "مجلس الأمن سيجتمع في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن الأمر بيد جمال بن عمر، وعليه أن يحسم أمره ولا يجب أن يعطي صالح فرصة جديدة. وما يحيرنا فعلاً أن بن عمر كان خلال الفترة الماضية يواصل تصديق أكاذيب صالح، ولكن لدينا معلومات أنه لن يفعل ذلك مستقبلاً، وأنه سيقوم بتحديد هوية الجهة المعطلة."
وحول المعارك الدائرة في مناطق شمالية بين الحوثيين وقوى إسلامية على صلة بالمعارضة اليمنية، وخاصة التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون) وقوى سلفية قال علاو: "الحوثيون عبارة عن جماعة مسلحة مثل تنظيم القاعدة، وهم يعملون وفق العقيدة وليس لديهم رؤية سياسية، والنظام ينسق معهم لإحداث إرباك يفقد المبادرة قيمتها."
وتابع بالقول: "من مصلحة النظام إحداث معارك جانبية لتشتيت انتباه أحزاب اللقاء المشترك والتجمع الوطني للإصلاح، وأعتقد أن مصالح الحوثيين التوسعية على الأرض تتوافق في هذا الأمر مع رغبات النظام، وربما هو من يمول لهم هذه الحرب."
يشار إلى أن تقارير صحيفة كانت قد أشارت إلى أن السلطة والمعارضة في اليمن بطريقهما إلى توقيع اتفاق نهائي لآلية تطبيق المبادرة الخليجية التي تنظم نقل السلطة في البلاد، على أن يقوم صالح بتوقيعها، إلى جانب نائبه وقيادات في حزب المؤتمر الحاكم.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن نائب وزير الإعلام اليمني، عبده محمد الجندي، قوله الأحد إن هناك ما وصفها ب"مؤشرات إيجابية" حول قرب التوصل إلى الاتفاق، متوقعاً أن يصار إلى التوقيع على الآلية الثلاثاء.
ومنذ مطلع العام الحالي، تشهد اليمن حركة احتجاجات عنيفة، ينادي فيها المحتجون برحيل صالح بعد 33 عاماً في السلطة، وتصدت القوات الحكومية للدعوات الشعبية بالرصاص الحي، وفق مصادر طبية ومن المعارضة.