سلم معارضون يمنيون إلى مسؤول قسم اليمن بوزارة الخارجية الألمانية، رسالة تطالب حكومة المستشارة أنجيلا ميركل باعتقال ثلاثة مسؤولين كبار في نظام الرئيس علي عبد الله صالح، متهمين إياهم بالضلوع في جرائم قتل لمدنيين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر بمدن يمنية مختلفة.
وجرى تسليم هذه الرسالة ضمن مظاهرة نظمها طلاب ومبتعثون يمنيون بعد ظهر الجمعة أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين، احتجاجا على استمرار قتل القوات الموالية لصالح للمتظاهرين المطالبين بسقوط النظام.
وطالب المشاركون في هذه المظاهرة -التي جرت في أجواء ماطرة- الحكومة الألمانية بتجميد أرصدة واستثمارات بالملايين قالوا إنها للرئيس صالح وأسرته وكبار أعضاء نظامه في مصارف وأنشطة اقتصادية ألمانية.
وأوضح مسؤول المبادرة الشبابية من أجل يمن جديد في ألمانيا منصور الشرفي أن المظاهرة تهدف إلى حث المسؤولين الألمان على اعتقال رشاد العليمي مستشار علي عبد الله صالح للشؤون الأمنية، وعبده بورجي السكرتير الخاص بالرئيس اليمني ومحافظ صنعاء السابق نعمان دويد.
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن المسؤولين الثلاثة المطلوب اعتقالهم وصلوا إلى ألمانيا لإجراء عمليات تجميل في مستشفياتها بعد علاجهم في السعودية، وقال إن العليمي متهم بجرائم عديدة ضد المشاركين في الاحتجاجات الشعبية المتواصلة بمدن اليمن، بينما يتهم دويد بجرائم قتل مروعة لمعارضين لصالح في مدينتي أرحب ونهم.
تجميد الأرصدة
ولفت الشرفي إلى أن الرسالة الموجهة من المتظاهرين للخارجية الألمانية طالبت أيضا بتجميد حكومة ميركل لأرصدة واستثمارات مالية للرئيس اليمني وأفراد أسرته وكبار مسؤوليه، وقال إن هذه الأرصدة والاستثمارات اعترف مسؤولون ألمان بوجودها في بلادهم.
وقال الناشط السياسي اليمني إن عودة صالح من الرياض ليصدر الأوامر والتوجيهات وكأنه لم يوقع على مبادرة تنص على نقله صلاحيته إلى نائبه، خيب آمال سياسيي أحزاب المعارضة اليمنية الذين شاركوا في التوقيع على المبادرة الخليجية، وزاد تصميم الشباب في الساحات اليمنية على مواصلة السعي لتحقيق أهداف ثورتهم وإسقاط صالح ونظامه.
واعتبر الشرفي أن قتل القوات الموالية لصالح 11 متظاهرا في مدينة تعز قبل يومين، وتصوير الإعلام اليمني صالح كمتنازل ومعارضيه كمكابرين، أظهر استخفافا من الرئيس اليمني للمبادرة الخليجية التي بدت خالية من المضمون ولم تأت بجديد.
وخلص مسؤول المبادرة الشبابية ليمن جديد إلى أن المعطيات الحالية في الساحة اليمنية تعكس رغبة صالح في تكرار سيناريو 1994 بين شمال البلاد وجنوبها وجر اليمن إلى حرب أهلية جديدة.