تسلمت الناشطة اليمنية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح عصر السبت جائزة نوبل للسلام مع الرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما غبويي في احتفال اقيم في اوسلو، وكان مناسبة لتكريم النساء اللواتي "يحملن نصف السماء".
وقال رئيس جائزة نوبل ثوربيورن ياغلاند قبل تسليمهن الجائزة، "انكن تمثلن واحدة من اهم القوى المحركة للتغيير في عالم اليوم : النضال من اجل حقوق الانسان بصورة عامة ونضال النساء من اجل المساواة والسلام بشكل خاص".
واضاف "انكن تعطين معنى للمثل الصيني القائل بان النساء يحملن نصف السماء".
وهي المرة الاولى في تاريخ نوبل التي تمنح فيها جائزة نوبل للسلام إلى ثلاث نساء.
وتسلمت الفائزات جوائزهن وسط تصفيق حار من الحضور الذي كانت على رأسه العائلة المالكة النروجية.
وقال ياغلاند في كلمته "لا يمكن لاي ديكتاتور ان يبقى بمنأى عن رياح التاريخ. ان هذه الرياح هي التي دفعت الالمان إلى تسلق جدار برلين وهدمه، وهي نفسها التي تهب اليوم في العالم العربي".
وتابع "ان هذه المعركة من اجل الحريات هي التي دفعت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحاكم منذ 33 سنة إلى الموافقة على التخلي عن منصبه في شباط/فبراير المقبل، والدور الان على الرئيس السوري بشار الاسد".
واضاف ياغلاند "لقد فشل الرئيس صالح في مقاومة مطالب شعبه في مجال الحرية وحقوق الانسان، والامر سيان بالنسبة إلى الرئيس الاسد في سوريا الذي لن ينجح في ذلك ايضا".
من جانبها قالت الرئيسة الليبيرية في كلمتها "ان مجرد وجود امرأتين ليبيريتين هنا اليوم ليتقاسما المنبر مع اخت قادمة من اليمن يكشف عن الطابع العالمي لنضالنا".
وعندما انتخبت سيرليف (73 عاما) رئيسة لليبيريا عام 2005 كانت السيدة الاولى التي تنتخب رئيسا في القارة السمراء وعملت على بلسمة جراح بلد لا يزال يعاني من تداعيات 14 عاما من الحرب الاهلية (1989-2003) اوقعت ربع مليون قتيل.
وبعد اعادة انتخابها الشهر الماضي كلفت الرئيسة الليبيرية ليما غبويي العمل على اتمام المصالحة الوطنية في البلاد.
وقالت غبويي في تصريح لوكالة فرانس برس "لا توجد وصفة جاهزة للمصالحة الوطنية. وبالنسبة لبعض النساء قد يعني ذلك شيئا بسيطا للغاية مثل الحصول على الطعام لها ولاولادها".
تبلغ غبويي التاسعة والثلاثين من العمر وهي اطلقت حركة نسائية سلمية تضمنت "اضرابا عن الجنس" من اجل تسريع انهاء الحرب الاهلية عام 2003.
من جهتها تعتبر توكل كرمان المراة العربية الاولى التي تتلقى جائزة نوبل للسلام وهي شاركت بفاعلية في الثورة اليمنية واعتقلت لفترة قصيرة في اخر كانون الثاني/يناير بسبب نشاطها الفاعل في تظاهرات المعارضة.
وهذه المراة الشابة الضعيفة البنية والام لثلاثة ابناء عضو في مجلس شورى حزب الاصلاح الاسلامي المعارض، حيث عرفت بتصديها للتيار السلفي داخل هذا الحزب.
وانتقدت كرمان (32 عاما) لا مبالاة العالم ازاء الثورة اليمنية مقارنة مع الثورات العربية الاخرى.
وقالت في كلمتها "باسف وحزن اقول بان الثورة اليمنية لم تستفد من الدعم أو الانتباه الذي اعطاه المجتمع الدولي لبقية الثورات في المنطقة".
واضافت "على العالم الديموقراطي الذي يشير كثيرا إلى قيم الديموقراطية الا يبقى مكتوف الايدي امام ما يحصل في اليمن وسوريا".
والجائزة عبارة عن ميدالية ذهبية ودبلوم وشيك بعشرة ملايين كورون سويدي (نحو مليون يورو) تتقاسمه النساء الثلاث بالتساوي.
وسلمت جوائز نوبل للاداب والكيمياء والفيزياء والطب والعلوم الاقتصادية إلى الفائزين بها خلال الحفل نفسه.