اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن تحقيق تقدم في سير العملية السياسية الهادفة إلى حل الأزمة القائمة في البلاد سيظل مرهوناً بمدى توفر إرادة كافة الأطراف اليمنية للتطبيق المخلص لبنود المبادرة الخليجية .
وأشار جمال بن عمر في حديث أجرته معه “الخليج” خلال تواجده الراهن في العاصمة اليمنية صنعاء إلى أن ثمة تحديات أمنية كبيرة لا تزال تواجه سير التقدم في العملية السياسية التي أعقبت التوقيع على المبادرة الخليجية، منوهاً بأن زيارته الحالية لليمن كرست في مجملها للوقوف عن كثب على مدى التزام الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية في الرياض بتطبيق بنودها على أرض الواقع ووفق الآلية الزمنية المتوقعة .
وكشف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة عن طبيعة المداولات التي أجراها مع القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي خلال زيارة غير مدرجة على جدول أعماله قام بها أمس الأول إلى صعدة، شمالي البلاد، مشيرا إلى أنه التقى القائد الميداني للحوثيين وطلب منه أن يسهم بشكل فاعل في دعم العملية السياسية القائمة في البلاد والعمل على إنجاح تطبيق المبادرة الخليجية وأن الأخير أبدى تفهماً لهذا المطلب .
ولفت بن عمر إلى أنه شدد خلال لقاءاته بكافة أطراف الأزمة اليمنية على ضرورة التسريع بإنجاز بنود المبادرة الخليجية وتعزيز مسار الحراك في العملية السياسية والعمل بروح وطنية لتجاوز التحديات الأمنية الكبيرة التي لا تزال تواجه تطبيق المبادرة الخليجية .
وأكد المبعوث الدولي أنه قرر أن يُضمّن تقريره المقبل لمجلس الأمن الدولي توصية مشددة بضرورة بدء دعم جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة في اليمن من جراء المواجهات المسلحة التي شهدتها البلاد خلال العشرة الأشهر المنصرمة وتقديم مساعدات تمويلية عاجلة لدعم خطة إنعاش اقتصادي من المقرر أن تنجز حكومة الوفاق الوطني اليمنية إعدادها خلال سقف زمني لا يتعدى أسبوعين .
ونوه بن عمر بأن الأمم المتحدة ستدعم بقوة عقد مؤتمر دولي للمانحين لليمن في الرياض في شهر يناير ( كانون الثاني ) المقبل وهو الموعد المبدئي المقرر لانعقاده وتوسيع شبكة الدول والمنظمات المانحة لليمن لمساعدة حكومة الوفاق الوطني على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية القائمة في البلاد .
وأشار بن عمر إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يراقبان عن كثب سير التزام أطراف الأزمة اليمنية وبخاصة في ما يتعلق باستكمال إجراءات نقل السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي حدد موعدها في الـ21 من شهر فبراير/ شباط المقبل .
ووصف المبعوث الدولي النتائج التي خلصت إليه لقاءاته المتعددة التي تخللت زيارته الحالية لليمن والتي شملت القائد الميداني للحوثيين وقيادات بارزة فيما يسمى قوى الحراك الجنوبي وقيادات شبابية بساحتي التغيير والحرية بصنعاء وتعز بأنها “إيجابية”، معتبراً أنه حرص على عقد هذه اللقاءات للاطلاع على مواقف كافة الأطراف واستعداداتها لدعم العملية السياسية القائمة في البلاد .