تشهد مدينة عدن في جنوب اليمن عمليات سطوا واسعة من قبل نافذين على اراضي حكومية ، ولم تقتصر عمليات السرقة على اراضي استثمارية فقط ولكن طالت يد اللصوص اراضي لمتنفسات عدن واثارها ووصل الامر إلى قيام نافذين بالاستيلاء على ارض داخل حرم جامعة عدن.
فقد قامت عناصر وصفتها ادارة جامعة عدن بانها خارجه عن القانون بالبسط على ارض كلية الاداب بجامعة عدن وقاموا بتكسير السور والاشجار ، ووصل الامر إلى وضع مخطط داخل ارض الكلية دون اي حياء من كونه صرح تعليمي.
وفي هذا الاطار قام الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، والدكتور/سليمان فرج بن عزون نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والدكتور/محمد أحمد العبادي نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، والدكتور/خليل إبراهيم محمد الأمين العام للجامعة، وعدد من أعضاء مجلس جامعة عدن والمسئولين بالجامعة بالنزول إلى ارض كلية الاداب واطلعوا على على أعمال البسط التي تمت لأرضية الكلية، وأعمال التخطيط والتركين لبقع أراضية الكلية، وكذا عمليات التكسير لأشجار الكلية لتحويلها إلى حدود فاصلة بين بقع الأراضي التي تعرضت للبسط داخل حرم الكلية، كما تم الاطلاع كذلك على عملية التسوير غير الشرعية التي بنيت بليل والتي أحاطت بمساحة ملعب كرة الطائرة داخل حرم الكلية الذي كان الطلاب يمارسون أنشطتهم الرياضية واللاصفية فيه.
عقب ذلك قامت قيادة جامعة عدن وعدد من أساتذة كلية الآداب وبأسلوب حضاري راقي وسلمي ينم عن المكانة العلمية والوعي الرفيع لهذه النخبة المثقفة بالمجتمع، بتنفيذ وقفة احتجاجية تدين هذا التصرف غير القانوني الذي يضر بالعملية التعليمية ومستقبل الطلاب وبصروح التنوير والتثقيف وصناعة أجيال الغد.
وأستنكر المنفذون للوقفة الاحتجاجية محاولات البعض استغلال الأوضاع الحالية التي تشهدها بلادنا وقيامهم بأعمال تتجاوز الأعراف والقيم اليمنية والإسلامية وبلغ بهم الأمر مبلغ التعدي على أراضية كلية الآداب، وسرقة بعض تجهيزاتها ومحاولة الاستحواذ على مساحات من أرضيتها خصصت للطلاب وأنشطتهم اللاصفية المختلفة، وكذا للتطبيق العملي لبعض برامجهم التعليمية.
إلى ذلك تداعت رئاسة جامعة عدن وعدد من مسئولي الجامعة وأساتذة وطلاب كلية الآداب بجامعة عدن إلى لقاء موسع في قاعة أبن خلدون بكلية الآداب، للوقوف أمام هذه التعديات التي تعرضت له الكلية والبحث عن معالجات تكون بمستوى ومكانة جامعة عدن وأساتذتها، مع الاتفاق على عدم الانجرار إلى أساليب غير حضارية للاعتراض على هذا الأمر لإنهاء حالة التعدي غير القانونية على أرضية الكلية.
وقد أستهل اللقاء بكلمة للدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن الذي عبر عن تقديره لأعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن الذين أجمعوا على رفضهم لهذا التعدي على أرضية الكلية الذي لايمس الكلية وطلابها ومستقبلهم فقط، بل الأجيال القادمة والتعليم الأكاديمي.
وقال: "لقد تابعنا منذ اللحظة الأولى محاولات البسط على أرضية كلية الآداب، وقمنا بإبلاغ الأمن والسلطة المحلية بما حدث..، والجهود متواصلة مع الجهات الأمنية المختصة لوضع حد لعملية البسط، وإزالة السور المستحدث على أرضية الكلية..، مؤكداً أن ماحدث أسلوب غير متحضر لايمكن أن يقبله أحد لان هذا الكلية ليست ملك لأحد، بل هي ملك لكل المجتمع وأبناءه ولايحق لأي شخص اقتطاع أي جزء من أرضيتها والاستحواذ عليه".
وأشار الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور أن جامعة عدن حافظت طيلة المدة الماضية ومنذ بداية الأوضاع التي تشهدها في البلاد حالياً على أراضي كلياتها ومنشآتها وممتلكاتها المختلفة لكن ماشهدناه خلال الأسبوعين المنصرمين أمر مرفوض ومستهجن من كل منتسبي الجامعة والمجتمع برمته.
ونوه إلى ماتتعرض له الجامعة من عمليات تقطع على الطرقات لسياراتها ونهب لسيارة كلية الهندسة على طريق عدن، ومحاولة قتل سائق كلية الزراعة ونهب جرار الكلية الذي كان يقوده على الطريق العام بمحافظة لحج والبسط على أرضيتها، وسرقة أجهزة مختبر قسم الأحياء بكلية التربية ومحاولة البسط على أرضيتها، وكذا محاولات البسط المستمرة على أراضي الحرم الجامعي.
وأكد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور بأنه وجه منذ بداية تأزم الأوضاع التي تشهدها البلاد حالياً كل العمداء والمسئولين بالكليات والجامعة للعمل على الحفاظ على ممتلكات وأراضي منشآت الجامعة والبيانات والمعلومات الأكاديمية والإدارية للأساتذة والطلاب ودرجاتهم العلمية، وذلك إنطلاقاً من المسئولية العلمية والقيمية تجاه هذا الصرح العلمي المحترم وتجاه أبناءنا الطلاب حرصاً على مستقبلهم وعلى الجامعة التي تحتضنهم وتهيئهم لصنع المستقبل المنشود للوطن.
وأوضح أنه وبعد مرور نحو عاماً على بدء تأزم الأوضاع التي تشهدها بلادنا وبعد أن تنفس اليمنيون الصعداء..، نرى حالياً من يريد أن يذهب إلى منزلق الفوضى والبدء بعمليات السطو والفوضى والنهب وإغلاق بعض الأقسام العلمية والكليات وضرب التعليم الجامعي ومستقبل أبناءنا الطلاب، وهذا كله ليس له علاقة بأي مطلب سوى إيذاء الجامعة وطلابها بدرجة رئيسية.
وأضاف قائلاً: "قلنا مراراً أن هذه الجامعة هي لجميع المواطنين وللفقراء لأن الأغنياء يرسلون أبنائهم للخارج أو للجامعات الخاصة...، ولذلك يجب على كل المجتمع الدفاع عن هذه الجامعة وكلياتها، فهي مسئولية الجميع".
وأفاد بالقول: "أن مسئولية الدفاع والحفاظ على الكلية ليست مسئولية العميد فقط بل مسئولية الأستاذ والطالب والمجتمع كله الذي يجب أن يتضامن في موقف أخلاقي كبير كهذا، ويعلن عدم قبوله على الإطلاق لهذا التصرف غير القانوني تجاه جامعة عدن، خاصة وأن العلم هو من يجب أن يرسخ القيم في المجتمع".
الصور :-
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326191248.jpg
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326189704.jpg
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326189386.jpg
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326189057.jpg
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326193942.jpg
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/yemen/ADEN/2012/1326185007.jpg
اقراء ايضا :معالم عدن التاريخية تتعرض للنهب والتخريب ونافذون يسطون على الاراضي(صور)