قضت محكمة في القاهرة بحبس الممثل المصري عادل إمام ثلاثة أشهر بعد أن دانته ب "الإساءة إلى الإسلام" في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي، بحسب ما قال إمام.
وأكد عادل امام (71 عاما) أن "حكماً صدر ضدي بالحبس ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة إلى الاسلام" مشدداً على أنه إستأنف الحكم "وبالتالي فإن الحكم لن ينفذ".
وهذا أول حكم يصدر بسجن فنان على خلفية أعماله منذ النجاح الكبير للإسلاميين في إنتخابات مجلس الشعب إذ حصل الإخوان المسلمون على قرابة 47% من المقاعد بينما فاز حزب النور السلفي بقرابة 25% من المقاعد.
وأوضح نجم الكوميديا المصرية على مدى أكثر من 30 عاماً أن "المحكمة قضت بحسبي ثلاثة اشهر مع دفع غرامة 1000 جنيه مصري (160 دولارا تقريباً)".
واضاف أن "البعض قام برفع دعاوى قضائية على أعمال قمت ببطولتها باعتبارها مسيئة للإسلام وهذا طبعاً ليس صحيحاً فكل الأعمال التي لعبت بطولتها كانت تعرض على الرقابة ولو كان فيها ما يسيء لكانت الرقابة أوقفتها".
وأوضح إمام أن "من بين الأعمال التي يعتبرونها مسيئة للاسلام فيلم "الإرهابي" وفيلم "مرجان أحمد مرجان" ومسرحية "الزعيم"، وهي أعمال تناولت في إطار كوميدي صعود الجماعات الإسلامية المسلحة في تسعينات القرن الماضي.
وقال امام "تم الحكم علي غيابياً إلا أن محامي قام باستئناف الحكم وتحدد موعد لبدء نظر القضية أمام محكمة إستئناف القاهرة في الثالث من نيسان(أبريل) المقبل".
وأشار إمام إلى أن "الكثير من ناشطي حقوق الإنسان والكثير من الفنانين قاموا بالإتصال بي للإطمئنان علي وإعلان التضامن معي في مواجهة هذا الحكم".
وكان المحامي الإسلامي عسران منصور أقام دعوى قضائية ضد الفنان عادل امام قبل بضع سنوات يتهمه فيها بالإساءة للدين الإسلامي في مسرحية "الزعيم" وفيلم "مرجان احمد مرجان". وليست هذه المرة الاولى التي تصدر فيها المحاكم المصرية أحكاما ضد مثقفين وفنانين مصريين.
وفي الثمانينات صدر حكم شهير بتفرقة الاستاذ الجامعي نصر حامد ابو زيد عن زوجته إبتهال يونس بعد أن اعتبرته إحدى المحاكم "مرتداً ".
واستند هذا الحكم إلى كتابات نصر حامد ابو زيد التي تضمنت إجتهادات في تفسير النصوص القرآنية ودعوته خصوصاً إلى مراجعة قوانين الإرث بحيث يتساوي الرجال والنساء في حقوق الميراث، وهو ما يخالف القوانين السارية في مصر التي تقضي بأن يرث الذكر ضعف نصيب الأنثى، وهي قوانين يؤكد الإسلاميون أنها تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ويأتي الحكم على إمام في ظل قلق يساور الفنانين والمثقفين المصريين الذين يخشون خصوصاً أن يفرض البرلمان الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون والسلفيون قيوداً على حرية التعبير وحرية الإبداع.
وشكل مجموعة من المثقفين يتقدمهم الروائي علاء الاسواني تجمعاً أطلقوا عليه "جبهة الإبداع المصري" للدفاع عن حرية الإبداع.
ونظمت هذه الجبهة مسيرة ضمت أكثر من ألف من المثقفين والفنانين إلى مجلس الشعب بمناسبة إفتتاح جلساته في الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي لمطالبته بإحترام حرية الإبداع.