في عملية وصفت ب«النوعية» استبقت أصوات المدافع والقنابل أذان فجر يوم أمس الجمعة, واستيقظ الناس على وقع أصوات غير مألوفة, وبدا المشهد في المحافظة أقرب إلى فيلم رعب كانت نهايته رائعة بحسب أحد أبناء مدينة البيضاء..
قوات الأمن والجيش كانت عند مستوى الحدث واستطاعت أن تدهم منازل المطلوبين بحسب خطة أمنية خاطفة, حيث طوّقت تلك القوات منازل المطلوبين في حارات البركة والمخفاج والشرية التي تبتعد كل عن الأخرى بمسافة تتراوح بين كيلو إلى اثنين كيلومترات, واشتبكت معهم لمدة تزيد على ساعة بأكملها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقنابل الغاز المسيلة للدموع التي دفعت بهم إلى الاستسلام مؤخراً, ولم يسجل أي قتلى أو جرحى باستثناء حالات الاختناق في المنازل القريبة والمجاورة من مكان الحدث.
وتتضارب المعلومات حول عدد الذين تم اعتقالهم؛ إلا أن أغلب المعلومات تفيد بتراوح العدد ما بين 13 إلى 16 معتقلاً, وكلهم من أبناء مدينة البيضاء, وجاء اعتقالهم على خلفية مقتل رئيس اللجنة الإشرافية حسين البابلي ورئيس اللجنة الأمنية خالد وقعة ورئيس الدائرة الفنية في مكتب اللجنة العليا للانتخابات بالمحافظة محمد الأعرج واثنين من مرافقيهم مساء الأربعاء الماضي.
وبحسب مسئول أمني في المحافظة طلب عدم الكشف عن اسمه أوضح أن هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد تورط المعتقلين في التخطيط والتنفيذ لتلك المهمة التي وصفها بالإجرامية, موضحاً أن الأجهزة الأمنية ستقوم بواجبها في تأمين سير العملية الانتخابية وحماية المواطنين.. مشيراً إلى احتجاز أربعة من موظفي فرع جامعة العلوم والتكنولوجيا في البيضاء للتحقيق معهم على ذمة الاشتباه, وتوقّع الإفراج عنهم اليوم السبت حيث مؤشرات التحقيق تفيد بعدم علاقتهم بمجموعة الـ16 التي تم اعتقالها, وخلافاً لما أوردته وزارة الدفاع الذي أفاد بيانها بإلقاء القبض على (21 فرداً من المشتبه بهم من تنظيم القاعدة الإرهابي).