arpo37

جنرال اسرائيلي: الأسد نجح في تثبيت موقعه بدعم إيران وحزب الله.. وحماس ستُسيطر على الضفة

قالت مصادر أمنية رسمية في تل أبيب، الأحد، بحسب موقع (دفاع إسرائيل) على الإنترنت، إن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الجنرال أفيف كوخافي، قدم للحكومة الإسرائيلية المصغرة التقدير الاستخباري للعام الجاري، أكد في مقدمته على تصاعد التهديدات في الشرق الأوسط ضد الدولة العبرية.

وبحسب المصادر فإن هذه التهديدات ستأخذ منحى خطيرا على المدى القصير والمتوسط عندما تستقر الأوضاع في المنطقة وتتشكل منظومات سياسية جديدة ليس فقط في الدول التي تشهد مثل هذه الانتفاضات مصر واليمن وليبيا، وإنما دولا أخرى بدأت تنطلق إلى داخلها شرارات الانتفاضات وموجات الاحتجاج في عدة أقطار عربية مثل السعودية والبحرين وكذلك الأردن.
وفي ما يتعلق بسورية، قالت المصادر ذاتها، إن الجنرال كوخافي تحدث عن أن الرئيس السوري نجح في تثبيت موقعه بفعل حلفائه في محور طهران دمشق وعلى الأخص إيران وحزب الله، دعم هؤلاء الشركاء للأسد لم يقتصر على تقديم السلاح والخبرة بل ووسائل أخرى، لافتةً إلى أن هذا المحور أثبت قدرته حتى الآن على احتواء مصادر التهديد حتى لو كانت داخلية ومدعومة من الخارج، فلولا هذا الدعم لما استطاع نظام الرئيس السوري أن يصمد أمام عدة جبهات فتحت ضده من تركيا ومن شمال لبنان ومن الأردن ومن العراق، بالإضافة إلى إمكانيات هائلة لوجيستية ومالية تم ضخها من قطر والسعودية ودول أخرى بما فيها دول غربية، على حد تعبير المصادر، أما بالنسبة للمحور المصري، فقد شدد تقدير الموقف القومي على أن مصر لن تخرج من دوامة الاضطراب الداخلي وحركة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم في مصر، هذه الاحتجاجات ستضطر المجلس العسكري إن آجلا أو عاجلا أن يسلم مقاليد السلطة إلى حكومة مدنية بعد انتخاب الرئيس لأن تداعيات استمرار الأزمة ستكون كارثية على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي.
أما بالنسبة للوضع في مصر، فقال التقدير، إنه يشكل فرصة تعمل لصالح إسرائيل لكن هذه الفرصة ستتبدد في المدى القصير والمتوسط وبأن المخاطر التي ستنطلق من مصر ستكون مخاطر كبيرة وعلينا أن نستعد لمواجهة هذه المخاطر وأية تهديدات تنطلق من الحدود الجنوبية مع مصر، كما شدد على أن إسرائيل هي المدعوة وكذلك قيادتها الأمنية والسياسية أن تستعد لمواجهة هذه المخاطر وأن لا تركن إلى التعهدات الأمريكية والتدخلات التي تطالب إسرائيل بين الفينة والأخرى بضبط النفس وعدم القيام بأية تصرفات أو إجراءات قد تدفع الوضع في مصر إلى نقطة اللاعودة أي سيطرة العناصر الأكثر راديكالية في مصر على السلطة وإحداث تغيير ينهي سيطرة المجلس العسكري الذي لا يزال يحتفظ بمرتكزات نظام مبارك ويسير على هدى سياسته وعلى الأخص في علاقاته مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة والغرب.
وتطرق التقدير إلى إيران، حيث حذر من التلكؤ في معالجة الخطر النووي الإيراني والسماح لهذا الخطر بأن يتصاعد خلال عام 2012 إلى مستوى نجاح إيران في حيازة رؤوس نووية، ودحض التقارير وتقديرات الموقف الاستخباراتية في الولايات المتحدة وفي الدول الأوروبية من أن العقوبات كفيلة بتقويض قرار إيران بالاستمرار في برنامجها النووي العسكري هذا على ضوء تصعيد وتشديد العقوبات الاقتصادية.
وتعرض تقدير الموقف إلى أن إيران تحث الخطى من أجل الإسراع في حيازة السلاح النووي خلال عام 2012 لأن هذا السلاح يعتبر في نظرها ضرورة إستراتيجية لمواجهة التحديات التي تحيط بها من كل جانب من منطقة الخليج والوجود العسكري في الخليج ومن إسرائيل وحتى من تركيا وأذربيجان وحسب هذا التقدير فإن أمام إيران ثمانية أشهر حاسمة من عام 2012 حتى تتجاوز عتبة الدخول إلى نادي الدول المالكة للسلاح النووي وهذا يستدعي مواجهة مثل هذا الاحتمال قبل أن يتحول ويترجم إلى واقع عملي أي سلاح نووي في يد إيران وما يحمله ذلك من دلالات إستراتيجية خطيرة ليس بالنسبة لإسرائيل بل بالنسبة للدول المهددة من إيران في الخليج وتركيا وكذلك المصالح الغربية، علاوة على ذلك، حذر من مغبة التعويل والاعتماد على الالتزامات اللفظية الأمريكية بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مضيفا أن هذه الالتزامات ستكون عديمة الجدوى وغير مفيدة عندما نفاجأ بان إيران امتلكت السلاح النووي لأن امتلاك إيران لهذا السلاح يعني استحالة استهداف إيران بأي إجراء عسكري نظرا للآثار الخطيرة التي ستترتب على مثل العمل، وتطرق التقدير إلى لبنان، مشيرا إلى وضع حزب الله في لبنان وربط بين هذا الوضع وبين بقاء نظام الرئيس السوري، منبها من أن حزب الله لن يتورع عن القيام بأي عمل واستخدام كل الوسائل من أجل دعم نظام الرئيس السوري ليبقى ركيزة أساسية ومصدر دعم أساسي، أما بالنسبة للأردن فقد قال التقدير إن الملك عبد الله الثاني نجح في احتواء تداعيات وتأثيرات الربيع العربي ولكن ذلك بشكل مؤقت فحركات الاحتجاج ما تزال مستمرة وناشطة وفاعلة، صحيح أنها لم تصل إلى مستوى تهديد النظام ولكنها ستشهد مزيدا من الجنوح والخطورة. وخلص التقرير إلى المحور الفلسطيني حيث تحدث عن مستقبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا المستقبل يشوبه الغموض الشديد رغم المصالحة التي تم التوصل إليها بين حركتي فتح وحماس، ورغم الحديث عن إجراء انتخابات لمؤسسات السلطة ومؤسسات منظمة التحرير، وزعم التقدير أن رئيس السلطة سيرتكب خطأ إستراتيجيا إذا ما ذهب إلى آخر الشوط في المصالحة مع حركة حماس التي تهيىء نفسها للسيطرة على الضفة الغربية من أجل تحقيق وحدة السلطة في كل من غزة والضفة الغربي، معتبرًا أن هذا امتداد لما أنجزته حركة الإخوان المسلمين في عدة دول عربية وعلى الأخص مصر وتونس والمغرب، على حد تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى