arpo37

الأسد ينهي زيارته التفقدية لبابا عمرو عقب إطلاق نار على موكبه

أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في لبنان والعضو في المجلس الوطني السوري عمر إدلبي أن الرئيس السوري بشار الأسد قطع جولته في حي بابا عمرو المنكوب في مدينة حمص بعد حصول إطلاق نار في المنطقة. وبينما انتقدت المعارضة السورية الزيارة بشدة، معتبرين أن «الخطوة تنم عن قمة الوقاحة وأنه (الأسد) أتى ليدوس فوق دماء الشهداء ومشاعر ذويهم»، أعلنت محققة بإحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة العاملة في سوريا أنها استقالت، احتجاجا على تقييد الحكومة السورية لتحركات لجنتها.

وأشارت عدة مواقع إخبارية أمس، نقلا عن تنسيقيات الثورة، إلى تعرض موكب الرئيس السوري إلى إطلاق نار أثناء زيارته لحي بابا عمرو في حمص.. وهو ما أكده عدد من الناشطون لـ«الشرق الأوسط»، كاشفين عن أن كتيبة الفاروق هي من قامت بالعملية محاولة استهداف الأسد، لكنها لم تنجح في مسعاها. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن «الأسد زار صباح يوم أمس حي بابا عمرو في محافظة حمص، وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب ممنهج على يد المجموعات الإرهابية المسلحة».

ونقلت الوكالة عن الأسد تشديده على أن «الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام - وبابا عمرو خاصة - تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة، والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية، وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص».

وأشارت إلى أن الأسد أكد «لعدد من أهالي بابا عمرو - الذين تجمعوا حوله أثناء الجولة واشتكوا معاناتهم خلال وجود المجموعات الإرهابية في الحي - أن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم، إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم؛ فكان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون».

وقالت الوكالة إن الأسد «خصّ عناصر الجيش والقوات المسلحة حماة الديار بتحية خاصة خلال لقائه عددا منهم في حي بابا عمرو، وأكد لهم أن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره وهذا ليس بالأمر الجديد على الجيش العربي السوري الذي كان دوما عاملا حاسما في الحفاظ على سوريا واستقلاليتها وسيادة قرارها». وعلق الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في لبنان والعضو في المجلس الوطني السوري عمر إدلبي على زيارة الأسد لبابا عمرو قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ننظر باشمئزاز لهذه الزيارة التي تأتي على جثث أهالي الحي الذين قتلهم الأسد ونظامه، وعلى أطلال منازل لم يبق منها شيء».

ووصف إدلبي الخطوة ب«الوقحة»، كاشفا أن «قوات الأمن، وقبل وصول الأسد إلى الحي، طوّقت المنطقة بالكامل وعززت الحواجز الأمنية واستقدمت باصات (حافلات) لموالين للنظام وقفوا في الحي ليتظاهروا أنّهم من أهله، كما تم إلباس عناصر من الجيش لباسا أمنيا».

ومن مدينة حمص، استنكر الناشط السوري أبو علي بشدة دخول الأسد بابا عمرو «وبكل وقاحة للاطمئنان على قواته التي أمعنت بقتل الشعب السوري»، واصفا الزيارة ب«قمة الإجرام كونه أتى يدوس على دماء الشهداء ومشاعر ذويهم».. وقال أبو علي لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي كان الأسد يزور فيه بابا عمرو كان يتم قصف مدينة القصير وبشدة، لإلهاء الأهالي والرأي العام».

يُذكر أن الجيش الحر كان قد انسحب من حي بابا عمرو الذي تحصن فيه لأكثر من شهر في مطلع مارس (آذار) الجاري، ليدخل الجيش السوري بعد نزوح معظم أهالي الحي.

وفي 22 فبراير الماضي، قتلت الصحافية الأميركية ماري كولفين التي كانت تعمل في صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك الذي كان يعمل في وكالة «آي بي 3»، في قصف طال منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في بابا عمرو.. فيما أصيب عدد آخر من الصحافيين الأجانب وتم إجلاؤهم بعد ذلك على يد ناشطين إلى لبنان.

إلى ذلك، قالت محققة ضمن فريق من ثلاثة محققين في لجنة تابعة للأمم المتحدة، لتوثيق جرائم ضد الإنسانية ترتكب في سوريا بما في ذلك الإعدام والتعذيب، إنها استقالت احتجاجا على تقييد الحكومة السورية لحركتهم.

وقالت التركية ياكين آرتوك لوكالة رويترز الإخبارية إنها شعرت أنه ليس هناك جدوى من الاستمرار في اللجنة التي قرر تمديد تفويضها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة حتى دورة سبتمبر (أيلول)، موضحة أنه «لا يمكن للجنة القيام بعمل شامل والتحقيق في مناطق (بعينها) بسبب عدم السماح بالدخول.. لذلك قررت عدم الاستمرار».

وأوضحت أن استقالتها ليست انتقادا لعمل اللجنة، التي قالت إنها بذلت كل ما في وسعها في ظل الظروف الراهنة للوقوف على حقيقة جرائم ارتكبتها الحكومة السورية على مدى العام الماضي.. مضيفة أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك محقق آخر سيحل محلها.

زر الذهاب إلى الأعلى