arpo37

مصر: ترشح عمر سليمان للرئاسة يربك خارطة الانتخابات الرئاسيّة

أثار إعلان ترشح عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، للإنتخابات الرئاسية في مصر، الكثير من الجدل، وأحدث ارتباكًا كبيرًا في أوساط القوى السياسية، لاسيما في ظل تضاؤل فرص المرشح السلفي حازم أبو أسماعيل، واستبعاد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة من الترشح، وضعف الموقف القانوني للمهندس خيرت الشاطر.

في محاولة منها لتدارك الموقف المرتبك حول الانتخابات الرئاسية في مصر خصوصًا بعد اعلان ترشح اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، قررت جماعة الإخوان الدفع بمرشح احتياطي للشاطر في حالة تعثره قانونياً.

مرسي مرشح احتياطي

في خطوة مفاجئة، ومع تزايد التوقعات بعدم تمكن خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام للإخوان، من خوض إنتخابات الرئاسة المصرية، بسبب الأحكام القضائية الصادرة بحقه أثناء النظام السابق، وعلى طريقة مباريات كرة القدم، قررت جماعة الإخوان المسلمين ترشيح الدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة في الإنتخابات الرئاسية، وقالت الجماعة والحزب في بيان مشترك لهما تلقت إيلاف نسخة منه: "قررنا، جماعة وحزبًا، ترشيح الأستاذ الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة مرشحًا احتياطيًا للرئاسة، كإجراء احترازي لازم لضمان استمرار مسيرة التحول الديموقراطي المنشود لهذا الوطن".

وأضاف: "ايمانًا من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بحماية الثورة المباركة والنهوض بالوطن العزيز، تقدمنا إلى الأمة بمشروع للتنمية والنهضة الوطنية. وفي سبيل تحقيق هذه النهضة وحماية لهذا المشروع الوطني وللثورة المصرية العظيمة من التهديد، دفعت الجماعة والحزب بالمهندس خيرت الشاطر للترشح لرئاسة الجمهورية، بعد أن تأكدنا تمامًا من سلامة موقفه القانوني وعدم صحة ما يثيره البعض حول هذا الأمر الذي تمت دراسته من قبل لجنة قانونية على أعلى المستويات من داخل الجماعة والحزب وخارجهما".

وتابعت الجماعة والحزب في بيانهما: "إلا أن المتأمل في المشهد السياسي المصري يرى العديد من التغيّرات السريعة ما يشير إلى أن هناك محاولات لإفتعال معوقات للحيلولة دون استكمال بعض المرشحين لمسيرتهم الوطنية، تمهيدًا لاجهاض الثورة وإعادة استنساخ النظام السابق بنفس رموزه وهيئاته، وهو ما لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال".

موقف الشاطر سليم

وفي السياق ذاته، أكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي الجماعة، أن موقف المرشح الرئاسي خيرت الشاطر القانوني سليم، لاسيما بعد صدور حكم قضائي يحرم الناشط الدكتور أيمن نور من خوض الإنتخابات الرئاسية، رغم صدور قرار بالعفو عنه من قبل المجلس العسكري، وهو الأمر الذي ينطبق على الشاطر الذي تعرض للسجن أثناء حكم النظام السابق، وحصل على قرار مماثل بالعفو، وقال عبد المقصود: "تعرض المهندس خيرت الشاطر، المرشح لرئاسة الجمهورية ، لظلم بين من محاكم استثنائية أكثر من مرة على يد النظام الدكتاتوري السابق، تحت دعاوى زائفة، الهدف الأساسي منها تكميم أفواه المعارضة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين"، مشيراً إلى أن الشاطر قضى في معتقلات النظام البائد على خلفية تلك المحاكمات الاستثنائية الظالمة سنوات عديدة خلال القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة في قضايا يعلم الجميع أنها ملفقة ولا أساس لها من الصحة".

وأضاف أن الموقف القانوني للشاطر سليم، كما أن الإجراءات والمستندات صحيحة وتتفق مع صحيح القانون. وأوضح أن الشاطر رد إليه اعتباره قضائياً بحكم المحكمة العسكرية العليا، هذا فضلاً عن قرار العفو الذي اشتمله هو وأكثر من 200 شخص آخرين من مختلف التوجهات السياسية المصرية في قضايا متفرقة.

وأكد أن هذا العفو جاء عفواً كلياً مستنداً إلى أحكام المادتين 74 و75 عقوبات، شاملاً ومتضمنًا إسقاط العقوبة الأصلية وكافة العقوبات التبعية، وكافة الآثار الأخرى التي ترتبت على الحكم الصادر ضده. وأشار عبد المقصود إلى أن صحيفة الحالة الجنائية للشاطر نظيفة من أية أحكام قضائية.

اسبتعاد نور

وفي سياق متصل، أصاب إعلان اللواء عمر سليمان نيته الترشح الأوساط السياسية المصرية بالإرتباك والغضب، لاسيما بعد إصدار محكمة القضاء الإداري حكماً يحرم الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة من الترشح للرئاسة، رغم صدور قرار بالعفو عنه من المجلس العسكري، يقضي بموجبه بإعادة حقوقه السياسية إليه، وقال نور لـ"إيلاف" إن اللجنة العليا للإنتخابات بإعتبارها جهة قضائية هي وحدها المنوط بها الفصل في أحقيته بالترشح للرئاسة أم لا، مشيراً إلى أنه سوف يستمر في حملته الإنتخابية إلى حين أن تخطره اللجنة باستبعاده من السباق الرئاسي.

ووصف نور إعلان عمر سليمان نيته الترشح للإنتخابات الرئاسية بأنه مخطط لإعادة إنتاج نظام مبارك، لافتاً إلى أن في ذلك يؤكد أن الثورة تحتاج إلى الإستمرار، متوقعاً بأن يفجر ترشح سليمان موجه ثالثة من الثورة.

غضب من ترشح سليمان

وصف الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، اللواء عمر سليمان بأنه من "فلول النظام السابق"، كان ينبغي أن يطبق عليه قانون الغدر، وأضاف في تصريحات إعلامية أن سليمان يتمتع بكراهية شديدة لدى الشارع المصري، معتبراً أن ترشحه للرئاسة يؤكد أن هناك إتجاهًا لعسكرة مصر.

ونفى أن تكون جماعة الإخوان تخشى من ترشح سليمان، وقال إن الإخوان لا تخاف من ترشح سليمان، لكنها ترفض ترشح أحد من النظام السابق، مؤكداً أن الإخوان لديها مرشح أساسي واحد هو الشاطر، والمرشح الاحتياطي الدكتور محمد مرسي سينسحب فور اعتماد المرشح الأساسي.

فيما اعتبرت إئتلافات شباب الثورة أن ترشح سليمان للرئاسة سوف يفجر الموجة الثانية من الثورة، وقال محمود جمال عضو إتحاد الثورات العربية لـ"إيلاف" إن ترشح سليمان للرئاسة هو تحدٍ للثورة، مشيراً إلى أن ترشحه يعني إعادة إنتاج نظام مبارك، وأن الثورة لم تقم بالأساس، وأضاف أن سليمان يداه ملطختان بالدماء، وتورط في تعذيب سجناء بالوكالة لصالح أميركا، وتوقع جمال اندلاع الموجة الثانية للثورة في حالة إصرار سليمان على الترشح.

زر الذهاب إلى الأعلى