كشفت مصادر خليجية مطلعة, أمس, عن اتجاه لإعلان السعودية والبحرين عن صيغة وحدوية بينهما, على هامش القمة التشاورية لدول مجلس التعاون التي تستضيفها الرياض الشهر المقبل.
وقالت المصادر لجريدة "ايلاف" الالكترونية إن الاسم المقترح لهذه الصيغة هو "الاتحاد الخليجي العربي" بحيث يكون متاحاً لانضمام دول مجلس التعاون الاخرى عندما تكون مستعدة لمثل هذه الخطوة, التي تأتي متزامنة مع مساع إيرانية ل¯"الاتحاد التام مع العراق".
وأوضحت المصادر الخليجية أن هذه الخطوة هي الترجمة الاولى لدعوة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى إقامة اتحاد خليجي كصيغة مطورة عن مجلس التعاون, الذي ترى دوائر خليجية انه لم يعد قادرا ضمن هياكل عمله الحالية على مواجهة الاستحقاقات الامنية والسياسية التي تمر بها المنطقة, ما يتطلب شكلا أوثق من العلاقات.
واضافت المصادر ان الاتحاد الخليجي العربي لن يؤدي إلى إلغاء الشخصية السياسية للدول التي تنضم إلى الاتحاد, وسيكون أقرب مثل للصيغة المقترحة صيغة العلاقة بين روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء قبل انهيار الاتحاد السوفياتي, حيث كان لروسيا البيضاء شخصية دولية رغم انها كانت محسوبة على الكتلة السوفياتية.
وأوضحت المصادر أن أبرز مهام "الاتحاد الخليجي العربي" ستكون كيفية تحصين المنطقة ازاء التهديدات الاقليمية والتعاون لدفع التكامل الاقتصادي بين الدول الاعضاء وإيجاد أرضية قوية لمواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مسيرة التنمية بين هذه الدول.
وأكدت المصادر الخليجية ان الخطوة السعودية - البحرينية ستكون موضع ترحيب بين دول مجلس التعاون الاخرى, ولن ينظر لها كمحور ضمن دول المجلس, مشيرة إلى ان هناك أمثلة على تعاون ثنائي ضمن مجلس التعاون كالاتفاقيات التي عقدت بين الامارات وعُمان قبل سنوات عدة.
وتأمل البحرين ان تؤدي الوحدة مع السعودية إلى تدفق استثمارات جديدة تساعدها على مواجهة الأزمة الاقتصادية.
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات بعد أيام على دعوة النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي, خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران, إلى "اتحاد البلدين بشكل تام لتشكيل قوة كبيرة على الصعيد العالمي".
كما يأتي هذا التطور غداة نشر "الحرس الثوري" أسلحة هجومية ودفاعية في الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران, وسط معلومات عن نية الجمهورية الإسلامية إنشاء محافظة ستطلق عليها اسم "خليج فارس" وستجعل عاصمتها, جزيرة ابو موسى, احدى الجزر الثلاث, في خطوة استفزازية ضد دول مجلس التعاون.
ورداً على ذلك, دعا المكتب السياسي ل¯"المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية" مجلس التعاون إلى دراسة دعم إعلان دولة الأحواز في المنفى وتمثيلها في المجلس.
وأكد المكتب في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أمس, أن السياسة الإيرانية قائمة على مبدأ "خذ وطالب بالمزيد", وان السكوت على الزحف الإيراني ستكون له عواقب كارثية على الوجود العربي في المنطقة.
واضاف البيان: "نحن اليوم نستعد للذكرى ال¯87 لاحتلال الأحواز والذكرى ال¯41 لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث, بالإضافة لاحتلالهم العراق منذ 2003 وسيطرتهم على جنوب لبنان منذ ثلاثة عقود, ومحاولتهم تقسيم اليمن وتدخلاتهم المستمرة في مملكة البحرين". ودعت المنظمة "قادة مجلس التعاون الكرام إلى الالتفات للقضية العربية الأحوازية وإعطائها حقها في الحسابات العربية", مؤكدة أنه "من خلالها يمكن لجم الارهاب الإيراني ودحره".